اقترب العدّ التنازلي من ساعة الصفر، وها هما فريقا الدحيل والريان يقفان اليوم وجهاً لوجه عند الساعة العاشرة والربع مساء على ملعبنا المونديالي، استاد خليفة الدولي، لخوض المباراة النهائية للنسخة السادسة والأربعين من أغلى البطولات على كأس سمو الأمير لكرة القدم.. وتعدّ مباراة الفريقين اليوم هي الثانية التي تجمع بينهما في تاريخ البطولة، إذ سبق أن التقيا في الدور نصف النهائي من النسخة السابقة، وفاز فيها الريان بثلاثة أهداف لهدف لكنهما التقيا في الدوري ست عشرة مرة حتى الآن، وكانت الأرجحية فيها للريان الذي فاز ست مرات، بينما فاز الدحيل أربع مرات وتعادلا بالبقية.. أما على صعيد هذا الموسم، فإن مباراة اليوم هي الثالثة التي تجمع بينهما، إذ سبق أن التقيا مرتين في الدوري فكان الفوز من نصيب الدحيل في القسم الأوّل بخمسة أهداف لثلاثة، بينما تعادلا في القسم الثاني بثلاثة أهداف لكل منهما .. وفي الحقيقة فإن نتيجتي الفريقين في دوري هذا الموسم تعكسان بوضوح حجم القوة الهجومية الضاربة التي يمتلكها كل منهما، حيث شهدتا تسجيل (14) هدفاً كانت حصة الدحيل منها ثمانية أهداف وللريان ستة. وفي كل الأحوال نقول إن لقاء الفريقين اليوم سيكون مرشحاً لأعلى درجات القوة على الرغم من أن كلاً منهما كان قد فقد لاعباً كبيراً ومتميزاً، إذ يغيب عن الدحيل بسبب الإصابة مهاجمه التونسي الخطير يوسف المساكني الفائز بلقب أفضل لاعب لهذا الموسم، بينما يغيب عن الريان للسبب نفسه مهاجمه وهدافه الكبير المغربي عبدالرزاق حمدالله الذي سبق أن زار مرمى الدحيل ثلاث مرات هذا الموسم. ولكن، وبرغم أهمية هذين اللاعبين إلا أن في الفريقين أسماء كبيرة أخرى يمكن لكل منهما المراهنة عليها إلى حدّ بعيد وهو ما يجعلنا نتوقع أن ترتقي المباراة إلى أعلى درجات القوة وأن تتسم بكل عناوين الإثارة على المستوى الهجومي مع الإشارة هنا إلى أن الأرقام ترجح كفة الدحيل في هذا الجانب كونه كان قد سجل في دوري هذا الموسم (86) هدفاً في (22) مباراة ليصبح صاحب أفضل وأقوى خط هجومي في البطولة، بينما سجل الريان (54) هدفاً في نفس العدد من المباريات.. ومثلما ترجح الأرقام كفة الدحيل في الجانب الهجومي، كذلك هو الحال أيضاً في الجانب الدفاعي إذ كان الدحيل صاحب ثاني أقوى خط دفاعي بعد السد، حيث لم يسجل عليه سوى (27) هدفاً، بينما كان مرمى الريان قد تلقّى (39). وفي كل الأحوال نقول إن مباراة اليوم تختلف شكلاً ومضموناً عن مباراتي الفريقين في الدوري باعتبارها مباراة كؤوس، وهو ما يعني أن التعامل فيها سيكون مختلفاً سواء على مستوى التحضير أو التوظيف أو كيفية التعامل مع أحداثها من خلال توجيهات وتدخلات الجهاز الفني لكل من الفريقين .. ولعل ذلك هو بالضبط ما يجعلنا نتردد كثيراً في الحديث عن أي توقعات أو احتمالات بخصوص النتيجة التي يمكن أن تنتهي إليها هذه المباراة على الرغم من أن العديد من المؤشرات يمكن أن ترجح كفة الدحيل الذي قدّم نفسه هذا الموسم بأفضل صورة، حيث حقّق ما لم يحققه غيره عندما أحرز لقب الدوري دون خسارة ثم لحقه بكأس قطر وها هو يبحث اليوم عن ثالث الألقاب وأهمها من خلال الفوز في مباراة اليوم ليكون بذلك ثاني فريق بعد السد ينجح في الجمع بين الألقاب الثلاثة هذه في موسم واحد. ولكن، وبرغم كل ما تقوله الأرقام ويؤشره المنطق إلا أن للريان أيضاً كل الحق في أن يتطلع لتحقيق ما يراه الكثيرون