برلين – تشتهر الحمى الغدية باسم “حمى التقبيل” بسبب انتقالها من شخص إلى آخر عبر إفرازات الفم، كما أنها تعرف بعدة أسماء أخرى مثل مرض فايفر أو كثرة الوحيدات العدائية أو كثرة الوحيدات الخمجية. وأوضح البروفيسور أندرياس بودبيلسكي، رئيس معهد علم الأحياء الدقيقة والفيروسات والنظافة بجامعة روستوك الألمانية، أن مرض الحمى الغدية مُعدٍ، يسببه فيروس يدعى “ابشتاين بار” (إي.بي.في) من عائلة فيروسات الهربس، وهو يهاجم الخلايا الليمفاوية المهمة لجهاز المناعة، ويظل في الجسم مدى الحياة. وينشط هذا الفيروس مرارا وتكرارا في بعض المواقف التي يتعرض لها المصاب، مثل التوتر النفسي. وفي العادة يكون غير مرئي. ومع ذلك يكون مُعديا في هذه المرحلة. وليس من قبيل الصدفة أن يسمى “حمى التقبيل”؛ فهو ينتقل فقط عن طريق اللعاب، على سبيل المثال عند التقبيل. وبطبيعة الحال تعتبر الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم) أكثر أعراض هذا المرض شيوعا، بالإضافة إلى آلام الحلق وتورم العقد الليمفاوية والتهاب اللوزتين وظهور طبقة رمادية مائلة إلى الأبيض على هذه المنطقة من الحلق، فضلا عن الشعور العام بالوهن والتعب. ومن الأعراض المميزة أيضا ارتفاع قيم الكبد وتضخم الطحال وزيادة عدد الخلايا الليمفاوية في الدم، وهي إشارة من جهاز المناعة. وغالبا ما تبدأ هذه الأعراض بالظهور بعد مرور 4 إلى 6 أسابيع من الإصابة بالفيروس. وتكمن المشكلة في صعوبة تشخيص المرض بسبب تداخل بعض أعراضه مع عدوى الإنفلونزا ونزلات البرد والتهابات الكبد، وهو ما قد يؤدي إلى حصول المصاب على الدواء غير الصحيح. ومن جانبه أشار البروفيسور هارتموت هينغل، رئيس الجمعية الألمانية لعلم الفيروسات، إلى أن عامل العمر يلعب دورا مهما في الإصابة بهذا المرض؛ موضحا أنه كلما أصيب الشخص بالفيروس مبكرا قلت احتمالية حدة المرض، على سبيل المثال غالبا ما تكون العدوى لدى الأطفال الصغار دون أعراض. وبدوره أشار الممارس العام فيلهيلم برايتنبرغر إلى ضرورة أخذ فترة راحة طويلة تمتد لعدة أشهر، أي النوم كثيرا وعدم رفع أشياء ثقيلة بسبب الطحال وعدم ممارسة الرياضة والابتعاد عن الوجبات الدسمة. ومن المهم أيضا ألا يتعرض جسم المريض للصدمات. ومع ذلك يُسمح للمريض بالمشي في الهواء الطلق شريطة ألا يُجهد نفسه. والخبر السار هو أن أي شخص أصيب بهذا المرض لن يصاب به مرة أخرى، كما أنه لا يوجد لقاح له حتى الآن، ولكن يمكن للمرء أن يقوي جهاز المناعة ليحارب الفيروس بشكل جيد من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
مشاركة :