كيف كان يقضي النبي أيامه في رمضان؟

  • 5/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرة هي الأحاديث والسير التي تتوارد عن شهر رمضان في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكيف كان يأمر الناس بالمعروف ويحثهم على الخير، وهنا تذكر كتب السيرة النبوية، أن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان ينقطع في شهر رمضان المبارك للعبادة، معظم أوقات الشهر، لعلمه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الأيام، وتميزها عن غيرها. وكان يصوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شهر رمضان إيمانا واحتسابا، وكان يحث أصحابه على ذلك ويقول: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه”، كما روى البخاري ومسلم، لكن الصيام النبوي لم يكن الإمساك عن شهوتي البطن والفرج فقط، بل كان الإمساك عن كافة المعاصي والآثام، لذلك قال لأصحابه: “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، كما روى البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم”، أخرجه البخاري ومسلم. ووفقا للسيرة النبوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينوي الصيام كل يوم، وكان يتسحر مع إحدى زوجاته، يأكل قليلا من الطعام، ربما كان يتسحر على تمرات أو شيئا قليلا من الطعام، مع شرب الماء، وكان أحيانا يتسحر مع بعض الصحابة. وفي الصحيح أنه تسحر هو وزيد بن حارثة – رضي الله عنه- ثم بعدما ينتهي من السحور كان يصلي مقدار ما يقرأ الإنسان خمسين آية من القرآن، حتى يؤذن لصلاة الصبح، ثم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم سنة الصبح ركعتين خفيفتين، وينتظر في بيته، حتى يستأذنه بلال في إقامة الصلاة، ثم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من حجرات نسائه، لأنها لصيقة بالمسجد، فيصلي بالناس صلاة الصبح. وكان يجلس في المسجد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، فينتظر قرابة الثلث ساعة أو يزيد ثم يصلي ركعتين، وأخبر أن من فعل هذا كمن حج واعتمر وله الثواب كاملا. وقيل أيضا بأن النبي صلى الله عليه وسلم، عندما كان في بيته مع زوجاته كان يلاطفهن ويداعبهن حتى في رمضان. ثم إذا كان قبل المغرب كان يقول أذكار المساء وبعض الأدعية، فإذا أذن للمغرب طلب من زوجاته أن يأتوا له بالفطور، فكان يفطر قبل أن يصلي المغرب، وكان يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء، فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء”. ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد إفطاره فريضة المغرب في المسجد، ثم يعود إلى بيته، فيصلي سنة المغرب البعدية، ويجلس مع زوجاته، حتى إذا أذن للعشاء يصلي السنة القبلية في بيته، ثم يخرج يؤم الناس في صلاة العشاء، وقد صلى التراويح بالصحابة في المسجد ثلاث مرات، ثم لم يخرج إليهم خشية أن تفرض عليهم، فكان يرجع إلى بيته، ويصلي من الليل ما شاء الله تعالى له، فكان يطيل الصلاة، وقد سئلت السيدة عائشة – رضي الله عنها – كيف كانت صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً.. ثم إذا انتهى من الصلاة نام صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي الوتر، فتسأله عائشة – رضي الله عنه: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي. وذلك أن من السنة أن لا ينام الإنسان حتى يصلي الوتر قبل نومه، لكن هذه خصوصية للرسول عليه الصلاة والسلام، ثم ينام ولا يستيقظ حتى يؤذن للفجر، فيقوم فيغتسل ثم يذهب لصلاة الفجر. القيام والصدقة: ووما يذكر عن خاتم الأنبياء أيضا في رمضان، أنه كان كثير القيام بالليل في رمضان وغيره، وكان لا يدع قيام الليل أبدا، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدا”، حتى أن الله مدحه هو وأصحابه على القيام فقال له في القرآن الكريم “إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ”. كما كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان يتصدق على الفقراء والمساكين، ويقول لأصحابه “أفضل الصدقة صدقة في رمضان”، كما أخرجه الترمذي. وكان النبي يطعم الطعام فى رمضان، ويحث أصحابه على ذلك، وعلى بعض الخصال التي تنشر المحبة، ويقول لهم “يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام “، كما روى أحمد والترمذي.

مشاركة :