الصــــوم شـفـــيـع لصـاحبـــــه يـــوم القيامـــــة

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال فضيلة د.عبدالله إبراهيم السادة إنّ من نعمة الله تعالى على عبده أن يمُدّ في عُمُره ويُبلّغهُ شهر رمضان؛ ليبلُغ مواسم الرّحمة ويُدرك مواطن الغُفران، وهذه منّةٌ من الرحمن جزيلةٌ، ونعمةٌ منه سبحانهُ جليلةٌ. وهنأ الخطيب كُلّ مُسلم بلّغهُ اللهُ شهر الصّيام، ووفّقهُ فيه لما يرفعُ درجاته ويحُطُّ عنهُ الأوزار والآثام؛ وأشار إلى الحديث «عن مالك بن الحُويرث رضي اللهُ عنهُ قال: «صعد رسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلّم المنبر، فلمّا رقي عتبة قال: آمين. ثُمّ رقي عتبةً أُخرى فقال: آمين. ثُمّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: آمين. ثُمّ قال: أتاني جبريلُ فقال: يا مُحمّدُ! من أدرك رمضان فلم يُغفر لهُ فأبعدهُ اللّهُ. قُلتُ: آمين. قال: ومن أدرك والديه أو أحدهُما فدخل النّار فأبعدهُ اللهُ. قُلتُ: آمين. فقال: ومن ذُكرت عندهُ فلم يُصلّ عليك فأبعدهُ اللهُ. قُل: آمين، فقُلتُ: آمين». الموسم المُفضّل وقال إن من نفحات ربنا عزّ وجلّ في هذا الموسم المُفضل أنّ من صام رمضان وقامهُ؛ يبتغي الأجر والثّواب؛ مُصدّقاً بوعد مولاهُ يوم الحساب؛ غير مُستثقل لصيامه، ولا مُستطيل لأيّامه: غفر اللهُ لهُ ما أسلف من ذُنُوبه وآثامه. فعن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسُولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم: «من صام رمضان، إيماناً واحتساباً؛ غُفر لهُ ما تقدّم من ذنبه»، و «من قام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر لهُ ما تقدّم من ذنبه». وكذا من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر لهُ ما أسلف من الذُّنُوب. وُجُوهُ الخير وأضاف «تكاثرت في رمضان وُجُوهُ الخير والإحسان، وتواصلت فيه أسبابُ العفو والغُفران؛ ما حافظ الصّائمُ على النّوافل والواجبات، وتجافى بنفسه عن الكبائر والمُنكرات، فمن تمّ لهُ ذلك: فاز بالرّضا ونجا من المهالك؛ فعن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهُ أنّ رسُول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم كان يقُولُ: «الصّلواتُ الخمسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعة، ورمضانُ إلى رمضان، مُكفّراتٌ ما بينهُنّ إذا اجتنب الكبائر» . وأكد أن الصوم يكُونُ شفيعاً لصاحبه يوم القيامة، ويُبوّئُهُ منازل رفيعةً في دار الكرامة؛ فعن عبد اللّه بن عمرو رضي اللهُ عنهُما أنّ رسُول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم قال: «الصّيامُ والقُرآنُ يشفعان للعبد يوم القيامة، يقُولُ الصّيامُ: أي ربّ، منعتُهُ الطّعام والشّهوات بالنّهار، فشفّعني فيه، ويقُولُ القُرآنُ: منعتُهُ النّوم باللّيل، فشفّعني فيه، قال: «فيُشفّعان». قراءة القُرآن ولفت فضيلة د. السادة إلى ثواب قراءة القُرآن؛ مع تدبُّر وتفكُّر وإمعان، ففي قراءته العلمُ والهُدى والنُّورُ، والخيرُ والبركةُ وعظمُ الأُجُور؛ والشّفاعةُ لصاحبه يوم الدّين؛ يوم تُنصبُ الموازينُ وتُنشرُ الدّواوينُ، عن أبي شُريح الخُزاعيّ رضي اللهُ عنهُ قال: خرج علينا رسُولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّم فقال: «أبشرُوا وبشّرُوا، أليس تشهدُون أن لّا إله إلّا اللهُ وأنّي رسُولُ الله؟» قالُوا: نعم. قال: «فإنّ هذا القُرآن طرفُهُ بيد الله وطرفُهُ بأيديكُم، فتمسّكُوا به؛ فإنّكُم لن تضلُّوا ولن تهلكُوا بعدهُ أبداً». العُمرة في رمضان وقال: من نفحاته سُبحانهُ وتعالى: أنّ العُمرة في رمضان تعدلُ حجّةً مع النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّم؛ فعن ابن عبّاس رضي اللهُ عنهُما أنّ النبيّ صلى اللهُ عليه وسلّم قال: «عُمرةٌ في رمضان تقضي حجّةً أو حجّةً معي». وإذا كان رمضانُ شهر الرّحمة والغُفران والعتق من النّيران ومأدُبة القُرآن، فهُو كذلك شهرُ البرّ والإحسان، وإنّ نُفُوس الصّائمين لتُقبلُ على طاعة ربّ العالمين، وعلى وُجُوه البرّ فيه والخير والصّدقات ما لا تُقبلُ عليه في سائر الأوقات؛ فغنائمُهُ كثيرةٌ، ونفحاتُهُ كبيرةٌ، فمن فطّر فيه صائماً نال مثل أجره؛ فعن زيد بن خالد الجُهنيّ رضي اللهُ عنهُ قال: قال رسُولُ اللّه صلّى اللهُ عليه وسلّم: «من فطّر صائماً كان لهُ مثلُ أجره، غير أنّهُ لا ينقُصُ من أجر الصّائم شيئاً» . ودعا إلى أن نُحسن القول والقصد والعمل؛ فما جزاءُ المُحسنين عند الله إلّا الإحسانُ (وأقيمُوا الصّلاة وآتُوا الزّكاة وأقرضُوا الله قرضاً حسناً وما تُقدّمُوا لأنفُسكُم من خير تجدُوهُ عند الله هُو خيراً وأعظم أجراً واستغفرُوا الله إنّ الله غفُورٌ رحيمٌ).

مشاركة :