أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات العراقية ليل الجمعة السبت. وحلّ تحالف "سائرون" الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي وبعض أحزاب التكنوقراط، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدا.أما تحالف "الفتح" الذي يضمّ فصائل الحشد الشعبي، فحلّ ثانيا على مستوى العراق بـ47 مقعدا. وتقدم التحالفان على ائتلاف "النصر" برئاسة العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، الذي فاز بـ42 مقعدا في ما يعد صدمة لبعض المراقبين الذين توقعوا أن يحصد رئيس الوزراء ما لا يقل عن 60 مقعدا. إلا أن التحالفات المقبلة هي التي ستحدد شكل الحكومة الجديدة وهوية رئيسها. أسفرت النتائج الرسمية النهائية للانتخابات التشريعية في العراق ليل الجمعة-السبت عن فوز تحالف "سائرون" المدعوم من الزعيم الشيعي الشعبوي مقتدى الصدر بالعدد الأكبر من المقاعد النيابية، متقدما بفارق كبير على ائتلاف رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي حلّ ثالثا. وتراجعت بالتالي حظوظه بالبقاء في منصبه، ولكن من دون أن تنعدم إذ أن التحالفات المقبلة هي التي ستحدد شكل الحكومة الجديدة وهوية رئيسها. ووفق النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، فإن أيا من الائتلافات الانتخابية لم يتخط عتبة الـ55 مقعدا في البرلمان، في أعقاب عملية تصويت جرت في 12 أيار/مايو وشهدت أدنى نسبة إقبال منذ أول اقتراع متعدد الأحزاب في العام 2005 بعد عامين من سقوط نظام صدام حسين. وحلّ تحالف "سائرون" الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي وبعض أحزاب التكنوقراط على أساس مكافحة الفساد، في المرتبة الأولى بـ54 مقعدا. وفور صدور النتائج، علّق الصدر عبر حسابه على تويتر على النتائج بالقول إن "الإصلاح ينتصر والفساد ينحسر". أما تحالف "الفتح" الذي يتزعمه هادي العامري ويضمّ فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دورا حاسما في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم "الدولة الإسلامية" فحلّ ثانيا على مستوى العراق بـ47 مقعدا. في حين حل ائتلاف "النصر" برئاسة العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، في المرتبة الثالثة بـ42 مقعدا في ما يعد صدمة لبعض المراقبين الذين توقعوا أن يحصد رئيس الوزراء ما لا يقل عن 60 مقعدا. من جانبه، اعتبر المحلل السياسي هشام الهاشمي أن "حظوظ العبادي تراجعت كثيرا في البقاء لولاية ثانية". وشكّل عراق ما بعد صدام حسين نظامه السياسي بطريقة معقّدة تفرض قيام تحالفات برلمانية، بدأت المفاوضات حولها منذ بداية الأسبوع الحالي، لمنع عودة الديكتاتورية والتفرّد بالحكم. وعقب كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس بعيدا أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية. لذا، فمن الممكن قانونيا ودستوريا بالشكل النظري استبعاد "سائرون" من التشكيلة الحكومية، على غرار ما حصل في العام 2010، بتشكيل تحالف برلماني يجمع العدد الأكبر من المقاعد البرلمانية، ويسمي رئيس مجلس الوزراء. البحث عن "عراب" الحكومة لكن يبدو أن المفاوضات الجديدة ستكون معقدة، وسط التوتر الراهن بين واشنطن وطهران بفعل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني. وتلقي كل من الولايات المتحدة وإيران بثقلهما في العراق اليوم لتقرير ماهية التحالفات التي ستحدد "عراب" الحكومة المقبلة. والمعروف أن شخصية الصدر ونهجه موضع إشكال لدى إيران والولايات المتحدة على حد سواء. فلا واشنطن تنسى "جيش المهدي" الذي أدمى صفوف القوات الأمريكية بعد الاجتياح العام 2003، ولا طهران تنسى المواقف العدائية لسليل آل الصدر المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع، وآخر تلك المواقف كان زيارته إلى السعودية، عدو إيران اللدود. اجتماعات في إطار المساومات وبدأت طهران منذ بداية الأسبوع، بحسب مصادر سياسية، اجتماعات للحد من نفوذ الصدر. من جهة أخرى، أجرى المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي في العراق بريت ماكغورك، جولة عراقية، شملت خصوصا إقليم كردستان، لبحث موضوع التحالفات مع جميع الأطراف. ويرى محللون أن التاريخ قد يعيد نفسه بين طهران وواشنطن، اللتين اتفقتا ضمنيا في العام 2014 على إزاحة نوري المالكي من الحكم، واستبداله بالعبادي حينها. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 19/05/2018
مشاركة :