أصبح "ما هوتينج" أغنى شخصية في الصين كما احتل رجل الأعمال مركزا في قائمة "فوربس" لأقوى عشرة مديرين تنفيذيين في العالم خلال 2018. وكرئيس مجلس إدارة ومدير تنفيذي لـ"تنسنت" – إحدى أكبر شركات الإنترنت في العالم – يعد "هوتينج" واحدا من بين أغنى خمس عشرة شخصية على كوكب الأرض، وسلطت "سي إن بي سي" في تقرير الضوء على صعود "هوتينج" وتربعه على عرش أثرياء الصين. صعود صاروخي - قالت "فوربس" إن صافي ثروة "هوتينج" قد قفز إلى 47 مليار دولار في مارس/آذار من 25 مليار دولار قبل عام، ورغم تراجع هذه الثروة إلى 45 مليار دولار – حتى العاشر من مايو/أيار – إلا أنه لا يزال أغنى رجل في الصين. - نشأ رائد الأعمال في جنوبي الصين – حيث عمل والده مديرا في أحد الموانئ الرئيسية التابعة للحكومة – وبعد التخرج من جامعة "شنتشن" في علوم الحاسب عام 1993، عمل في وظيفة مطور برمجيات لصفحات إلكترونية. - في ذلك الوقت، كان واحدٌ من كل مائة شخص في الصين يملك حاسوبا، وظل "هوتينج" في "شنتشن" حيث تقاضى راتبا قدره 176 دولارا شهريا في أول وظيفة عمل فيها. - بعد خمس سنوات من التخرج – أي عام 1998 – انضم "هوتينج" وكان عمره وقتها 27 عاما إلى فريق يضم أربعة أشخاص من زملائه في الدراسة الجامعية للمشاركة في تأسيس "تنسنت". - دشن الخمسة شباب خدمة تراسل تحت اسم "كيو كيو" كانت وسيلة تواصل أولية لأصحاب الحواسب الشخصية والجوالات في ذلك الوقت، ولكنها أصبحت سريعا أكبر منصة تراسل فوري في الصين. - بدأت "تنسنت" جني أرباح من الإعلانات ورسوم شهرية وخدمات "كيو كيو" المميزة، وبحلول 2001، جمعت الشركة استثمارات بأكثر من 32 مليون دولار، وفي 2004، تم طرح أسهمها للاكتتاب في بورصة "هونج كونج". - عام 2011، أطلقت "تنسنت" تطبيق التراسل للجوال فقط "ويشات" ليكون بمثابة كيان منفصل عن "كيو كيو"، وأصبح "ويشات" المتفوق لاحقا على "كيو كيو". انتشار متنوع - يُقارن "ويشات" في معظم الأحيان بـ"فيسبوك" نتيجة الانتشار الكبير في الصين في الوقت الذي تحظر فيه بكين خدمات "فيسبوك" و"واتساب" أيضا في البلاد. - بلغ عدد مستخدمي "ويشات" في الصين حوالي مليار شخص شهريا، ويتيح لهم التطبيق إرسال رسائل نصية وإجراء مكالمات هاتفية وممارسة ألعاب إلكترونية وتحويل أموال والتسوق والدفع للمطاعم وحجز خدمات ركوب وغيرها من الخدمات. - توسعت "تنسنت" بنجاح في مجالات أخرى مثل توفير خدمات الحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والأنشطة الترفيهية، وأطلقت العديد من الألعاب الإلكترونية واسعة الانتشار. - ضخت "تنسنت" استثمارات في شركات غربية حيث اشترت حصة بنسبة 5% في "تسلا" وحصة بنسبة 10% في "سناب" كما تستعد لمبادلة أسهم بنسبة 10% مع "سبوتيفاي". - في العام الماضي، أصبحت "تنسنت" أول شركة تكنولوجية في آسيا تتجاوز قيمتها السوقية 500 مليار دولار، وتعد الآن أكبر شركة مدرجة في القارة من حيث القيمة السوقية. - تتنافس "تنسنت" مع مواطنتها "علي بابا" المتخصصة في التجارة الإلكترونية وتناهز قيمتها أيضا حوالي 500 مليار دولار كما تحاول التوسع في الصين وخارجها. - تسعى الشركتان للهيمنة على سوق خدمات الدفع بالجوال في الصين الذي تقدر قيمته بحوالي تريليون دولار، وذلك من خلال خدمتي الدفع "تن باي" و"علي باي". - أعرب مؤسس "علي بابا" "جاك ما" عن تقديره الشديد للتنافس مع "تنسنت" بحيث إنه هو و"هوتينج" يتعلمان من بعضهما البعض، كما صرح الأخير بأن "جاك ما" بمثابة أخ له. - يعد "جاك ما" و"ما هوتنيج" أغنى شخصيتين في الصين، وفي الوقت الذي تعتبر فيه مجلة "فوربس" "هوتينج" الأغنى في الصين، إلا أن "بلومبرج" صنفت مؤسس "علي بابا" بالأكثر ثراء متفوقا على مواطنه بحوالي من 8 إلى 10 مليارات دولار. - كان "ما هوتينج" هو أول آسيوي يدخل ضمن أغنى عشر شخصيات في العالم في قائمة "فوربس" مع الأخذ في الاعتبار أن الصين موطن لـ10% من مليارديرات العالم البالغ عددهم 2400.