مونتريال (وام) أيد مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني «إيكاو» المخاوف التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن المخاطر التي تواجهها سلامة الطيران المدني بسبب العمليات العسكرية القطرية العشوائية وذلك في ضوء الخروقات القطرية الخطيرة لقواعد سلامة الطيران المدني من خلال اقتراب مقاتلاتها العسكرية من عدة طائرات مدنية مسجلة في الإمارات منذ بداية العام 2018. جاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدها المجلس بحضور سفير الدولة لدى كندا فهد سعيد محمد الرقباني والمدير العام للهيئة العامة للطيران المدني سيف محمد السويدي. وشدد المجلس في رده على الطلب الذي تقدمت به حكومة الإمارات على أهمية التأكيد على سلامة الطيران المدني وحماية أرواح المدنيين المسافرين على متن الطائرات، وأكد أهمية التعاون بين السلطات المدنية والعسكرية والتطبيق الفعال لاحترام مبادئ سلامة الطائرات المدنية المتعلقة بالحفاظ على سلامة حركة الطيران المدني في المنطقة. ودعا المجلس إلى التزام العمليات الجوية العسكرية بضمان سلامة الطيران وأخذها بالاعتبار، وأكد أن «إيكاو» ستواصل مراقبتها للوضع لتحديد وتنفيذ الحلول الفنية لتعزيز سلامة الطيران في المنطقة. ورحب السويدي بقرار «إيكاو» وقال: «نشكر المجلس لقبوله الشكوى التي قدمناها والتوصيات التي اشتملت عليها ورقة العمل التي قدمتها الدولة للمجلس». وذكر خلال جلسة الاستماع أن هذه الحوادث تشكل انتهاكا واضحا وخطيرا من قبل قطر لاتفاقية الطيران المدني الدولي «المعروفة أيضا باتفاقية شيكاغو» التي تطالب الدول باحترام سلامة الملاحة الجوية المدنية، مؤكداً أن الأدلة التي قدمتها الإمارات للمجلس تبرهن أن قطر فشلت في الإخطار بحدوث نشاطات خطيرة، وأنها لم تقم بالتنسيق بين وحداتها العسكرية وخدمات حركة الطيران المدني من ناحية ومع نظيراتها في دولة البحرين من ناحية أخرى. وأشار إلى أن الأهم من ذلك أن قطر فشلت في التأكيد على أن طائراتها تحترم سلامة حركة الطيران المدني، وأنه لم يكن هناك منطق أو تبرير لهذا السلوك المتهور من قطر. وأضاف إن الحوادث الخمسة تبين مدى الاستهتار الذي وصلت إليه قطر في محاولاتها اليائسة للإضرار بجيرانها وتهديد حياة الركاب من أنحاء العالم كافة. وأوضح أن الإمارات تعتبر قبلة عالمية للطيران ونقل المسافرين من جميع جنسيات العالم وإن إقدام قطر على هذا الفعل المتعمد والمتمثل في خرق معايير سلامة الطيران المدني يجب أن ينظر إليه كتهديد ليس فقط للإمارات ودول الخليج بل للأمن العالمي بأجمعه. وقال السويدي: «يؤكد قرار منظمة إيكاو ثقة الإمارات بالمنظمة العالمية والتي ظلت تقف دوماً بجانبها انطلاقاً من روح المواطنة العالمية. وتلتزم الإمارات بسلامة وأمان كافة البشر في هذا العالم، ونعبر عن امتنانِنا للمجلس لتأكيده ضرورة سلامة الملاحة الجوية. وفي كل شهر، تمر أكثر من 50 ألف رحلة جوية بسلامة وكفاءة عبر المجال الجوي البحريني. وفي كل عام، تتعامل المراقبة الجوية البحرينية مع حوالي 600 ألف حركة جوية.. ومن بين كل هذه الرحلات، لا تستهدف قطر إلا الطائرات المدنية المسجلة في الإمارات». وقال محمد الدوسري مدير إدارة الملاحة الجوية والمطارات، عضو الوفد الإماراتي في إطار شرح سلوك قطر المستفز تجاه الطائرات المدنية الإماراتية «قامت قطر بانتهاك العديد من بنود اتفاقية الطيران المدني الدولي والتي تنص على ضرورة قيام الدول بضمان أخذ طائرتها العسكرية سلامة الملاحة الجوية المدنية بالاعتبار وعدم تعريض حياة المسافرين أو سلامة الطائرة لأي خطر. كما أدت المناورات الخطيرة التي قامت بها طائرات سلاح الجو القطري إلى انتهاك إجراءات تنص عليها منظمة إيكاو بشأن تنسيق السلطات العسكرية لعملياتها والجهات المسؤولة عن تنظيم الملاحة الجوية فضلاً عن انتهاكها لخطاب الاتفاق بين البحرين والدوحة». من ناحيته، أكد السويدي أنه في ضوء ما تقدم فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات القطرية لمنعها من معاودة مثل تلك التصرفات التي لا تعرض مواطني الإمارات وحدها للخطر وإنما تقريباً مواطني كل دول العالم، مشيراً إلى أن قطر لن تتوقف عن القيام بمثل هذا النوع من الانتهاكات إلا في حال وجود رد فعل قوي من جانب المجتمع الدولي تجاه سلوكياتها المستهترة.
مشاركة :