القاهرة: إسلام خيري رغم قلة أعماله الدرامية والسينمائية، إلا أنه دائماً ما يضع بصمة خاصة في كل الأعمال التي يشارك فيها، نظرا لكونه لا يشارك سوى في الأدوار غير التقليدية التي يكون لدية ثقة كبيرة فيها، فضلا عن كونه فناناً من طراز رفيع، ومن أوائل النجوم الذين قدموا برامج «مقالب الكاميرا الخفية» ثم سار على نهجه العديد من النجوم بعد ذلك.إنه الفنان القدير إبراهيم نصر الذي يعيش خلال الفترة الحالية حالة من النشاط الفني، حيث قدم مؤخرا الفيلم السينمائي «الكهف» كما يخوض حاليا السباق الرمضاني بمسلسل «فوق السحاب».حول غيابه وظهوره، وأعماله السابقة واللاحقة، كان معه هذا الحوار:ما الذي جذبك للعودة للسباق الرمضاني بمسلسل «فوق السحاب»، رغم غيابك 11 عاما عن الدراما؟- الفنان لا يتجزأ، وشروطي التي أعمل بها في السينما، هي نفسها التي أعمل بها في الدراما التلفزيونية، ومسلسل «فوق السحاب» عمل درامي تتوافر به كل مفردات النجاح لأي عمل درامي، وتعد المشاركة فيه مكسباً لأي فنان خاصة إذا كان العمل تحت قيادة مخرج واع ومثقف ولديه رؤية بصرية وإبداعية تسعى لتقديم عمل درامي بعيد عن الاستسهال كالمخرج رؤوف عبد العزيز الذي رغم كونها التجربة الأولى له أيضاً، لكنه جعل بيننا جواً من التفاهم والكيمياء غير طبيعي.وأي عناصر الشخصية شجعك على قبولها؟- الشخصية غير تقليدية وتحتاج إلى طاقة تمثيلية كبيرة جداً وأتمنى أن تنال إعجاب المتفرج.أنت أشهر صناع «الكاميرا الخفية»، ما رأيك في برامج المقالب التي تقدم في رمضان؟- لا أستطيع أن أطلق عليها «برامج مقالب» لكنها برامج رعب وبرامج مقززة للنفوس، إلى جانب كونها مهينة للفنان خاصة في ما يصدر منه من صراخ وشتائم، أغلبها مقصود لأن أغلب البرامج تصنع بعلم المشاركين فيها، وهذا شيء مهين جداً، فالمفترض أن الهدف من هذه النوعية من البرامج هو رسم البسمة على وجوه الجمهور.ما الذي جذبك للعودة للسينما بعد غياب 6 سنوات من خلال فيلم «الكهف» تحديداً؟- العديد من العوامل كانت تقف وراء تحمسي للمشاركة في فيلم «الكهف» يأتي في مقدمتها عوامل الشخصية نفسها التي أقدمها خلال الفيلم، وهي شخصية «الشيخ تقي التربي» الذي يعمل في النهار مؤذنا يصلي بالناس، ومتدين يعلم ابنه أصول الدين ويحفظه القرآن، وفي الليل يعمل «لص جثث» لكي يقوم ببيعها، وهذا التناقض في الشخصية كان عامل جذب قوياً لجعلي أتشجع للمشاركة في الفيلم، خاصة أن هذا الدور لم أقدمه نهائيا طوال مشواري الفني، هذا إلى جانب أن قصة الفيلم مميزة ومكتوب بشكل جذاب وموضوع العمل واقعي ويوجد في المجتمع المصري بشكل متعمق هذا إلى جانب أن الفيلم يحتوي على كوكبة كبيرة من النجوم منهم ماجد المصري ومحمود عبد المغني وروجينا ومي سليم ومحمد عادل وإيهاب فهمي إضافة إلى كل ذلك شركة «الريماس» التي عملت على توفير كل ما تطلبه العمل ليظهر للمشاهدين عبر شاشات السينما بالشكل الذي يليق بهم.