تكثر الحكايات وراء المنشآت والمباني الأثرية في مصر، وكم تعجبنا من حكاية عرفناها عن أثر هنا أو هناك، ومنها حكاية قبة "أبو تراب" بشارع بين الجناين المتفرع من شارع أحمد سعيد بالعباسية، والمسجلة آثر برقم 621.حكاية القبة كشفها لنا أبو العلا خليل المؤرخ والباحث في الآثار الإسلامية، حيث قال ن القائد الفاطمى جوهر الصقلي بني حاضرته القاهرة عام 358هـ/ 969م، وكان خارجها من جهة باب النصر أرض فضاء لا بناء فيها سوى مصلى بناه جوهر للصلاة على الأموات يعرف "بمصلى العيد" و"بستان ريدان الصقلبى" أحد خدام الخليفة الفاطمى العزيز بالله نزار بن المعز ووالد الخليفة الحاكم بأمر الله.وأكمل أبو العلا: كان ريدان يحمل المظلة على رأس الخليفة و"المظلة" –والحديث للقلقشندى فى صبح الأعشى- من الآلات الملوكية المختصة بالمواكب العظام، وكان لها عند الفاطميين مكانة جليلة لعلوها رأس الخليفة وحاملها من أكابر الأمراء،لكن ريدان قتل بعد ذلك.وتابع: هذه المنطقة أصبحت العباسية بعد ذلك، ويذكر د. محمد عبدالستار عثمان فى كتابه"عمارة المشاهد والقباب فى العصر الفاطمى":وفى الريدانية – العباسية حاليا – كشف المرحوم حسن عبدالوهاب عن قبة نسب إنشائها إلى العصر الفاطمى وعرفها "بقبة احمد ابو تراب"، وذكر أن أحمد أبو تراب ينسب له وقف فى هذا الموضع الذى أنشأت به القبة كما تؤكد ذلك إحدى وثائق الوقف التى ترجع للعصر العثمانى ومؤرخة تحديدا بعام 1168هـ).أما دليل الآثار الإسلامية فنسب "قبة ابوتراب" الى ابى تراب حيدرة بن ابى الفتح احد رجالات الخليفة الفاطمى الحافظ لدين الله، الذى كان مختصا بالسيدة علم زوجة الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله، وقد أشرف أبو تراب حيدرة على إنشاء مشهد السيدة رقية وتربته هذه.وبشيء من التفصيل يذكر د. فرج الحسينى فى "النقوش الكتابية الفاطمية على العمائر فى مصر":كما قامت إحدى أرامل الآمر بأحكام الله التى أنجبت منه ابنته ست القصور والتى تدعى علم الآمرية، ببناء مشهد للسيدة رقية عام 527هـ/1133م وانفقت عليه أموالا كثيرة ، كما قامت عام 533هـ/1138م بتزويد هذا المشهد بتابوت خشبى رائع سجلت عليه أسمها واسم القاضى مكنون الحافظى واسم ابو تراب المشرف على العمل.