المثل يقول (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت) فهناك أخبار تؤكد وصول قائد فيلق القدس قاسم سليماني إلى بغداد وذلك في محاولة لتوحيد القوائم العراقية التابعة للنظام الإيراني وفي مقدمتها تحالف الفتح التي تمثل الحشد الشعبي وقائمة دولة القانون التي يرأسها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وبعض القوائم الأخرى وذلك للاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء ولكن هذا التحرك جاء بعد فوات الأوان وسوف يفشل . تغريدة السيد مقتدى الصدر حسمت النتيجة بالنسبة لمنصب رئيس الوزراء وملخص التغريدة النارية هو (أننا سائرون بحكمة ووطنية لتكون إرادة شعبنا مطلبنا لنبني جيلا جديدا ولنشهد التغيير نحو الإصلاح وليكون القرار عراقيا فنرفع بيارق النصر ولتكون بغداد العاصمة هويتنا وليكون حراكنا الديمقراطي نحو تأسيس حكومة أبوية من كوادر تكنوقراط لا تحزب فيها وهذه التغريدة وضعت النقاط على الحروف فهي قد استبعدت كل القوائم التابعة للنظام الإيراني . السيد مقتدى الصدر التقى مع بالسيد عمار الحكيم الذي يدعم قائمة(الحكمة) من أجل التفاهم والتنسيق لتشكيل الحكومة المقبلة بعد ظهور نتائج الانتخابات النهائية وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية الذي سوف ينتخبه مجلس النواب المنتخب وبعد ذلك يقوم رئيس الجمهورية بتكليف التحالف الفائز الذي هو تخالف سائرون المدعوم من السيد مقتدى الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة خلال 15 يوما من تاريخ التكليف وذلك بإعطائه فرصة التحالف مع الأحزاب الأخرى التي تشكل الأغلبية. نعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف يكون لها اليد الطولى في اختيار رئيس وزراء جديد غير موال للنظام الإيراني وهناك احتمال كبير أن يتم التجديد لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي نظرا للإنجاز الكبير الذي حققه في هزيمة تنظيم كلاب النار داعش وطرده من العراق وكذلك قرب تحالف السيد مقتدى الصدر مع قائمة(النصر) التي يرأسها حيدر العبادي . من المؤشرات على انحياز رئيس الوزراء العبادي للولايات المتحدة الأمريكية هو استجابة الحكومة العراقية السريعة لقرارات وزارة الخزانة الأمريكية التي فرضت فيها عقوبات على النظام الإيراني وحزب الله اللبناني وذلك باتخاذ البنك المركزي العراقي وقف التعامل مع مصرف البلاد الإسلامي في العراق بتهمة تمويل الإرهاب وفتح حسابات لحزب الله وكذلك منع التعامل مع رئيس مجلس إدارة البنك اراس حبيب المحسوب على حزب الله.إن حبل العقوبات الأمريكية بدأ يلتف حول النظام الإيراني وحزب الله وهناك تحالف دولي بدأ يتشكل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة العراق ودول الخليج لتنفيذ العقوبات الاقتصادية وسوف يكون هناك شق عسكري لهذا التحالف تمهيدا لشن حرب ضد النظام الإيراني وحزب الله وتخليص المنطقة من شرورهما. ذكرت في مقال سابق أن الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك المملكة العربية السعودية لن تسمحان بتكرار مهزلة الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي سيطر عليها حزب الله وسوف تكون نتيجة الانتخابات البرلمانية العراقية هي جرس الإنذار للنظام الإيراني للانسحاب من العراق وعدم التدخل في شؤونه ونهب خيراته وثرواته وكذلك نهاية أحزاب الطائفية والبلطجة في العراق وهي تحالف الفتح الذي يمثل ميليشيات الحشد الشعبي وكذلك قائمة دولة القانون التي يرأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي . إن القرار العراقي سوف يكون مستقلا وليس تابعا للنظام الإيراني وسوف يعود العراق للحضن العربي بعد ارتمائه لمدة 15 عاما في أحضان إيران وأيضا سوف يكون هناك حكومة تكنوقراط تضع مصلحة العراق فوق مصلحة الطائفة والأحزاب الفاسدة لأن العنوان الكبير للحكومة العراقية الجديدة هو لا عودة للطائفية وكذلك الفساد الذي استنزف ثروات العراق مما جعل الشعب العراقي يعيش في جحيم لايطاق وتحت خط الفقر.أحمد بودستور
مشاركة :