عمرو خالد: النبي حمى المجتمع من الصراع بهذه الخطبة ..فيديو

  • 5/20/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، صناعة الروح العالية للمجتمع، منوهًا بأن المتطرفين يخالفون هذه السنة ويعملون على إفساد الروح المعنوية وتثبيط الهمم.وأوضح «خالد» في ثالث حلقات برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أن هناك 10 طرق مستمدة من السُّنة النبوية لرفع الروح المعنوية للمجتمع، هي: رفع روح السلام، إطعام الطعام، صلة الأرحام، جمع الناس على الخير، جمل حياة الناس (تشجير المدينة)، نشر قصص الرموز والقدوة، جبر الخواطر، تشكيل فرق عمل قوية تتكامل وتتعايش وتتشارك (المؤاخاة)، تنازل عن رغباتك لتحقق روح حلوة للمجتمع (الأنصار لم يحصلوا على أي سلطة)، انوي رفع روح كل المحيطين بك.وأشار إلى النبي صلى الله عليه وسلم عمل خلال الشهر الأول من وصوله إلى المدينة على رفع الروح المعنوية بين المسلمين انطلاقًا من أن الإنسان له روح: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ"، وكذا المجتمع والأماكن لها روح أيضًا، فقد عمل على رفع الروح المعنوية لدى المهاجرين والأنصار، نظرًا لأن المهاجرين عانوا من اضطهاد قريش لمدة 13 سنة، وهاجروا إلى بلد آخر لا مأوى لهم ولا مال، يمزقهم ألم فراق الأهل والوطن، خاصة وأن العرب معروف عنهم ارتباطهم بالأرض.ولفت إلى أن "طبيعة عمل المهاجرين كانت مختلفة عن طبيعة عمل أهل المدينة، فهم مهنتهم التجارة، والأنصار مهنتهم الزراعة، وحصلت بطالة، وظهر أهل الصفة، وهم أشد الناس فقرًا، تزايدت الأعباء على الأنصار، فقد أصبح لزامًا عليهم أن يزرعوا لأنفسهم وللمهاجرين، فقل المحصول، ونتج عن ذلك وضع اجتماعي واقتصادي متأزم".ونوه بأنه "ظهرت أمراض شديدة بين المهاجرين، نظرًا لأن مناخ المدينة كان قاسيًا عليهم، فأصيب أبو بكر بحمى شديدة، حتى خافوا عليه من الموت، أما الأنصار، فهناك علاقات متوترة بين الأوس والخزرج، على الرغم من دخولهم الإسلام، نتيجة 100 سنة من الحروب بينهما، حتى إنه في يوم "بعاث" قبل الهجرة بخمس سنوات فقط، سقط مئات القتلى من كبار زعماء القبيلتين، إضافة إلى تواجد كفار ومنافقين و3 قبائل من اليهود، وكانت المدينة تعداد سكانها 10 آلاف نسمة".وذكر خالد إنه "إزاء ذلك الوضع، عمل النبي على الانتقال من الهم للهمة، وفي أول خطبة له بعد دخوله المدينة خطب قائلًا: "أيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".وأردف: إن "خطابه كان موجهًا لكل الناس، ليس المسلمين فقط، انتزع خصومة الدين والقبيلة، دعاهم إلى إفشاء السلام، أي أن يحركوا السلام داخل المجتمع، من خلال نشر الأمان المجتمعي، حثهم على إطعام الطعام، لأن هناك فقراء خاصة بين المهاجرين، وعلى صلة الأرحام، وهو كلام موجه للأوس والخزرج يخاطب فيهم روح الأخوة والقرابة، حتى يفضوا النزاع الذي بينهم، ويتعايشوا في سلام، والشيء الأخير هو: صلوا بالليل والناس نيام، جعل الصلاة تذكرة دائمة للمعاني، فتكون الصلاة للحياة".