الخوف الشديد من رؤية الدم يسبب الإغماء

  • 5/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تنتشر مشكلة الخوف من أمور أو أشياء اعتيادية بين الكثير من الأشخاص في محيط التعامل اليومي، وعلى سبيل المثال يخاف البعض من الحشرات أو الحقن، وكذلك الخوف من الأماكن المرتفعة والضيقة، ويطلق الخبراء على هذا النوع من الخوف الرهاب أو الفوبيا.ويعاني بعض الأشخاص الخوف غير الطبيعي من رؤية منظر الدم، وهذه المشكلة يطلق عليها رهاب الدم، حيث يصيب الشخص المريض حالة من الهلع بمجرد رؤيته شكل الدم، وتبدو عليها علامات الفزع والهروب من مكان الدم، سواء كان هذا الدم مصدره الشخص نفسه أو أحد الأشخاص المحيطين به.كما أن الأمر لا يرتبط بكمية الدم الذي يراه المريض بهذه المشكلة، فالأعراض تظهر بمجرد رؤيته بقعة أو نقطة من الدم، وهذه الحالة تتعدى مرحلة الكراهية إلى ظهور أعراض جسدية على المصاب بفوبيا الدم.ونتناول في هذا الموضوع مرض رهاب الدم بالتفاصيل والعوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، وكذلك الأعراض التي تظهر على المصابين، ونقدم طرق الوقاية والنصائح المقدمة من المتخصصين، ونطرح أساليب العلاج المعتادة والحديثة للتخلص تدريجيا من هذه المشكلة. منظر الدم المخيف يعرف الأخصائيون رهاب الدم بأنه حالة من الخوف المرضي الذي يصيب الشخص من مجرد رؤية الدماء، حيث ينتاب المصاب بهذا الاضطراب الرعب والفزع من منظر الدم النازف منه أو من شخص آخر، بل يصل الأمر مع البعض إلى الخوف من رؤية دم الحيوانات.ويمكن أن تصل درجة المرض إلى الخوف من صورة الدم، وذلك عندما يظهر مشهد جريح أو قتيل على شاشة التلفزيون في أحد الأفلام أو المسلسلات، وكذلك سماع وصف الدم.تعاني الحالات الشديدة من رهاب الدم ردود فعل جسدية تكون غير مألوفة عند المصابين بأنواع الرهاب الأخرى، حيث يصاب المريض بالتحديد بما يسمى الإغماء الوعائي المبهمي، ويصاب المريض بالحرج من حالة الإغماء التي تصيبه، والتي تجعل المحيطين يتساءلون عما أصابه، ولذلك لا يحبذ المريض الاختلاط بالمجتمع، ويفضل العزلة حتى لا يعرض نفسه للحرج، وتعتبر أكثر الفئات إصابة بهذا الاضطراب هم النساء والأطفال. الأوسع انتشاراً تشير الدراسات إلى أن رهاب الدم لا يعتبر الأكثر إصابة، وإن كان الأوسع انتشارا لدى معظم الشعوب والدول، ولا يكون هذا الاضطراب في شكل واحد فقط، فبعض الحالات يقتصر لديها الخوف على رؤية الدم البشري.ويرتبط الخوف عند البعض الآخر بدم أي كائن حي، ومثل هذه الحالات لا تستطيع رؤية حيوان أو طائر وهو يذبح، وهناك حالات أخرى لا يمكن للمصاب رؤية قطرة دم واحدة سواء كانت من إنسان أو حيوان أو حتى حشرة.وعلى الرغم من وجود عدد من الدراسات التي أجريت حول رهاب الدم، إلا أن هذا الاضطراب لم يجد الاهتمام الكافي على المستوى العام. آلية الإغماء يختلف رهاب الدم عن كثير من أنواع الخوف المرضي الأخرى، حيث يصاب مريض رهاب الدم بحالة من الإغماء، والسبب وراء هذا هو ما يعرف بالنوبة الوعائية المبهمة أو الإغماء العصبي القلبي.يوجد في مكونات الجهــــاز العصبي اللاودي عصب يسمى بالعصب المــــبهم في الدماغ، وهذا العصب يتعرج من الدماغ وحتى البطن مـــرورا بالرقبة والصدر، ويحــــدد الأطباء وظيفته بأنه يسهم في التحكم غير الطوعي في وظائف الهضم والراحة، وعلى سبيل المثال تعـــزيز إفراز العصارة المعدية، وإبطاء ضربات القلب.وتحدث حالة الإغماء الوعائي المبهم، بسبب زيادة درجة تفاعل هذا العصب، وذلك كنوع من رد الفعل على العطش أو الجوع أو الوقوف مدة زمنية كبيرة أو السعال الحاد أو الخوف المفاجئ أو الألم.ويحدث الإغماء نتيجة حالة نفسية نتجت عن تفاعلات وتطورات عضوية، بسبب التوتر والقلق الذي يصيب المريض بمشكلة فوبيا الدم عند رؤية بعض قطرات الدم. تجارب سلبية ترتبط الإصابة برهاب الدم بمرور المريض بتجارب غير جيدة نتج عنها الإصابة بهذا الاضطراب، وعلى سبيل المثال التعرض للضرب وهو صغير، أو حدثت له بإصابة بالغة أو شاهد شخصا تعرض لإصابة بالغة.ويقوم المصاب بتخزين كل هذه الذكريات والتجارب في العقل الباطن، حيث يسترجعها بمجرد رؤية الدم مرة أخرى، رغم أن المصاب يظن أنه تخلص من هذه التجارب.