أردوغان يحاول إيجاد موطئ قدم في البلقان

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بلغراد - أعلنت نوفي بازار، كبرى مدن محافظة سنجق في صربيا، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مواطناً فخرياً، فيما يستعد لترؤس تجمع انتخابي الأحد، في ساراييفو لأعضاء الجاليات التركية المقيمة في أوروبا. ويأتي اختيار الرئيس التركي البدء في حملته الانتخابية الخارجية من منطقة البلقان بعد رفض عديد العواصم الأوروبية خصوصا برلين وفيينا، إقامة حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم للحملات الانتخابية على أراضيها. وقال أنور روبيلي، المحلل الكوسوفي المقيم في سويسرا، “لا ينبغي أن نتوهم، كوسوفو ليست بقوة ألمانيا حتى يمكنها أن تقاوم الضغط التركي “، حيث دب الخلاف الكوسوفي مع أنقرة بعد أن نفذت استخبارات الأخيرة عملية اختطاف لمواطنين أتراك تتهمهم بالانتماء إلى شبكة فتح الله غولن، ما أثار غضب رئيس الوزراء راموش هاراديناي. ويرى روبيلي أن خطف ستة أتراك من كوسوفو يدلل على نفوذ أنقرة الحقيقي، مضيفا “أن كوسوفو والبوسنة وألبانيا ومقدونيا كانت ضمن أراضي السلطة العثمانية ويتم التعامل معها بصفتها جزءاً من العالم العثماني الجديد”. وتمت إعادة خمسة معلمين وطبيب جميعهم يحملون الجنسية التركية ويعتقد أنهم من أتباع غولن، إلى تركيا من كوسوفو في عملية سرية قامت بها وزارة الداخلية الكوسوفية وجهاز الاستخبارات التركي، دون علم رئيس البلاد ورئيس وزرائه. وأثارت العملية أزمة في كوسوفو، حيث أقال رئيس وزراء كوسوفو راموش هاراديناي كبار مسؤوليه الأمنيين على خلفية العملية، ما أثار غضب الرئيس التركي. وقال هاراديناي في بيان “نفذت العملية بكاملها، من إبطال تصاريح إقامة الأتراك الستة واعتقالهم وترحيلهم العاجل من أراضي كوسوفو وتسليمهم سرّا إلى تركيا، دون علمي وإذني”. ورد الرئيس التركي حينها موجها كلامه إلى رئيس الوزراء الكوسوفي “من سمح لك باتخاذ مثل هذا القرار”، حيث كتب موقع “غازيتا اكسبرس” الإخباري باستياء “أردوغان يحكم كوسوفو”. ومثلت عمليات اختطاف معارضي الرئيس التركي في الخارج، مصدر نخوة وتباه لجهاز الاستخبارات الذي لا يدخر جهدا في خدمة الأجندات السياسية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات تشريعية ورئاسية، تشكك دول غربية في نزاهتها وقانون الطوارئ ساري المفعول في البلاد. وعبرت المعارضة البوسنية عن استياء مماثل في فبراير عندما تراجعت ساراييفو عن منح الكاتب التركي الحائز جائزة نوبل أورهان باموك المواطنة الفخرية، حيث دانت حينها سياسة التبعية والخوف من إغضاب أردوغان. وتطارد تركيا أتباع غولن داخل البلاد وخارجها منذ محاولة الانقلاب في عام 2016 بعد أن تعهد أردوغان بتطهير مؤسسات الدولة من “فيروس غولن”، إلا أن محاولاته الدبلوماسية لاسترجاع رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة باءت جميعها بالفشل.

مشاركة :