واعتبر خالد أن "هذه الخطبة حمت المجتمع من الصراع، وتضمنت عناصر صناعة الروح له، كل كلمة فيها الوطن بحاجة إليها، وهذا هو تجديد الخطاب الديني المطلوب تحقيقه، فلو أردت أن تقلد النبي: حرك روح السلام واطعم الفقراء وأقاربك وجيرانك، وصل الأرحام، وصلى بالليل ليمتلئ قلبك بروح السلام".ورأى في قصة إسلام سلمان الفارسي نموذجًا في طريقة صناعة الروح المعنوية، فقد أخذ يتنقل من الشام للعراق لليمن بحثًا عن نبي آخر الزمان، حتى عرف بوجود النبي بالمدينة، فرمى نفسه في حضنه وانكب على يده يقبله ويبكي وأسلم"، وأشار إلى أن "النبي جمع الصحابة وحكى لهم قصته، حتى يرفع روحه، وهو يقدمه على أنه رمز ونموذج، وهو يقول لهم إن هناك من اغترب عن أرضه وتنقل من بلد لآخر بحثًا عن الإسلام".وألمح إلى أن "اليهودي الذي كان يملك سلمان طلب 300 مائة فسيلة نخل يغرسها، وأربعين أوقية من ذهب، حتى ينال سلمان حريته، فجمعها النبي، وغرسها بنفسه"، مفسرًا ذلك بأنه "من أجل أن يرفع الروح المعنوية لدى الناس، حتى الكفار بالمدينة رأوا أنها أصبحت أجمل مما كانت، فالنخل وإن كان في أرض اليهودي، لكن المجتمع سيستفيد منه، من أجل هذا غرس النخل بيده الشريفة".وتحدث عن طريقة أخرى لرفع الروح المعنوية ، وهي "المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والمعنى هنا هو: الإنسان قبل البنيان، أعطني إنسانًا صالحًا أعطك وطنًا عظميًا، أعطني جيلًا رائعًا أعطك حضارة عظيمة".واستطرد: إن "المؤاخاة كانت قائمة على 3 أشياء: التكامل، التعايش، بناء المستقبل، فآخى بين عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع، كان الأول تاجرًا ماهرًا، والثاني معه المال، حتى تتأسس شراكة تجارية قوية، وجعل الفقهاء والعلماء مع بعضهم البعض: عبدالله بن مسعود مع معاذ بن جبل، حتى يؤسسا لمدرسة علمية، والمقاتلين مع بعض: أبو عبيدة بن الجراح مع سعد بن معاذ ليكونا إلى جانب بعض في الحرب، جعل الأصهار مع بعض: أبو بكر وخارجة بن زيد، حتى يضمن أن عائلات وأسر المدينة متماسكة أكثر".وواصل: "جعل أصحاب التفكير الإبداعي مع بعض: عمار بن ياسر مع حذيفة بن اليمان، وأصحاب الصوت الجميل مع بعض: أسيد بن حضير، وبلال بن رباح، والقوي مع الضعيف: عمر مع عتبان بن مالك الأنصاري (كفيف).. القوي الخدوم مع الضعيف المحتاج للخدمة، العالم مع العابد: سلمان عالم وأبو الدرداء زاهد حتى يتحقق التوازن، زعماء القوم مع بعض: أبو أيوب الأنصاري مع مصعب بن عمير، حمزة مع زيد بن حارثة، سيد مع عبد ليكسر حاجز السادة والعبيد، وفي نفس الوقت عمه من النسب مع ابنه من الرعاية".وأكمل: أن "ما فعله النبي كان أصداء إيجابية داخل مجتمع المدينة، وتحققت بفضله إنجازات كبيرة، حيث كان كل أنصاري يقاسم المهاجر في بيته، يتقاسمان الطعام، لكن المهاجرين كانوا يأبون: ويقولون: أين السوق لنعمل؟، فاستطاع النبي أن يقضي على حالة الإحباط، وأن يزرع مكانها الحب، وكما يقولون: الحب يصنع المعجزات".

مشاركة :