صعباً جداً، وهو الفوز على الدحيل الذي يمضي من نجاح إلى آخر بحيث صار يتطلع اليوم وبكل قوة للقب خارجي أيضاً وهو لقب دوري أبطال آسيا بعد أن بلغ الدور ربع النهائي بمسيرة نموذجية لم يتعرض فيها لأي خسارة أيضاً. نقول، نعم هي مباراة صعبة جداً على الفريقين وربما تكون أكثر صعوبة على الريان لكن الذي يهمنا هو أن نشهد عرضاً يتفق مع مكانة الفريقين ويرتقي إلى حجم وأهمية البطولة ويتوافق مع حقيقة الإمكانات التي يمتلكها كل منهما. ستة ألقاب مقابل لقب واحد ستكون هذه هي المرة السادسة عشرة التي يتواجد فيها الريان بنهائي البطولة الكبيرة التي سبق أن توج بلقبها ست مرات حتى الآن، بينما يسجل الدحيل ثاني تواجد له في النهائي بعد المرة الأولى في الموسم قبل الماضي، يوم توج باللقب على حساب السد بفارق ركلات الترجيح. مهمة مزدوجة في منطقة العمليات بقدر ما يستقطب الفريقان الأنظار بما يمكن أن يفعلاه في تحركاتهما الهجومية الضاربة بقدر ما هو كذلك أيضاً في منطقة العمليات، حيث سيكون الصراع شرساً جداً بين أربعة لاعبين يتمتع كل منهم بالكثير من المهارات والإمكانات الفنية والبدنية المتميّزة. ففي منطقة العمليات هذه يتواجد اثنان من أفضل لاعبي الوسط في الدحيل وهما بوضياف ولويز مارتن، يقابلهما لاعبان ريانيان لا يقلان حيوية ونشاطاً وتألقاً وهما أحمد عبدالمقصود ودانيال جومو .. وفي الحقيقة فإن المهمة المزدوجة لهؤلاء اللاعبين تجعل من دورهم بالغ الأهمية في الشقَّين الدفاعي والهجومي إلى جانب ماهو مطلوب منهم في السعي للتفوق وفرض السيطرة، وبالتالي التحكم في منطقة حيوية كهذه. من هنا مرّ الفريقان بلغ الدحيل المباراة النهائية هذه على حساب فريقي أم صلال والسد، حيث فاز على الأول بهدف وحيد في ربع النهائي، ثم فاز على الثاني بالنتيجة نفسها في نصف النهائي. أما تأهل الريان فكان على حساب فريقي العربي والغرافة، حيث فاز على الأوّل بثلاثية نظيفة في ربع النهائي، ثم فاز على الثاني بنفس النتيجة في نصف النهائيّ. أسلوب واحد وواجبات متشابهة يلعب الفريقان بنفس الأسلوب تقريباً حيث إن كلاً منهما يعتمد على أربعة لاعبين في خط الظهر مع لاعبي ارتكاز وثلاثة لاعبي إسناد خلف رأس حربة واحد.. وحتى في حالة اللجوء لبعض التغيير وفقاً لإمكانات الفريق المقابل فإنهما يمكن أن يعتمدا على ثلاثة لاعبين في الارتكاز والاكتفاء بلاعبين اثنين خلف رأس الحربة. ومثلما يتشابهان تقريباً في أسلوب اللعب فإنهما يتشابهان أيضاً في الواجبات، وفي التركيز على التوغلات الجانبية والاعتماد كثيراً على دور الظهيرين في الإسناد الهجومي، وهو ما يسهم في خلق كثافة عددية في الأمام وإلى الحدّ الذي يشكل عبئاً كبيراً على دفاعات الفريق الآخر. سيناريو مباراتي الفريقين في الدوري القسم الأول .. - التاريخ : 29 / 9 / 2017 - الملعب : جاسم بن حمد في السد - النتيجة : (5 - 3) للدحيل - الشوط الأول : (2 - صفر) للدحيل - الأهداف : يوسف العربي (28 جزاء و55 جزاء)، يوسف المساكني (44) نام تاي (68)، علي عفيف (90 + 8) للدحيل، وعبدالرزاق حمدالله (74) وسبستيان (79 و90 + 6) للريان القسم الثاني .. - التاريخ : 27 / 1 / 2018 - الملعب : عبدالله بن خليفة في الدحيل - النتيجة : (3 - 3) - الشوط الأول : (3 - 2) للريان - الأهداف : بوضياف (3) تراوري (14) نام تاي (64) للدحيل، وسبستيان (25) وحمدالله (28 و 42 جزاء) للريان.
مشاركة :