غادر السفير الإسرائيلي في تركيا، الخميس، أنقرة بعد صدور أمر برحيله المؤقت عن السلطات التركية التي تشن هجوماً عنيفاً على إسرائيل منذ مقتل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة الاثنين. وقتل نحو 62 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي الاثنين بينما كانوا يتظاهرون في قطاع غزة ضد افتتاح السفارة الأميركية في القدس، في اليوم الأكثر دموية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ العام 2014. وكان الإعلام التركي التقط صوراً للسفير إيتان نائيه وهو في مطار اسطنبول عائد إلى تل أبيب. وظهر السفير وهو يجر حقيبة صغيرة ويعبر بوابات الكشف الإلكترونية مثل أي راكب عادي. وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الأربعاء، باستدعاء القائم بالأعمال التركي في إسرائيل إلى مقرها في القدس، لتقديم احتجاج على ما وصفته في بيان بأنه «معاملة غير لائقة» لسفيرها إيتان نائيه لدى مغادرته مطار اسطنبول. وقال البيان إن نائيه أخضع «لتفتيش أمني صارم أمام الإعلام التركي الذي حضر بعد أن طلب منه ذلك». وأثناء مغادرة نائيه البلاد أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها طلبت أيضاً من القنصل الإسرائيلي العام يوسي ليفي سافري مغادرة تركيا «لبعض الوقت»، غداة إجراء مشابه اتخذته إسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس. وقال أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود «دولة عنصرية» ويداه ملطختان بالدم الفلسطيني. ورد نتنياهو بأنه ليس بحاجة إلى «دروس في الأخلاق» من الرئيس التركي، مضيفاً أن «أردوغان من بين أكبر مؤيدي حركة حماس ولا شك في أنه على معرفة جيدة بالإرهاب والمجازر. أقترح ألا يعطينا دروساً في الأخلاق». وتصاعد حدة التوتر قد ينسف عملية التطبيع الهشة بين البلدين التي أطلقت في 2016 بعد أزمة دبلوماسية خطيرة بسبب هجوم إسرائيلي على سفينة تابعة لمنظمة تركية غير حكومية كانت تتجه إلى غزة في 2010. وندد أردوغان، الأربعاء، بالصمت الدولي إزاء «الطغيان الإسرائيلي»، قائلاً «إذا استمر الصمت إزاء الطغيان الإسرائيلي فإن العالم سيغرق سريعاً في فوضى تكون فيها الكلمة الفصل للخارجين عن القانون». وأضاف أن أعمال العنف في غزة كشفت أن «الأمم المتحدة قد انهارت». ومن المقرر أن ينظم تجمع دعماً للفلسطينيين الجمعة عند الساعة 12,00 ت غ في اسطنبول بدعوة من أردوغان تحت شعار «وقف الطغيان». إضافة إلى التظاهرة المقررة الجمعة في إسطنبول، يستضيف أردوغان في اليوم نفسه اجتماعاً استثنائياً لمنظمة التعاون الإسلامي لإدانة أحداث غزة الدامية وتقديم الدعم للفلسطينيين. وأكد أن المنظمة «ستوجه بهذه المناسبة رسالة قوية إلى العالم». وتحادث أردوغان هاتفياً مع عدد من القادة العرب بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الإيراني حسن روحاني، لكن مستوى المشاركة في الاجتماع الذي وصفته أنقرة بـ»القمة» غير معروف. في حين بلغت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين ذروتها، نشر يائير نجل نتنياهو على انستجرام صورة لعلم تركيا تعترضه عبارة «لتذهب تركيا إلى الجحيم»، بحسب الإعلام الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم أسرة نتنياهو في بيان «يائير نتنياهو شخصية غير سياسية وبالتالي حسابه على انستجرام خاص».;
مشاركة :