يظل الفنان الكبير صلاح السعدنى، أحد أيقونات الدراما التليفزيونية على مدار سنوات عديدة مضت، وإن كان غائبًا بسبب مرضه، إلا أنه سيظل حاضرًا بفضل أعماله التى أثرت الحياة الفنية، خاصة الأعمال التى تم عرضها فى الموسم الرمضانى خلال سنوات تألقه. ارتبط الجمهور بأعمال السعدني، بسبب بساطة أدائه واعتماده على الأسلوب السهل الممتنع، بالإضافة إلى براعته فى تجسيد نوعيات متنوعة من الشخصيات، التى تعبر عن حال الشعب المصري، ويظل «حسن أرابيسك» شاهد عيان على هذه النوعية من الشخصيات التى يصعب تكرارها فى الأعمال الدرامية، كما يصعب نسج مثل هذه الشخصية إلا عن طريق كاتب مثل الراحل أسامة أنور عكاشة، الذى برع فى نسجها بشكل جعلها تعيش حتى الآن فى أذهان المصريين. استحق السعدنى لقب «العمدة»، الذى أطلقه عليه الجمهور منذ بدء عرض الحلقات الأولى من الجزء الأول من ملحمة «ليالى الحلمية»، ليستمر هذا اللقب معه حتى الآن، فأصبح العمدة «غانم» هو الشخصية البديلة لشخصية «كشكش بيه» التى ظهرت بقوة فى الستينيات من القرن الماضي، واشتهر بها الراحل نجيب الريحاني، وأصبح الصراع بين «العمدة غانم» و«سليم بك» يشبه إلى حد كبير الصراع الذى كان بين «كشكش بيه» و«عثمان عبدالباسط»، تلك الشخصية التى اشتهر بها الراحل على الكسار. ولم يتوقف إبداع السعدنى عنده فقط، بل امتد إبداعه ليلحق به ابنه الفنان أحمد السعدني، الذى أصبح بمرور الوقت قادرًا على حجز اسمه فى منطقة دافئة ومؤثرة فى الوسط الفني، ليرث عنه صفات ابن البلد فى أعماله. تعرض السعدنى خلال السنوات القليلة الماضية إلى وعكة صحية، حجبته عن جمهوره وأصدقائه، ليشاهد عن بعد ما يدور فى الوسط الفني، حتى أنه لم يظهر منذ فترة إلا خلال احتفالية أقامها المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى بمسرح الساحة، فى دار الأوبرا المصرية، لتكريمه عن مشواره الفني، ودوره فى أفلام حرب أكتوبر، بجانب أصدقائه الراحل محمود عبدالعزيز والقدير محمود ياسين والفنان سمير صبري. وعانى العمدة من شائعات عدة قبل ذلك التكريم، ليصبح ظهوره ردًا على تلك الشائعات. صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني، هو الاسم الكامل للفنان الكبير صلاح السعدني، أو «عمدة الدراما المصرية» كما يحب أن يلقبه جمهوره وزملاؤه، الذى أمتع الجماهير طوال عقود فنية بأعماله الدرامية المتميزة. تخرج فى كلية الزراعة، الذى ظهر من خلال فريق التمثيل بها كممثل شاب متميز، ثم انتقل بعد تخرجه للعمل بالوسط الفنى من خلال بدايته الفنية فى مسلسل «الرحيل» مع المخرج نور الدمرداش، ثم توقف بعدها عن العمل الفنى لمدة أربع سنوات، ليعود بمسلسل «الضحية» مع نفس المخرج، لينطلق من خلاله كممثل موهوب فى العديد من الأعمال التليفزيونية والمسرحية والسينمائية بشكل خاص، حيث تعتبر فترة السبعينيات أكثر فترات انتشار السعدنى فى الأعمال السينمائية. تميز صلاح السعدنى بين أبناء جيله بملامح مصرية ريفية خالصة، وثقافة فنية وسياسية ظهرت على أعماله الفنية التى قدمها طوال مشواره الفني. قدم السعدنى طوال مشواره الفنى ما يقرب من «١٧٠» عملًا فنيًا متنوعًا بين الدراما التليفزيونية والمسرحية والسينمائية. حصل السعدنى على جائزة المركز الكاثوليكى للسينما، عن مجمل أعماله السينمائية، وجائزة التميز الفنى من مهرجان الإسكندرية السينمائى.
مشاركة :