الشيخ محمد بن عبدالوهاب نموذج لحركة التنوير

  • 4/10/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور سعيد السريحي في ورقته المقدمة إلى ندوة «إخفاق النهضة في حركات التنوير العربية» أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب كان نموذجا لحركات التنوير وقال إنه يعني بذلك الجانب الفكري فيها والذي انصب على تحرير العقل من انحرافه وإعادة جوهر التفكير إليه وذلك ما تمثل في موقفه الحاد والرافض لمجموعة من العادات التي تفشت في مجتمع الجزيرة آنذاك والمتمثلة في تعظيم قبور الصالحين وتعليق التمائم والنذور للموتى والتوسل بهم وكل ما يمكن أن يجعل الإنسان مستعبدا للإنسان وكل ما يجعل العقل مستبعدا من التفكير الحر ومعرفة ما ينبغي عليه أن يخافه ويرجوه فيطمئن إليه ويخشى منه. وأشار السريحي إلى أنه يمكن الاعتداد بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب كحركة تنوير إذا ما تم ربطها بالسياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي ظهرت فيها تلك الدعوة بحيث تم تسكينها في المكان الذي ظهرت فيه والزمان الذي ظهرت فيه. من جهته، قال الدكتور يوسف مكي في ورقته المقدمة إلى ذات الندوة: «عندما نتكلم عن التنوير العربي يتبادر إلى الذهن أننا نتكلم عن شيء يقارب لعصر النهضة في أوروبا مع الفارق بين النوعين بشكل كبير، فالواقع العربي مختلف جدا فليس هناك اصطدامات أو قمع في مهده وهو ضد الاستبداد لبعض أطرافه وهو على النقيض من التنوير الأوروبي ولكن هنا تداخل الموروث بالحداثة والقوى التي كانت من المفترض أن تكون صانعة التاريخ ولم تكن قابلة للعمل». أما الدكتور علي حرب فتساءل في ورقته كيف نفسر أن تكون المآلات بائسة فيما البدايات واعدة؟، وقال «الفضيحة أن العرب يملكون موارد هائلة مادية ورمزية ولكن مقابل نقص في الأفكار الخلاقة التي تترجم إلى حقول معرفية ثمينة». وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد المسفر في مداخلته «كان بودي أن نحدد الفترة الزمنية التي نتحدث عنها حتى تتحدد الصورة، وحركة التنوير والنهضة في العالم العربي بدأت في النصف الأول للقرن العشرين مع الطهطاوي ومحمد عبده، ولكن محمد عبدالوهاب ليس تنويريا بقدر ما أنه وقف أمام بعض العادات القبلية، وماذا عمل للقضايا المهمة مثل المرأة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم ويكفي أنها غيرت أكثر من ثلاث مرات رأيه في قضايا السلطنة والعلاقة الحاكمية ولم تقدم إلا فكرا فقهيا حديثا فقط».

مشاركة :