بدأت من الصفر وعانيت كثيرا ومرض زوجي أشد محنة

  • 5/17/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أجرت الحوار: هالة كمال الدين الأربعاء ١٦ مايو ٢٠١٨ - 10:13 بدأت مشاريعها التجارية منذ طفولتها.. خبيرة التعلم الفردي.. صاحبة مؤلف «إتيكيت الأنوثة».. نورة البنخليل لـ«أخبار الخليج»: كان حلمها منذ طفولتها أن تكون سيدة أعمال، وحين أصبحت أمًّا تولدت لديها فكرة مشروعها الخاص الذي رأى النور بعد رحلة من العناء والكفاح، فأنشأت أول روضة تطبق نظرية التعليم المونتسوري في منطقة الرفاع لتجسد طموحها على أرض الواقع. نورة خليفة البنخليل، خبيرة التعلم الفردي، صاحبة رحلة طويلة من العمل الدؤوب، تنقلت خلالها بين محطات كثيرة ومتنوعة، وذلك منذ نعومة أظافرها، إلى أن استقر بها الحال عند مشروع موجه بالأساس لخدمة الطفولة، لم يخلُ مشوارها العملي والإنساني من العثرات والانكسارات، ولكنها أصرت على عدم الاستسلام، والمواصلة، والانتصار في معركة الحياة. هي تحمل فكرا مختلفا تجاه المرأة والزواج والحياة بشكل عام، حاولنا في الحوار التالي أن نكشف عنه، ونغوص في أعماقه، ونشاركها ذكريات الرحلة منذ بداياتها في السطور التالية: متى بدأت رحلة الطموح؟ بدأت رحلتي مع الطموح العملي مبكرا للغاية، فقد كنت دائما أحلم بأن أصبح سيدة أعمال صاحبة مشروع خاص، ولكنني لم أحدد نوعيته إلا حين أصبحت أمًّا، فقررت حينئذ أن أنشئ روضة للأطفال وحرصت على أن يكون مشروعا مختلفا. وما هو وجه الاختلاف؟ كنت دائما حريصة على ترك بصمة خاصة بي بالمجتمع، لذلك حين قررت إنشاء روضة راعيت أن تكون مشروعا متميزا ومتكاملا ومختلفا، ولهذا السبب طبقت من خلالها نظام التعليم المونتسوري، وكانت أول روضة، بل الوحيدة من نوعها في منطقة الرفاع. لماذا التعليم المونتسوري؟ طبقت التعليم المونتسوري لأن الطفل فيه هو محور المنهج، ويعتمد على بناء شخصية الطفل قبل تعليمه، ويتعامل مع كل طفل كحالة منفردة بحسب مهاراته وقدراته واهتماماته، فضلا عن أنه يعتمد على أسلوب التعلم باللعب، فالتعليم في هذا النظام ليس له حدود، وقد تولدت الفكرة لدي حين كنت أبحث عن روضة لابني تطبق أفضل المناهج وطرق التدريس، وهنا بدأت الخوض في مشروعي، ومررت بإجراءات طويلة ومعقدة. إلي أي مدى يتوافر هذا التعليم بالبحرين؟ التعليم المونتسوري غير منتشر ومحدود بالبحرين، لذلك حرصت على توفيره في مشروعي، وحرصت من خلاله على الموازنة بين اللغتين العربية والانجليزية، لأنه من الضروري أن يتقن أطفالنا هذه اللغة، وأن يراعي تدريس العادات والتقاليد والدين والأخلاق في رياض الأطفال، وقد ساعدني منهج المونتسوري على تحقيق ذلك، وكذلك دراساتي المتعددة. وما هي دراساتك؟ أنا خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات من جامعة البحرين، وقد عملت قبل التخرج في أكثر من مجال، ثم سجلت ودرست الإدارة العامة للحصول على درجة الماجستير من جامعة نيويورك، كما شاركت في دورات دراسية عديدة متنوعة تخدم مجالي العلمي. وما هي مجالات العمل التي خضتها قبل التخرج؟ منذ أن كنت طفلة كانت لدي مشاريع تجارية كثيرة، وعلى سبيل المثال كنت أشارك في سوق المكتبة بالمدرسة، كما كنت أقوم بعمل أفلام لحفلات الزواج، وأعد مشاريع لتجهيز الأطفال، وغيرها ورغم أن عوائد تلك المشاريع الصغيرة لم تكن ثابتة أو مجزية إلا أنني كنت أعشق شعور الإنجاز. ماذا عن جدوى مشروع الروضة؟ في البداية أجريت دراسة جدوى، حيث استغرق بحث ودراسة المشروع عاما كاملا، فقد قمت بإعداد استبانة لاستيضاح احتياجات أولياء الأمور في منطقة الرفاع، وخصصتها لاحتضان الأطفال دون ست سنوات، وهي أهم مرحلة لبناء شخصية الطفل، وتنبني عليها حياته بعد ذلك. هل واجهتِ صعوبة في توفير الكوادر؟ الكوادر المؤهلة لهذا النوع من التعليم نادرة وغير متوافرة بسهولة، وخاصة أن الرواتب ضعيفة، لذلك أناشد المسؤولين والمعنيين دعم رواتب معلمات الرياض، لأنهن ينشئن أجيال المستقبل، وقد قمت بتدريب بعض الكوادر بعد أن التحقت بكورس بعنوان «تأسيس رياض الأطفال» على نظام مونتسوري من منظمة المونتسوري في أستراليا، حيث تم التدريب كذلك بمركز البحرين للتعليم المونتسوري، والتدريب في هذا المجال يكون صعبا ويحتاج إلى ممارسة، كما أن هذا النوع من التعليم مكلف لأنه يعتمد على أدوات عديدة مطلوب توفيرها. من الذي وقف خلف نجاحك؟ كانت والدتي وهي إعلامية تشجعني دائما حين أقترح عليها رغبتي في خوض أي مشروع، وكنت أبوح لها دوما عن أحلامي ولم تقل لي يوما إن حلمك هذا خيال بل كانت تدعمني وتدفعني نحو تحقيقه، وهذا أسهم كثيرا في إنجازاتي على مر المسيرة، كما أنني تعلمت من أحد إخواني فن التصوير، ومن آخر علم الحاسوب، كما ورثت حب التعليم من أبي وهو مدير مدرسة وكان ذلك أيضا سببا في حرصي المتواصل على التعلم. ما هو سلاحك لمواجهة التحديات؟ أنا بدأت من الصفر، وقد حصلت على الدعم المالي من قبل زوجي وأهلي لذلك لم يمثل رأس المال عقبة بالنسبة إلي، ولكن أهم مشكلة واجهتني كانت البيروقراطية التي عطلت مشروعي عامين تقريبا، حتى كاد يتوقف ولكني صمدت، وواصلت، وروضتي اليوم تضم أربعين طفلا ولله الحمد. ما هي أشد محنة؟ مرض زوجي كان أشد محنة مرت بي، وقد جاء في نفس فترة الإعداد لمشروعي، وكان الصبر مصدر قوتي وصمودي في وجه تلك العاصفة فقد اعتدت منذ صغري أن أنظر دوما إلى الجزء الممتلئ من الكوب، ونظرتي المتفائلة هذه للأمور كانت من أهم أسباب تذليل العقبات مهما كان نوعها أو حجمها، وأنا أرى أن أسوأ مشكلة نعاني منها في مجتمعاتنا هي غياب الحوار. وكيف ننمي ثقافة الحوار؟ التربية هي المسؤولة عن نشر ثقافة الحوار، وهي مسؤولية البيت والمدرسة، وهذه الثقافة من الممكن أن تحل الكثير من مشاكلنا حتى الزوجية، فللأسف نحن شعوب نتحدث ولا نسمع وغياب الحوار هو سبب مشاكل كثير منا في حياتنا على الصعيد الإنساني أو السياسي أو غيره، ونقصد هنا الحوار بمفهومه الصحيح. كيف توفقين بين العمل والأسرة؟ من المؤكد أن إتقان أي شيء في الحياة لا بد أن يأتي على حساب شيء آخر، ولكني أفعل المستحيل من أجل إحداث الموازنة بين كافة مهامي مسؤولياتي، والمرأة بشكل عام تعتبر جبلا، فهي تتحمل الكثير من الأعباء ولديها القدرة على تحمل أداء أكثر من مهمة في نفس الوقت، وذلك على عكس الرجل الذي يركز في غالبية الأحيان على إنجاز واحد فقط. ما هي أهم قيمة حرصتِ على تعليمها لأبنائك؟ أهم قيمة حرصت على غرسها في أبنائي هي أهمية التعرف على الذات، بحيث يكونوا مؤثرين وليس متأثرين، بمعنى أن يكونوا أنفسهم ولا يصبحوا نسخة مكررة من أحد، وأن يتمتعوا بالقدرة على التمييز، والأهم التمسك بالأخلاق التي أراها في تراجع باليوم للأسف الشديد. وكيف نعالج هذا التراجع الأخلاقي؟ لقد أصبحنا بحاجة إلى ثورة أخلاقية للتصدي لثورة التكنولوجيا التي أسهمت في تدهور الأخلاق وذلك منذ العشرينيات من القرن الماضي، ومن ثم انتشر الفساد الأخلاقي عبر العالم، ولا يعني ذلك الاستغناء عن التكنولوجيا، ولكن التصدي لسلبياتها من خلال مناهج ثقافية تمكن الأجيال الجديدة من التمييز والنقد. هل تؤيدين المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة؟ أنا لا أؤيد المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة ولكني أؤمن بأهمية التكامل بينهما، فالمهام والقدرات تختلف بين الجنسين، كما أن المساواة المطلقة فيها ظلم للمرأة ولطبيعتها وتؤثر سلبا على أنوثتها. ماذا ينقص المرأة البحرينية؟ أتمنى إصدار تشريعات تراعي من خلالها جهات العمل ظروف المرأة وطبيعتها بشكل أكبر وخاصة تلك التي ترتبط بأمومتها وبتواجدها مع أبنائها فترة أطول، حتى لا تشعر دوما بالتقصير في حق أطفالها. ما هي أصعب حالة تعاملتِ معها بالروضة؟ أصعب حالة تعاملت معها كانت لطفل شخص مرضه بأنه قريب من التوحد ولكن بدرجة خفيفة، وكان يحتاج إلى معاملة خاصة، وفي البداية سيطر عليّ شعور بأنني سوف أظلمه وخاصة أنه كان من الصعب السيطرة عليه أو التواصل معه، ولكن ولله الحمد تحسنت حالته، وأبدى تجاوبا كبيرا في التعلم بعد أن اكتشفنا حبه للحيوانات وجعلنا منها أداة أساسية في عملية تعليمه، وهذا هو مبدأ التعليم المونتسوري أنه يتعامل مع الأطفال كحالات منفردة كل حالة بحسب قدراتها. ما هو طموحك الحالي؟ أتمنى أن أنشئ مؤسسة تعليمية متكاملة، يتم خلالها تصنيع أدوات التعليم المونتسوري، وإنتاج برامج تعليمية وألعاب إلكترونية مخصصة للأطفال تناسب أعمارهم وقدراتهم، وقد قمت أيام الدراسة الجامعية بتحقيق ذلك حيث ابتكرت برمجيات تعليمية من خلال الفيديو، كما أنني بصدد إصدار كتاب بعنوان «إتيكيت الأنوثة» والذي يتحدث عن كيفية الكشف عن طاقتك الأنثوية وتوظيفها بالشكل الملائم، بدءا من الداخل، حيث أرى أن فهم الذات وتقبلها والتصالح معها يمكننا من التواصل مع الآخرين بالأسلوب الصحيح، ومن تخليصها من الشوائب المتراكمة بداخلها مع مرور الزمن. وعلى الصعيد الإنساني؟ أرى حاليا أنه آن الأوان لتخصيص بعض الوقت لنفسي، وممارسة هواية القراءة التي أعشقها، وأستغرق فيها ساعات طوال وخاصة على النت.

مشاركة :