بدأت غالبية المطاعم و«الكافيهات» الشهيرة وذات الشعبية العالية في المدن السعودية خلال الفترة الأخيرة، في استقطاب فرق غنائية وموسيقية لإحياء حفلات مصغرة لزبائنها وتقديم مقطوعات فنية وموسيقية خلال مكوثهم لتناول الطعام فيها. بعض تلك المطاعم يكتفي بتشغيل الموسيقى كخلفية هادئة في أرجاء المطعم، فيما تستغل أخرى أوقات إجازة نهاية الأسبوع، التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزبائن، لإحياء السهرات الطربية في خدمة مجانية أو مدفوعة أحياناً . وتشترط بعض الأماكن رسوماً معينة تراوح بين 250 و300 ريال، تشمل طلبات العصائر والعشاء، بينما لا تضع أماكن أخرى أي رسوم ما عدا سداد ما يطلبه الزبون من قائمة الطعام. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الهيئة العامة للترفيه رفعت تنظيماً إلى الجهات المعنية، للموافقة على وجود فرق موسيقية في مطاعم جدة ثاني أكبر مدن المملكة. وبانتظار الموافقة للبدء في تنفيذ المقترح؛ حيث سيسمح صدور التنظيم للمطاعم بإحضار فرق موسيقية بما لا يتنافى مع العادات والتقاليد، ولا يتسبب في إزعاج الجيران أو مخالفة الآداب العامة. وتتناقل مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصوراً لفرق غنائية تعزف في بعض محال تقديم الأطعمة والأشربة والفنادق التي تتيح خدماتها الغذائية لغير قاطنيها في مدن جدة، وجازان، والدمام، ما حدى في مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل التوجيه بعدم السماح للمطاعم بإحضار فِرق غنائية واستخدام آلات موسيقية، ما لم ترد توجيهات بذلك أو قبل الحصول على تصاريح؛ ما دعا مُلاك بقية المطاعم إلى طلب تصاريح أسوة في تلك المطاعم. الأمر نفسه جرى في مدينة الرياض، إذ كشفت أمانة المنطقة عن إمكانية تشغيل الموسيقى والتدخين في جميع المطاعم والمقاهي والمجمعات التجارية في العاصمة، لافتة إلى عدم صحة منعها لذلك، إلا ضمن «اعتبارات محددة ويتم التعامل معها في حينه». يأتي ذلك في إطار ما يستهدفه «برنامج جودة الحياة 2020» لتحسين أداء الأماكن الخدمية والترفيهية وتوفير خيارات ترفيهية للمواطنين الذين اعتادوا على السفر إلى الخارج لمشاهدة عروض فنية وزيارة المتنزهات الترفيهية في إمارة دبي القريبة، أو مدن عربية وأجنبية أخرى. وتخطط السعودية عبر البرامج التنفيذية لـ«رؤية 2030»، لإنفاق 50 بليون ريال بحلول العام 2020 في مبادرة لدعم وسائل الترفيه، والصحة، والرياضة، والتعليم، في إطار مساع للتحديث من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
مشاركة :