غموض مصير الإمدادات الإيرانية يدفع النفط فوق 80 دولارا للبرميل

  • 5/18/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لندن – اخترق سعر مزيج برنت القياسي أمس حاجز 80 دولارا للبرميل لأول مرة منذ نوفمبر 2014 بسبب ترجيح المتعاملين امتداد العقوبات الأميركية إلى الإمدادات الإيرانية، رغم قناعة المحللين بوجود مصادر كثيرة لتعويضها. وبلغ سعر مزيج برنت في بداية التعاملات 80.18 دولارا بزيادة أكثر 50 بالمئة عن مستوياته قبل عام حين كان يبلغ نحو 50 دولارا للبرميل. في هذه الأثناء تجاهل كبار منتجي النفط ارتفاع الأسعار وقالت مصادر في منظمة أوبك أن ارتفاع الأسعار مرتبط بالمضاربات أكثر من كونه قلقا بسبب الإمدادات. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن هناك قضايا ينبغي التعامل معها أكبر من أثر قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني على أسواق النفط. وأضاف أنه غير قلق بشأن ما يحدث في ما يتعلق بفرض عقوبات على بعض الدول الأعضاء وأن القضايا الأكبر تشمل تراجع إنتاج النفط لدى منتجين كبار مثل فنزويلا. ويرى محللون إن منتجي النفط يمكنهم ببساطة تعويض غياب الإمدادات الإيرانية إذا ما أوقفوا الالتزام باتفاق خفض الإنتاج الذي يحجب 1.8 مليون برميل يوميا عن الأسواق ووجود طاقات إنتاج إضافية كبيرة لدى دول مثل السعودية وروسيا والعراق. وقال غاسبر لولر المحلل في مجموعة “لندن كابيتال غروب” إن ارتفاع الأسعار “مدهش” خصوصا وأن التقارير الأخيرة تتحدث عن زيادة الصادرات الأميركية وتباطؤ مقبل في الطلب وهما عاملان يدفعان الأسعار إلى الانخفاض. وكان مدير شركة توتال النفطية الفرنسية باتريك بويان قد ذكر الخميس أنه من المحتمل أن يصل سعر برميل النفط إلى 100 دولار “في الأشهر المقبلة”. ولوح بإمكانية انسحاب توتال من اتفاق لتطوير حقل غاز إيراني في وقت أعلنت شركات شحن كثيرة إيقاف تعاملاتها مع طهران. وتشهد أسعار النفط منذ أسابيع ارتفاعا بسبب القلق على الإنتاج الفنزويلي والإيراني بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وأعادت فرض عقوبات على إيران. وقال محللون في مصرف كوميرتسبنك إن الانخفاض المستمر في إنتاج النفط في فنزويلا يؤدي في الوقت نفسه إلى خفض إنتاج منظمة أوبك.إيران ويعاني قطاع النفط في فنزويلا من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تهز البلاد، بينما يبدو أن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الأحد والرئيس نيكولاس مادورو الأوفر حظا للفوز فيها، لا تطمئن الأسواق. وقال توماس فارغا المحلل في مجموعة بي.في.أم “إذا افترضنا أن الولايات المتحدة ستمنع بالكامل واردات النفط الفنزويلي الخام، فإن هذا سيترجم بنقصان أكثر من 400 ألف برميل في السوق”. وتطبق أوبك منذ بداية العام الماضي اتفاقا للحد من إنتاجها مع 10 دول منتجة أخرى بينها روسيا. ويفترض أن يبت اجتماع في يونيو في احتمال تمديد الاتفاق الذي ينتهي بنهاية العام الحالي. والذي حجب عن الأسـواق أكثر من 900 مليـون برميل حتى الآن. وقـال لولر إن تلـويح تـوتال بالانسحـاب من إيران يعـد “انتكـاسة للاتحـاد الأوروبـي الـذي يرغـب في الإبقـاء على الاتفـاق” النـووي مع الدول الموقعة الأخـرى. وذكرت وزارة النفـط الإيرانية أن الشركة الوطنية الصينية للنفط يمكن أن تحل محـل المجمـوعة الفرنسية. وتجد الأسواق صعوبة في التكهن بمستقبل الإنتاج الإيراني في وقت أعلنت فيه السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع أي نقص في الإمدادات. ونجم ارتفاع الأسعار أيضا عن الإعلان عن انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة وعن انخفاض كبير جدا في احتياطي الوقود. ويمكن أن يشكل ارتفاع الأسعار مشكلة للاقتصادات المتطورة التي استفادت نشاطاتها من انخفاض الأسعار منذ منتصف عام 2014. وقالت شركة الطيران أير فرانس كي.أل.أم في النتائج الأخيرة لأدائها إن فاتورة المحروقات لعام 2018 سترتفع بمقدار 350 مليون يورو. وتوقع بنك مورغن ستانلي هذا الأسبوع ارتفاع أسعار خام برنت إلى 85 دولارا للبرميل في نهاية العام المقبل وإلى 90 دولارا للبرميل بنهاية عام 2020. وقال أربعة مندوبين في أوبك إن المنظمة ترى أن ارتفاع النفط فوق 80 دولارا للبرميل هو طفرة قصيرة الأمد مدفوعة بعوامل جيوسياسية وليس بنقص في المعروض، في مؤشر على أن المنظمة لا تتعجل بعد إعادة النظر في اتفاقها لخفض الإنتاج. وأكد أحد المصادر أن وجهة نظر السعودية هي أن أي قفزة وجيزة مدفوعة بالمضاربات لا تعطي مبررا كافيا للمنتجين كي يعززوا الإمدادات وأن الارتفاع يجب أن يكون بفعل بيانات تشير إلى تأثر المعروض لاتخاذ قرار بوقف اتفاق خفض الإنتاج.

مشاركة :