ما الصعوبات التي واجهتك في تجسيد الشخصية؟- هذا الدور ليس عادياً، لكنه دور مركب يحتوي على العديد من التفاصيل والأحداث والتناقضات فيه بشكل كبير وكان لابد من إظهار كل التغيرات والتناقضات التي تحدث في الشخصية للمشاهدين وهنا تكمن صعوبة الشخصية، ولكن استعددت لها من خلال الخبرة بالحياة والمخزون الذي يوجد في الذاكرة بالإضافة إلى المذاكرة الشديدة للشخصية لتقديمها بشكل أكثر واقعية ومصداقية ودون مبالغة. ورغم أنني لم أشاهد تربي في الحقيقة سوى بالصدفة ولكن الشخصية نالت إعجاب الجميع من جمهور ونقاد.كيف كانت ردود الأفعال التي تلقيتها عن الفيلم بعد عرضه مؤخرا؟- ردود الأفعال فاقت كل توقعاتي، ولم أكن أتخيل أن يكون رد فعل الناس في الشارع المصري بهذا الشكل المبهر.ما أكثر المشاهد التي أحببتها ووجدت أنها علقت في أذهان المشاهدين من وجهة نظرك؟- مشهد لحظة وفاة ابني ودفنه، ومدى التعاطف الذي انتاب الجميع من هذا المشهد والإشادة الكبيرة التي تلقيتها عنه خاصة أن كل من شاهد الفيلم قالي لي «حرام عليك أبكيتنا بشكل غير طبيعي».لكن الملاحظ أن الفيلم لم يحقق إيرادات عالية؟- من الخطأ والصعب جداً أن تقارن بين فيلم معروض في دور العرض منذ ثلاثة أشهر، وفيلم معروض منذ ثلاثة أسابيع، بالتأكيد المعروض منذ ثلاثة أشهر لابد أن تكون إيراداته عشرة أضعاف بسبب الوقت، فضلا عن أن توقيت عرض «الكهف» جاء في وقت وجميع الأسر المصرية تستعد لامتحانات «الترم الثاني» من العام الدراسي، فالتوقيت مهم جداً، لكني كلي ثقة بأن الفيلم سيحقق مزيداً من النجاحات.منذ آخر أفلامك «إكس لارج» في 2011، ما سر غيابك عن السينما؟- السيناريو المميز والدور الجيد المختلف هما السبب في عدم حماسي للعودة للسينما وخلال هذه الفترة كان يتم عرض العديد من السيناريوهات الدرامية عليّ لكني لم أجد فيها ما يشجعني على العودة للسينما، سواء بعد فيلم «أولى ثانوي» فانتظرت 10 سنوات حتى وجدت فيلم «إكس لارج»، كما انتظرت 7 سنوات حتى وجدت «الكهف» فأنا دائما أدقق في كل تفاصيل العمل الذي يعرض عليّ ومدى الإضافة التي سوف يضيفها لي خلال مشواري الفني.أغلب الفنانين الكبار يكون لديهم قلق وخوف من العمل مع المخرجين الشباب. ألم ينتبك هذا الشعور مع المخرج أمير شوقي؟- رغم كونها التجربة الإخراجية الأولى له لكنه مخرج متمكن من أدواته بشكل كبير، هذا إلى جانب أنه مجتهد يبذل أقصى ما في وسعه لتقديم الممثل بشكل جديد أمام الجمهور، ويسعى دائما لإظهار طاقات إبداعية جديدة من الممثل وهذا ما ظهر جليا من خلال العمل، ليس معي فقط، بل كل فريق العمل.هل يضايقك القول إن فيلم «الكهف» أعاد اكتشاف إبراهيم نصر من جديد؟- نهائيا.. وكل عمل أقدمه لابد أن يمثل بالنسبة لي إعادة اكتشاف جديدة، وهذا الأمر حدث أيضاً حينما قدمت فيلم «إكس لارج».
مشاركة :