كنت أنوي الكتابة عن المتقاعدين وهمومهم منذ أن قرأت ما نشر في «الراي»، في عدد 11 مايو الجاري، وتركت المجال لأفهم جوانب الموضوع أكثر وما أستجدت من أمور منذ إشهار الجمعية.من هو المتقاعد؟هو ذلك الشخص الذي أمضى أكثر من عقدين من الزمان في العمل في إحدى قطاعات العمل (حكومي/خاص/عسكري)، منهم من يرى في خبرته وقدرته إمكانية العطاء لخدمة مؤسسات الدولة كمستشار في مجال خبرته، ومنهم من ترك العمل ليرتاح ويتابع عمله الخاص أو قضاء وقته مع أفراد أسرته... وغالبا ما يكون قد تجاوز سن الرشد!هل كل متقاعد ممكن الاستفادة منه كمستشار؟ليس بالضرورة... فالفروقات تحددها القدرات ومعيار الكفاءة حسب طبيعة العمل والمهارات المكتسبة، وبالتالي تحدد كلمة مستشار السمات الشخصية والمعرفة والخبرة والرشد وحسن السيرة والسلوك.في ذلك اليوم٬ خلال اللقاء التنويري الثاني تحت شعار «أهداف وطموحات»، كشف رئيس جمعية المتقاعدين الكويتية سعود العصفور أن هناك نية لإنشاء مركز «بنك خبرات المتقاعدين»، وكنت أتمنى أن أكون حاضرا ذلك الملتقى الذي لم تصلني وكثير من المتقاعدين، الدعوة لحضوره.وعليه٬ أرجو من الأخ سعود العصفور وضع ميكانيكية عمل وفق إستراتيجية فاعلة تتسم بالشفافية، تبدأ بالآتي:أولا: التواصل مع جميع المتقاعدين وإنشاء قائمة بالأسماء والمؤهلات والخبرات العملية لجميع المتقاعدين.ثانيا: فرز المعلومات وإسقاط كل خبرة في المجال الذي يمكن الاستفادة من خبرات المتقاعد فيه ضمن خطة رؤية الكويت الطموحة «نيو كويت رؤية 2035» بعد مقابلة كل متقاعد وبحث إمكانية الاستفادة من خبرته.ثالثا: جمع معلومات عن أسماء وجنسيات وخبرات المستشارين في الحكومة والقطاع الخاص ومقارنتها مع خبرات المتقاعدين الكويتيين.أما وزارة الشؤون فهي مطالبة ببحث كل ما ورد إليها من شكوى تخص جمعية المتقاعدين الكويتية بحيادية تامة كي يتسنى لنا كمتقاعدين معرفة حقيقة الوضع!بعدئذ٬ تكون المعلومات متوافرة لإنشاء «بنك خبرات المتقاعدين» كون العنصر البشري هو الأساس في تحسين الأداء لجميع مؤسسات الدولة ومشاريعها القادمة المرتبطة حسب الأولوية لنهوض المجتمعات في مجال التعليم٬ الصحة٬ الطرق٬ التأمينات وإدارة المشاريع... إلخ.يقول المثل الإداري If you can not mesure it، you can not Manage it... أي الأمر الذي لا تستطيع قياسه٬ لا تستطيع إدارته... بمعنى إن ملف المتقاعدين يحتاج عناية خاصة لقياس أبعاده كي تكون إدارته ممكنة، أما التوسع في إنشاء صندوق ملياري وخلافه، فأعتقد أنه «بدري عليه»!الزبدة:هل تستطيع وزارة الشؤون إفادتنا عن نشاطات الجمعية ومجلس الإدارة المنتخب أخيرا ونتيجة التحقيق في الشكوى المقدمة من أعضاء مجلس الإدارة السابق؟ هل بحثتها الوزارة أم «كروتتها»؟ من هنا نستطيع المضي قدما.وليعلم الجميع إن ثقافتنا لها خصوصية، وبالتالي فـ «مزمار الحي ينفع»، وأعتقد إنه لو أحسنا جمع المعلومات وفرزها وتبادل الحديث مع كل متقاعد على حدة لمعرفة إمكانية الاستعانة به ومعرفة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون بصدد الشكوى المقدمة٬ فإننا سنقضي على الآراء الاستشارية غربية أو عربية الطابع ونستبدلها بكوادر وطنية تفهم جوانب الثقافة الكويتية، وهو ما قد ينتج عنه استشارات تنفع العباد والبلاد.نتمنى أن تكلل جهود جمعية المتقاعدين بعد إزالة الغموض حول أنشطتها٬ بالنجاح وأن يقوم عليها من هم أهل بالثقة وفق شفافية في العمل وأن يجد القائمون عليها تعاونا مثمرا من أصحاب القرار... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :