تصعيد جديد بين البلدين - أردوغان يدعو لمواجهة وحشية إسرائيل

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيما دعا الرئيس أردوغان الدول الإسلامية في قمة "استثنائية" لمنظمة التعاون الإسلامي إلى مواجهة إسرائيل للحد من معاناة الفلسطينيين، نددت إسرائيل بما وصفته بـ "النفاق والسخافة" بعد تصويت مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. شبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة (18 أيار/ مايو 2018) معاناة الفلسطينيين حالياً بما عاناه اليهود إبان النازية، وافتتح قمة "استثنائية" لمنظمة التعاون الإسلامي في أنقرة لإدانة إسرائيل إثر مقتل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة الاثنين. وقال أردوغان الذي وجه انتقادات لاذعة لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو منذ مقتل أكثر من 60 فلسطينياً الاثنين خلال احتجاجات على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، "لا فرق بين الفظاعات التي عانى منها اليهود في اوروبا قبل 75 عاماً والوحشية التي يعاني منها اشقاؤنا في غزة". واتهم أردوغان قادة "شعب تعرض لكافة اساليب التعذيب في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية" بـ"مهاجمة الفلسطينيين باستخدام أساليب مماثلة لتلك التي استخدمها النازيون"، مضيفاً أن "ما تفعله إسرائيل إجرام ووحشية وإرهاب دولة" بعد أن وصف سقوط القتلى في غزة بانه "مجزرة". وقبل افتتاح القمة، أعلن أردوغان في كلمة امام آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط اسطنبول بدعوة منه لإبداء دعمهم للفلسطينيين، أن العالم الإسلامي "فشل في امتحان القدس" ولم ينجح في منع انتقال السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة. ورأى أن "الانتهاكات التي ترتكبها (إسرائيل) في القدس وفي فلسطين مردها الانقسامات والخلافات بين المسلمين أنفسهم". مواقف قريبة للناخبين! وأضاف الرئيس التركي: "علينا أن نضحي بأنفسنا دفاعاً عن مواقعنا المقدسة. وإذا ما اتحدنا، لن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها". وبعد التظاهرة، ترأس أردوغان قمة قادة الدول الإسلامية الذين دعاهم إلى اسطنبول لإدانة إسرائيل. ويدعو البيان الختامي للقمة حسب مسودة تسربت الى الصحافيين إلى إرسال "قوة حماية دولية" إلى الأراضي الفلسطينية و"يدين الأعمال الإجرامية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل" في قطاع غزة، على ما علمت فرانس برس من مشاركين. ويتهم النص الإدارة الأميركية بـ"تشجيع جرائم إسرائيل، بما في ذلك بحمايتها في مجلس الأمن الدولي". كما يدعو الأمم المتحدة إلى تشكيل "لجنة تحقيق دولية" لإلقاء الضوء على الأحداث الأخيرة. ويصف النص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بأنه "عمل استفزازي وعدائي ضد الأمة الإسلامية". ويطرح أردوغان المنبثق من الحركة الإسلامية المحافظة، نفسه كمدافع عن القضية الفلسطينية ويجاهر بدعمه لحركة حماس في غزة التي تعتبرها إسرائيل حركة إرهابية. ويلقى هذا الموقف تأييداً بين الناخبين التقليديين لأردوغان المرشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المبكرة المقررة في 24 حزيران/ يونيو المقبل، وقد أكسبه شعبية في العالم العربي. خلاف بين اللاعبين الآساسيين غير أن الخلافات بين اللاعبين الأساسيين ضمن المنظمة الإسلامية التي تضم 57 عضواً، وتحديداً بين السعودية وإيران، قد تمنع من تجاوز بيانات الشجب والإدانة لاتخاذ تدابير بحق إسرائيل. وتخشى الرياض، التي يبدو أنها خففت من حدة موقفها حيال إسرائيل مع تنامي نفوذ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وحلفاؤها من إثارة حفيظة الولايات المتحدة عبر اتخاذ تدابير قاسية بحق الدولة العبرية. وينصب اهتمام السياسة الخارجية السعودية، كما هي الحال في إسرائيل، على ضمان الإبقاء على الدعم الأميركي لاحتواء إيران التي ترى فيها كل من الرياض والدولة العبرية مصدر تهديد. وبين المشاركين في القمة عاهل الأردن الملك عبدالله والرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره السوداني عمر البشير، فضلاً عن أميري قطر والكويت. ولطالما سعى أردوغان إلى تزعم العالم الإسلامي حيث انخرط في حرب كلامية مع إسرائيل رغم أن بلاده تقيم علاقات دبلوماسية معها. وقال أردوغان الخميس "إذا استمر الصمت ازاء الطغيان الإسرائيلي فإن العالم سيغرق سريعا في فوضى تكون فيها الكلمة الفصل للخارجين عن القانون".  ومن شأن التصعيد مع إسرائيل واستضافة القمة الإسلامية أن يعززا رصيد أردوغان بين أنصاره في وقت تستعد تركيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 حزيران/ يونيو المقبل. علاقات اقتصادية ممتازة وفي ظل أزمة دبلوماسية تهدد اتفاقاً يعود للعام 2016 سمح بالاستئناف الكامل للعلاقات، أمرت أنقرة السفير الإسرائيلي بالمغادرة لمدة غير محددة واستدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور، فيما أمرت إسرائيل القنصل التركي في القدس بالمغادرة لفترة غير محددة كذلك. وانخرط أردوغان في سجال عبر "تويتر" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قال عنه إن يديه "ملطختان بالدم الفلسطيني". ورد نتانياهو بأنه ليس بحاجة إلى "دروس في الاخلاق" من الرئيس التركي، مضيفاً أن "أردوغان من بين أكبر مؤيدي حركة حماس ولا شك في أنه على معرفة جيدة بالإرهاب والمجازر. اقترح ألا يعطينا دروساً في الأخلاق". وبرغم لهجة الخطاب الحادة، أظهرت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن إسرائيل كانت عاشر أكبر سوق للصادرات التركية في 2017 حيث اشترت سلعا بحوالي 3.4 مليار دولار تقريباً. وقال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون لإذاعة إسرائيل الجمعة رداً على سؤال عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تقطع علاقاتها مع تركيا: "لدينا علاقات اقتصادية ممتازة مع تركيا. وهذه العلاقات شديدة الأهمية للجانبين". وينهي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة سياسة أمريكية استمرت عقوداً وأثار غضباً في العالم العربي وحلفاء غربيين. ودعت تركيا الدول الإسلامية إلى منع الدول الأخرى من أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتفتح سفارات لها في القدس. كما نددت إسرائيل بما وصفته بـ "النفاق والسخافة" بعد تصويت مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة على قرار يدعو إلى إرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب للتحقيق في أحداث غزة. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن "إسرائيل ترفض تماماً قرار مجلس حقوق الإنسان الذي يؤكد مرة أخرى أنه منظمة ذات غالبية معادية لإسرائيل بشكل تلقائي، ويسيطر عليها النفاق والسخافة". ح.ع.ح/ ع.غ (أ.ف.ب)

مشاركة :