لم تحتج #إسرائيل للانتظار طويلاً لأولى أزماتها النووية. فقد شهدت حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 تحقيق الجيوش العربية مفاجأة استراتيجية، ما أدى إلى ترنح القوات البرية الإسرائيلية في كل من صحراء سيناء ومرتفعات الجولان. وعندها وضعت الأسلحة النووية الإسرائيلية في حالة تأهب وحملت على صواريخ أرض-أرض من طراز أريحا وعلى طائرات فانتوم F-4، بحسب موقع "National Interest". وسرعان ما بدأت محادثات وقف إطلاق النار، وفى نهاية المطاف لم يتم استخدام الأسلحة النووية. وفي رسالة إلكترونية تم تسريبها في أيلول/سبتمبر 2016، ألمح وزير الخارجية السابق والجنرال الأميركي المتقاعد، كولن باول، إلى أن إسرائيل لديها ترسانة من "200 سلاح نووي". وبينما يبدو أن هذا الرقم مبالغ فيه، فلا شك أن إسرائيل لديها مخزون نووي صغير، لكنه قوي منتشر بين قواتها المسلحة. إن الأسلحة النووية الإسرائيلية تحتاط لكل شيء بدءاً من الهزيمة في الحرب التقليدية، إلى خدمة ردع الدول المعادية من شن هجمات حرب نووية وكيمياوية وبيولوجية ضدها. وبغض النظر عن كل شيء، فالهدف واحد: وهو منع تدمير الدولة اليهودية. وكانت إسرائيل قد بدأت الانضمام إلى النادي النووي في الخمسينيات، من القرن الماضي، حيث كان ديفيد بن غوريون مهووساً بتطوير القنبلة كتأمين ضد أعداء إسرائيل. وعلى الرغم من أن هذا كان هدفاً طموحاً لإسرائيل، فلم يكن لديها أية ضمانات أمنية مع دول أكبر وأكثر قوة، خاصة الولايات المتحدة. وكانت البلاد معتمدة على نفسها، لدرجة أنها كانت تشتري الأسلحة التقليدية من السوق السوداء، لتسليح قوات الدفاع الإسرائيلية الجديدة. ومن ثم فإن الأسلحة النووية كانت تمثل الشكل النهائي للتأمين بالنسبة للإسرائيليين. وأصدر بن غوريون تعليمات لمستشاره العلمي، إرنست دافيد بيرغمان، بتوجيه الجهود النووية السرية لإسرائيل، وتكوين رئاسة لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية. ثم قام شمعون بيريز، الذي عمل لاحقاً كرئيس ورئيس وزراء إسرائيلي، بتنمية اتصالات مع فرنسا المتعاطفة، أسفرت عن موافقتها على تزويد مفاعل نووي إسرائيلي كبير بالماء الثقيل، فضلاً عن مصنع تحت الأرض لإعادة معالجة البلوتونيوم، والذي سيحول المفاعل المستنفد الوقود في المكون الرئيسي للأسلحة النووية. وبني المفاعل في ديمونة بصحراء النقب. وبحلول أواخر الستينيات من القرن الماضي، قامت الولايات المتحدة بتقييم الأسلحة النووية الإسرائيلية على أنها "محتملة"، ولم تفلح الجهود الأميركية لإبطاء البرنامج النووي والضغط على إسرائيل من أجل الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأخيراً، في أيلول/سبتمبر 1969، توصل نيكسون ورئيس الوزراء الإسرائيلي، غولدا مائير، إلى اتفاق سري بأن الولايات المتحدة ستقوم بوقف مطالبها الخاصة بإجراء عمليات التفتيش والالتزام الإسرائيلي بجهود الحد من انتشار الأسلحة النووية، وفي المقابل لن تعلن إسرائيل أو تختبر أسلحتها النووية. ولا يُعرف الكثير عن الأسلحة الإسرائيلية المبكرة، ولاسيما قدرتها التدميرية وحجم المخزون. إن الوضع الاستراتيجي، والذي كانت فيه إسرائيل أقل تفوقاً في أعداد الأسلحة التقليدية، دون وجود خصوم مسلحين نووياً، كان يعني أن إسرائيل لديها على الأرجح أسلحة نووية تكتيكية أصغر لتدمير الأعداد الكبيرة المهاجمة من الدبابات والقواعد العسكرية والمطارات. ولا تؤكد إسرائيل أو تنكر امتلاك أسلحة نووية. ويقوم الخبراء بإصدار تقديرات، بشكل عام، بأنها تمتلك حالياً 80 سلاحاً نووياً تقريباً، أقل من دول مثل فرنسا والصين والمملكة المتحدة، لكنه لا يزال عدداً كبيراً، نظراً لعدم وجود أي شيء لدى خصومها. وتنتشر هذه الأسلحة بين النسخة الإسرائيلية من "ثالوث" نووي للقوات البرية والجوية والبحرية المبعثرة بطريقة تردع أي هجوم نووي مفاجئ. ومن المرجح أن تكون أول أسلحة نووية إسرائيلية هي قنابل الجاذبية، التي يتم إطلاقها من الطائرات المقاتلة. ويعتقد أن الفانتوم F-4 هي أول نظام للتوصيل. وباعتبارها مقاتلة كبيرة ذات محركين، فإن تلك المقاتلة، كانت على الأرجح، أول طائرة في سلاح الجو الإسرائيلي قادرة على حمل سلاح نووي من الجيل الأول. ومن المرجح أن جيلاً جديداً أصغر من قنابل الجاذبية النووية سيزود مقاتلات F-15I وF-16I. وعلى حين قد يقول البعض إن قنبلة الجاذبية عفا عليها الزمن في ضوء التقدم الإسرائيلي في تكنولوجيا الصواريخ، إلا أنها تعطي فرصة استدعاء طائرة مأهولة لتنفيذ ضربة نووية في آخر لحظة.
مشاركة :