ويمكن أن يكون وراء الإصابة بهذا الرهاب رؤية مشاهد الدم والقتل في التلفزيون والأفلام، مثل متابعة نشرات الأخبار وأفلام الرعب والأفلام الحربية، ويمكن أن يتسبب سماع حادثة تعرض لها شخص ما في الإصابة بهذا الاضطراب. اضطرابات جسدية يعاني مصابو رهاب الدم بهلع شديد بمجرد رؤية كل ما له علاقة بالدم أو الجروح، وهناك أعراض الجسدية مصاحبة لهذا الاضطراب، إذ يصاب المريض بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.ويؤدي انخفاض ضغط الدم في بعض الحالات الشديدة إلى الإغماء، وذلك بمجرد رؤية بعض نقاط من الدم، ويجد المصاب صعوبة في التنفس مع شعور بضيق في الصدر، وتزداد سرعة ضربات القلب، ويصاب بالرعشة والتعرق الزائد.كذلك يتأثر عمل الجهاز الهضمي بشدة، ويحدث ارتخاء في العضلات وضعف عام للجسد، ويمكن أن تظهر الأعراض لدى البعض عند رؤيتهم معدات تقطيع اللحم أو الأدوات والمستلزمات الطبية المختلفة، ومثال ذلك السكاكين والمنشار والإبر والمشارط الطبية وأدوات التطهير، وكل الأدوات التي ترتبط في الذهن بصورة الدم. تقنية إزالة التحسس يجب على المصاب برهاب الدم عرض نفسه على طبيب نفسي، وذلك لمعرفة السبب وراء هذا الاضطراب، وأيضا لمحاولة التخفيف من شدة الأعراض التي تصيب المريض.يكتشف الطبيب المعالج من خلال حديثه مع المريض السبب وراء الإصابة برهاب الدم، حتى لو كان السبب وهميا، وباستخدام تقنية إزالة التحسس يتعرف المعالج على الأفكار التي تسبب هذا الاضطراب، ويواجه المريض بحقيقة مخاوفه بالأدلة.يمكن أن يعطي الطبيب في بعض الحالات مضادات للقلق، والتي تساعد المصاب على أن يتخلص من حالة القلق التي يشعر بها، ويمكن الاستفادة من العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم تعليم المريض كيف يتخلص من خوفه الشديد أثناء رؤية الدم.تزيد شدة المرض لدى بعض الحالات عندما يتم مواجهة هؤلاء المصابين بالمخاوف التي يعانونها . استراتيجيات أخرى يمكن الاستفادة في علاج بعض حالات رهاب الدم بالاعتماد على عدد من الاستراتيجيات، ومنها خطة الاسترخاء، والتي تعتمد على جلوس المريض في مكان هادئ ومريح، ثم يبدأ في إرخاء جسده بشكل تدريجي.وتعتمد استراتيجية التأمل على جلوس المريض في حالة استرخاء، ويتخيل نفسه في مكان آخر، ويحاول أن يستشعر المؤثرات المحيطة به في المكان الذي افترضه، وعلى سبيل المثال يتخيل أنه في قارب في أحد الأنهار، ويستحضر درجة الحرارة والأصوات ونوعية الهواء، وبهذه الطريقة يدخل بجوارحه كلها للمكان المتخيل.يمكن أن ينجح العلاج بالتعرض مع بعض الحالات، حيث يقوم الطبيب بعرض عينات من الدم بصورة تدريجية على الشخص المريض، ويمكن أن تبدأ بقطرة دم ثم صورة ثم النظر إلى الدم مباشرة.ويمكن أن يتم الأمر بصورة أخرى، حيث يذهب المصاب إلى المستشفيات ويزور المرضى وينظر لهم أثناء إعطاء المحاليل الوريدية لهم، وكذلك الذهاب لبنك الدم ورؤية المتبرعين أثناء تبرعهم بالدم، ويعتبر المريض الذي وصل لمرحلة الشفاء من هذا المرض هو الذي يقرر أن يتبرع بالدم، وأثبت هذا العلاج نجاحه مع حالات عديدة. اهتمام المحيطين أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن رهاب الدم تصل نسبة الإصابة به إلى حوالي 3.5% على مستوى العالم، ويبدو أن هناك علاقة وراثية وراء الإصابة بهذا الاضطراب غير أن الأمر في حاجة إلى مزيد من الدراسة.يجب الانتباه والاهتمام من الدائرة المحيطة بالمريض، لأن التعليقات التي تبدو ساخرة ومضحكة للبعض، تزيد من حالة المرض سوءاً، لأن من يعاني رهاب الدم لا يشعر بما يفعله، ولا يعرف كيف يتخلص من هذه الحالة بسهولة.يمكن أن يفكر المريض عند رؤية الدم على جسمه بهلاوس تتعلق برؤية المزيد من البقع على ملابس الآخرين وعلى الجدران، كما أن المصاب يشعر بالهلع خلال استعمال السكين، ويمكن أن يعوق الخوف المصاب بهذا الاضطراب من أخذ عينات الدم للتحليل، ولذلك ينصح بالنظر في الاتجاه الآخر أثناء أخذ العينة، أو طلب الإلهاء من شخص آخر، أو التفكير بشيء إيجابي.ويستحسن إخبار الطبيب بحالة المريض عند أخذ العينات منه، كما يجب وضع تقرير عن الإصابة بهذا الاضطراب في الملف الطبي للمريض.

مشاركة :