قال مسؤولون وسكان إن مقاتلي طالبان خرجوا من مخابئهم مستترين بظلام الليل لشن هجمات في مدينة فراه وقتال القوات الحكومة التي تصورت أنها طردت المتشددين بعد اشتباكات عنيفة في وقت سابق هذا الأسبوع. واختبأ المسلحون المدججون بالسلاح وسط مناطق سكنية بعد هجومهم المفاجئ يوم الثلاثاء، عندما اجتاحوا فراه تقريبا، قبل أن تتصدى لهم القوات الأفغانية مدعومة بقوة جوية أمريكية. وقال صاحب متجر بالمدينة اسمه قدرة الله “من ناحية كانت هناك طالبان ومن الناحية الأخرى طائرات مقاتلة تقصف من الجو، شعر الناس بالذعر”. وخرج مقاتلو طالبان من مخابئهم قبل منتصف الليل بنحو ساعة أمس الأربعاء، وأطلق بعضهم النار على القوات الحكومية من فوق أسطح المنازل واستمر القتال حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس. ووقع هجوم انتحاري واحد على الأقل قرب مقر الشرطة بالمدينة. وقال باز محمد أحد السكان “تحولت المدينة إلى ساحة قتال، الناس قلقون والمتاجر أغلق أبوابها”. وأضاف “بعد ما حدث الليلة الماضية، أي شيء يمكن أن يحدث في أي وقت”. وقال كبير حقمال المستشار الإعلامي لوزارة التعليم إنه صدر إعلان بإغلاق المدارس في شهر رمضان، الذي بدأ اليوم الخميس، لاعتبارات أمنية. وبعد شهور الشتاء التي اتسمت بالهدوء، يلقي أحدث تجدد للقتال الضوء على التحديات التي تواجهها حكومة كابول وحلفاؤها الأمريكيون الذين يعملون على احتواء تمرد طالبان. وأرسلت الولايات المتحدة آلاف المدربين الإضافيين لمساعدة القوات الأفغانية وتكثيف الضربات الجوية بدرجة كبيرة بهدف الضغط على طالبان لقبول الجلوس إلى مائدة المفاوضات، لكن ليس هناك ما يشير إلى أن هذا الهدف في سبيله للتحقق. * إلقاء اللوم على إيران في فراه، قدمت القوات الأمريكية دعما جويا بطائرات ايه-10 الهجومية وطائرات بدون طيار في حين شنت القوات الجوية الأفغانية العديد من الضربات بطائراتها الهليكوبتر وطائرات ايه-29. وقال مسؤولون في وقت سابق إن المدينة خلت من المقاتلين لكنهم أكدوا نشوب قتال الليلة الماضية. وقال فاضل أحمد شيرزاد قائد شرطة المدينة “عدد من أعضاء طالبان اشتبك مع القوات الأفغانية في مناطق مختلفة من المدينة”. وأضاف “في الوقت الراهن لا يدور قتال لكن تجري عملية بحث وتطهير”. وقال إن عددا من المقاتلين الأجانب يعملون فيما يبدو مع طالبان، لكن ليس هناك سبيل للتحقق من ذلك من مصدر مستقل. وكثيرا ما يلقي المسؤولون في فراه اللوم على إيران المجاورة في مساعدة طالبان في المنطقة. وتصاعدت حدة القتال في مختلف أرجاء أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية وتتعرض القوات الحكومية لضغوط كبيرة في أقاليم بدخشان وبغلان وفارياب في الشمال وزابل وغزنة إلى الجنوب من كابول. وإضافة إلى ذلك تعرضت كابول نفسها للاستهداف بموجة من الهجمات الانتحارية التي قتلت وأصابت المئات منذ بداية العام. وشهدت فراه، النائية قليلة السكان الواقعة على الحدود مع إيران، قتالا عنيفا مع مقاتلي طالبان فيما كبد الشرطة والجيش ووحدات من القوات الخاصة خسائر جسيمة.
مشاركة :