لم يقف إرهاب ميليشيا حزب الله اللبناني عند دول الجوار، وإنما سعى لاستهداف المغرب عبر التعاون مع جبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما كشفت عنه صور الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى تقارير استخباراتية موثقة. وقالت تقارير أمنية إن دعم ميليشيا حزب الله الإرهابي للانفصاليين تتمثل أساساً في تدريبهم على كيفية حفر الأنفاق بشكل سري واستخدامها في الوصول خلف القوات المغربية المرابطة في الحدود، من أجل توجيه ضربات خاطفة والفرار بسرعة. وأضافت التقارير أن تحليلاً لصور القمر الصناعي المغربي كشف وجود أشغال بناء أنفاق بالقرب من المنطقة العازلة. كما أكدت معلومات استخبارية أن تدريبات ميدانية استفادت منها عناصر الجبهة على يد خبراء من حزب الله، وأن جبهة البوليساريو تنوي استخدام شبكة الأنفاق تلك في زرع ألغام بالمنطقة العازلة تحسباً لأي حملة عسكرية برية، كما ستوفر الحماية لمسلحيها من القصف الجوي. وحسب ما كشفت عنه الصور، فإن حزب الله يشرف على تدريب عناصر انفصالية داخل أنفاق مجهزة بأفضل وسائل التهوية والإنارة، موجودة تحت أحزمة الدفاع المغربي، في إشارة واضحة إلى الرغبة في معاداة المغرب. قطع العلاقات من جهته، قال حفيظ الزهري، المحلل السياسي والباحث في الدراسات السياسية والدولية: إن المغرب فطن إلى المخطط الإيراني في شمال أفريقيا ومحاولة توطين حركة إرهابية على شاكلة «حزب الله» مكان ميليشيا البوليساريو لضرب الاستقرار والأمن في المنطقة، وبالتالي التغلغل في شمال أفريقيا. وأوضح أن المغرب لجأ إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعدما توفرت لديه أدلة وحجج دامغة على تورط حزب الله في تجنيد وتدريب البوليساريو على تقنيات الحرب. ومدها بأسلحة عبارة عن صواريخ، وجاءت هذه الخطوة بعدما تمكنت الرباط من تجميع أدلة عن طريق التكنولوجيا الحديثة، وبالاعتماد أيضاً على تقارير أوروبية ودراسات مراكز الأبحاث الدولية، التي أكدت وجود علاقة مشبوهة بين الحزب والجبهة. تدريب وفي الأول من مايو الجاري، أعلنت الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وأعلن مصطفى الخلفي، وزير العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، أن بلاده «لم تتلق أي رد» من طهران على «الأدلة الدامغة» لتورط عسكري إيراني مع جبهة البوليساريو الانفصالية. مؤكداً أن ميليشيا حزب الله اللبناني «دربت جبهة البوليساريو الانفصالية منذ 2016»، مع «إرسال خبراء في المتفجرات» و«إرسال شحنة أسلحة» تتضمن صواريخ سام 9، وسام 11. كما أشرف «شخص يحمل جواز سفر دبلوماسياً إيرانياً»، بحسب ما كشفه الوزير الخلفي، على هندسة وتنظيم العلاقة بين ميليشيا حزب الله مع جبهة البوليساريو وصلت في العام 2016 إلى حد تأسيس «إطار عمل» لدعم الانفصاليين، وتنظيم دورات «للتدريب والتأطير العسكري» لفائدتهم. تنقّل بحرية من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أن الملف المغربي «تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع استناداً إلى المعلومات التي تم تجميعها والتحقق منها طيلة عدة أشهر. كما تضمن حقائق ثابتة ودقيقة، منها مواعيد وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدها مبعوثون من حزب الله مع مسؤولي البوليساريو، إضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المشاركين في هذه الاتصالات»، مضيفاً أن المغرب لم يتخذ قراره إلا بعد دراسة كل العناصر والتحقق منها. دلائل قال بوريطة إنه كشف لنظيره الإيراني خلال زيارة أداها مؤخراً إلى طهران أسماء مسؤولين كبار في حزب الله، تنقلوا في مناسبات عدة إلى تندوف منذ مارس 2017 من أجل لقاء المسؤولين في البوليساريو والإشراف على دورات تدريبية وإقامة منشآت ومرافق، ملاحظاً أن الأمر يتعلق على الخصوص بحيدر صبحي حديد، المسؤول عن العمليات الخارجية في حزب الله. وعلي موسى دكدوك، المستشار العسكري في الحزب، إضافة إلى الحاج أبو وائل زلزالي، المسؤول عن التكوين العسكري واللوجستيك.
مشاركة :