موسم الحصاد «مهرجان بريدة للتمور»

  • 9/10/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

النخلة والتمرة ثمرة مباركة ارتبط بها الإنسان منذ القدم وتسابقت دول عدة من أجل الظفر برضا «العمة» النخلة كما يقولون. وتصدرت السعودية في الوقت الحاضر دول العالم بعدد النخيل وفسائلها حيث تبلغ أكثر من 23 مليون نخلة وتفننوا كذلك بالعناية بها عبر القصائد والشعر والمسميات وأخيرا المهرجانات. وبينما يتناقل الخبراء والمهتمون بالغذاء الفوائد التي تحتويها ثمرة النخلة ورطبها فإن الأسئلة تتزاحم تباعا بأنه لم يتم بعد الاستغلال الاقتصادي الأمثل للتمور بدءا بالتصدير الذي لم يتجاوز حتى اليوم 8% من الإنتاج والذي بلا شك يعزى إلى ضعف الخطط والبرامج اللازمة وانتهاء بالتصنيع وإدارة التسويق. قد تكون النخلة هي الأنموذج والامتداد الوحيد الباقي من حياة الأجداد الأوائل حيث لم يتغير ثمة كثير في التعامل مع النخلة خصوصا في مراحلها بخلاف الأدوات والإمكانات المتعلقة بها. كان العرض المقدم من قبل مهرجان بريدة للتمور والذي رعى انطلاقته صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم وتقديم الأنموذج المبسط للمزرعة النجدية يمثل بحق بقية بقايا الشمس من حياة الآباء والأجداد الذين ارتبطوا بالنخلة ارتباطا وثيقا. كذلك لم يتردد المعهد التقني ببريدة في إيجاد تخصص يتلاءم ويتوافق بل ويكرس هذا التقدير للنخلة عبر العناية بجني التمور وخرافها. وإذا كان مهرجان بريدة للتمور يمثل الأضخم والأكبر عالميا بمبيعات تجاوزت ملياري ريال خلال العام الماضي في مدة لم تتجاوز الشهرين. فضلا عن مزارع الأوقاف والهبات والهدايا والتي لم يتم إدراجها في السوق لكنها تضاف إلى سوق النخلة وأعدادها. إن الأنواع المعروضة عن 45 صنفا يشكل السكري فيها (80%) من المعروض تحتاج بالفعل إلى رعاية أكبر من تلك المتاحة والقائمة اليوم وخصوصا فيما يتعلق بصناعة التمور وتسويقها وإعادة إنتاجها. كما أن فرص العمل للشباب والأعداد المتزايدة من قناصة الفرص التجارية تحفز على جعل سوق التمور مقصدا تنمويا واقتصاديا بل وسياحيا مهما. أجل إنها النخلة التي هرع اليها آباؤنا وأجدادنا في الضيق والشدة والجوع وقلة المعيشة فكانت زادا وغذاء لا ينقطع إنها «المباركة» و«المبروكة». في ظلها أمان وفي عروقها وجذورها أصالة إنه تاريخ شامخ يرمز إليه طولها وهي كذلك معتزة بذاتها مهما تقادم عليها الزمن ومضت عليها السنين ترتفع بهدوء وتتباهى بلا خيلاء ترنو إلى النقاء والنظافة كلما اعتاد صديقها الإنسان أن يعتني بنباتها وعسبانها. فتغذيه من «جمارها» وتهديه عسبانها لكي يقيم عريشا جميلا يذكر به النخلة وبركتها وخيرها. أما قنوانها أي اعذاب رطبها فما أجملها وهي تحمله كالأم الحنون تلهف عليه حتى يكتمل سوقه ويحلو طعمه كما وصفها الله بقوله «قنوان دانية». إنها النخلة صديقة الإنسان والبيئة حيثما كان إنها الثمرة الطيبة المباركة ومنها تصنع مواد وأثاث ومجالس ومن أوراقها الزنابيل والقفف ومن جريدها السلال والأوعية وغير ذلك بل حتى نوى النخل «العبس» له فوائد حيث تم استخراج عدة زيوت منها مفيدة ونافعة. فلذا فليس بمستكثر أن نعقد للنخلة المؤتمرات وللتمور العناية والمهرجانات فهي حقيقة وجديرة بكل ذلك. كما أرجو أن تتم الاستفادة من مهرجان بريدة العالمي للتمور ومدينة التمور ذلكم العمل الكبير الذي يستحق الإشادة بل ونفعل التجربة والاستفادة منها في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها. فهل عمل رائع يلمس من خلاله الجميع دقة التنظيم وإخلاص العاملين والرؤية التنموية المستقبلية الناجحة للمنطقة وثرواتها وخيراتها والتي تقع النخلة في هرمها. d-almushaweh@hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :