أول محطة نووية روسية عائمة وبيئيون يعتبرونها «تشيرنوبيل» متنقلاً

  • 5/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في أجواء احتفالية، كشفت روسيا أمس محطة نووية عائمة، هي الأولى في العالم، في مرفأ مدينة مورمانسك شمال البلاد. وتراهن الشركة المصنّعة على إقبال كبير على هذا النوع من المحطات الذرية، خصوصاً في البلدان التي تضمّ جزراً كثيرة. ووصلت محطة «أكاديميك لومونوسوف»، بعد رحلة دامت أسابيع، قُطِرت خلالها عبر 4 بحار من مدينة سان بطرسبورغ التي شُيِدت فيها المحطة، إلى مورمانسك حيث يُنتظر تزويد مفاعلاتها وقوداً نووياً قبل توجّهها لاحقاً إلى منطقة نائية في أقصى شرق روسيا. والسفينة التي يبلغ طولها 144 متراً ووزنها 21 ألف طن، وشيدتها الشركة الروسية الحكومية للطاقة النووية «روساتوم»، يعادل ارتفاعها ارتفاع مبنى سكني من 9 طوابق. وتحتوي المحطة على مفاعلين نوويين تبلغ طاقة كلّ منهما 35 ميغاوات، وتشبه تلك المُستخدمة عادة لإمداد كاسحات الجليد بالطاقة. ويُنتظر أن تتجه السفينة صيف العام 2019 إلى مرفأ بيفيك في إقليم تشوكوتكا أقصى شمال شرقي روسيا. وتستطيع السفينة توليد طاقة تكفي لاستهلاك مدينة يقطنها 200 ألف نسمة. وتخطط موسكو لاستخدام المحطة لتزويد منصات البحث عن النفط والغاز واستخراجهما، بالطاقة الكهربائية اللازمة. ويساهم هذا النوع من المحطات النووية العائمة في خدمة خطط روسيا لاستغلال ثروات الجرف القطبي الشمالي، إذ يؤمّن الكهرباء اللازمة لفرق العمل في مناطق نائية تغطيها الثلوج في غالبية فترات السنة، ولا توجد فيها بنية تحتية من الطرق والكهرباء. وقال فيتالي تروتنيف، المسؤول في «روساتوم» عن صنع المحطة النووية العائمة وتشغيلها، إن وحدات مشابهة يمكن أن «تغذي المناطق النائية بالكهرباء والتدفئة، وتدعم أيضاً التنمية الاقتصادية المستدامة». وأضاف أن استخدام مفاعلات عائمة يمكن أن يوفّر سنوياً 50 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وكان مقرراً تزويد مفاعلَي المحطة وقوداً نووياً، في سان بطرسبورغ، لكن المهمة نُقلت إلى مورمانسك نظراً إلى مخاوف متعلّقة بالسلامة العامة، أثارتها بلدان تقع على بحر البلطيق. وتصف منظمات معنية بالحفاظ على البيئة، المحطة بأنها «تشيرنوبيل» متنقل، في إشارة إلى المفاعل النووي السوفياتي في مدينة تشيرنوبيل الأوكرانية والذي شهد عام 1986 أسوأ كارثة تسرّب في التاريخ، ما زالت آثارها قائمة في المنطقة المحيطة، على البشر والحيوانات والغابات. ودعا ناشطون في منظمة «غرينبيس» إلى مراقبة دولية للمحطة. وقال رشيد عليموف من فرع المنظمة في روسيا إن الحوادث أمر محتمل الوقوع في كل المحطات النووية، مستدركاً أن المحطة العائمة «ستكون حساسة في شكل خاص للعواصف والظواهر البيئية، وتهديدات بينها الإرهاب». ونبّه يان هافيركامب، وهو خبير نووي في «غرينبيس»، إلى أن تركيب المحطة العائمة في «بيئة المناطق القطبية الروسية الصعبة، سيشكّل تهديداً مستمراً على سكان الشمال والطبيعة النقية للقطب الشمالي». لكن رئيس «روساتوم» ألكسي ليخاتشيف أكد أن المحطة آمنة، وصُمِمت وفق معايير سلامة مرتفعة. وأشار إلى أنها حلّ مثالي للمناطق النائية، لافتاً إلى أن دولاً في جنوب شرقي آسيا أبدت اهتماماً بها. وأضاف أن شركته ستبدأ إنتاج محطات عائمة صغيرة ومتوسطة، بعد تجريب المحطة الحالية. وقلّل سيرغي كوندراتييف من «معهد الطاقة والمالية» في موسكو، من المخاوف الأمنية في شأن المحطة، مؤكداً أنها تلتزم قواعد السلامة. واستدرك: «هذه قطعة جديدة وربما تكون هناك مخاوف بين الناس، وهناك أخطار إضافية تتعلّق بالمحطة العائمة، مقارنة مع محطات الطاقة النووية».

مشاركة :