تلتفُ فِي حيازيم صَدْرِيٌّ.. حِبَالٌ الشدَة وَالخَطِيئَةُ. وَأَنَا كَعَادَتِي أُرْخِي لَكِ نَبْضَ عَافِيَتِي. أُسَائِلُ القَادِمِينَ مِنْ الشَّمَال عَنْ مَوْسِمِ الإِخْصَابِ. عَنْ أَحِبَّةٍ كُلَّمَا اِبْتَعَدُوا.. تَدَانَوْا دُونَ وَحْشَةِ الضِّيَاعِ. عَنْ لَيْلٍ لَيْسَ فِيهِ مَا يُوجِسُ القَلْب. وَلا حِكَايَةٌ لِنَجْمَةٍ ضَائِعَةٌ. عَنْكِ.. حِينَمَا تَجَاسَرَتْ كُلُّ أَوْقَاتِنَا.. وَقْفَتِي مَشْدُودَةٌ الجِذْعِ أَمَامَ العَاصِفَةِ. كَانَ الخَلِيجُ يُسَامِرُ (السياب) يَكْتُبُ عَلَى (مِنْقَلَةٌ) الجَمْرِ رَسَائِلَهُ. وَكَانَتْ حُبَيْبَتِي تَرْتَعِشُ مِنْ شِدَّةِ الجُوعِ.. لأنَّ بَحَّارَةُ المَدِينَةُ غَيبهُمْ المَوْجُ! وَالفَارِسُ المُنْتَظَرُ أَضْنَاهُ بَعْدَ السَّفَرِ! وَأَصْبَحَ الأَزْرَقَ دُونَ مَاءٍ..! طَفَحَ المِلْحُ عَلَى جَسَدِهِ .. وَبَنَتْ السَّلَاحِفُ بُيُوتَهَا مِنْ خِيَانَةِ الغيلم. فَلَمْ تَخْرُجُ السَّلَاحِفُ مِنْ آسِنِ الوَجَعِ.. ظَلَّ النَّهَارُ يُشَاغِلَهَا بِلَعْبَةِ المَوْتِ. وظللتِ يَا حُبَيْبَتِي تحيكِينَ قُمْصَان أَطْفَالِكِ، مِنْ رغْوَةِ الطِّينِ. وَمِنْ اِنْفِلَاتِ الرِّيَاحِ مِنْ قَبْضَةِ الرَّعْدِ.. مُتَمَسِّكَةٌ بجمارة النخل.. وَبِفَيْضٍ لَا يَعْرِفُهُ الآخَرُونَ عَنْك.. تُنُوسِينَ بِوَحْدَتِكِ. كَمَا كَانَ جَارُنَا المثكول بِحِكَايَةِ الفَقْدِ.. ينوس كُلَّ يَوْمٍ عَلَى عَتَبَةِ بَيْتِهِ.. يَخط عَلَى التُّرَابِ ذَاكِرَةً المنسيين. وَعِنْدَ انتصاف النَّهَار يَغْتَسِلُ بِلَهِيبِ شِدَّةِ الظَّهِيرَةِ وجعه.. يَعْصِرُ دُمُوعَه بِصَمْتٍ. أَلا تذَكرِينَ؟ أَمْ أَنَّ الغُرْبَةُ فِي سَمَاوَاتِكَ قَدْ أَثْقَلُهَا الضِّيَاعُ؟ فَتَلَاشَتْ كُلُّ الحِكَايَاتِ مِنْ ذَاكِرَتِكِ. هُمْ أَبْحَرُوا وَأَنْتَ يَا حُبَيْبَتِي بَقِيَّتِي. كَانَ لِلرَّفْضِ عِنْدَكِ عِشْقٌ. وَكَانَ العِشْقُ فِي دُسْتُورِكَ جِدَالٌ لا يَمُوتُ!. تَرَكْتُكِ لِعِنَادِكِ،.. سَافَرْتُ مَعَ الَّذِينَ سَافَرُوا. وَقَبْلَ غُرُوبِ النوارس فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ.. تَذكرَتُكِ،.! نَزْعَتُ يَدا تَشُدُّنِي نَحْوَ الغَضَبِ. مُتَمَسِّكًا بنياط نَبْضِي.. لأنَّي دُونَ سُخُونَةِ جَسَدِكَ، أُجوعُ .. أهذي دُونَ عَافِيَةٍ! .. أُنَادِيكِ.. وَفِي عُمْقِ الأَلَمِ، أَفْتَقِدُكِ.. لأَنِّي دُونَكِ لا أَعْرِفُ الرَّقْص.. لا أَعْرِفُ أَنْ لِكُلِّ وَطَن طَائِراً! . كُلَّمَا أَبْتَعِدُ اِقْتَرَبَ.. لأنَّكِ حَيَاةٌ،.. وَدُونَكَ، نَهَارٌ دُونَ مَاء! a.astrawi@gmail.com
مشاركة :