لبنان يودع سهيل بوجي «مهندس المخارج القانونية» وعون يمنحه وسام «الاستحقاق المذهب»

  • 5/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الحريري يضع على نعش الفقيد وسام الاستحقاق المذهب (دالاتي ونهرا) غيب الموت أمس، مهندس المخارج القانونية في مجلس الوزراء اللبناني الأمين العام السابق للمجلس القاضي محمد سهيل خضر بوجي، بعد صراع شجاع مع المرض. وصلي على جثمانه عصراً في مسجد الخاشقجي وودعه حضور رسمي وسياسي حاشد، وووري في مدافن الشهداء. ونعاه رئيس الحكومة سعد الحريري ورؤساء حكومات سابقين، فيما منحه رئيس الجمهورية ميشال عون وسام «الاستحقاق المذهب». ونعت رئاسة مجلس الوزراء الراحل، وقالت في نبذة عنه إنه من مواليد بيروت 1947، متزوج وله ابنة، حائز على إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية وعلى دبلوم الدراسات العليا في القانون العام من جامعة بواتييه – فرنسا ودكتوراه دولة في القانون العام من جامعة باريس. وتولى الأمانة العامة لمجلس الوزراء من عام 2000 حتى 2015 وعمل مستشاراً قانونياً لرئاسة مجلس الوزراء ومستشاراً لدى مجلس شورى الدولة. وعمل أستاذاً في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية وفي معهد العلوم في الجامعة اللبنانية وفي معهد الدروس القضائية وفي كلية القيادة والأركان، كما شغل منصب مفوض الحكومة لدى صندوق تعاضد القضاة الشرعيين. وكان رئيساً ومقرراً وعضواً في لجان وزارية وإدارية ومختصة عدة. وتقبل التعازي بالفقيد اليوم وغداً من الثانية عشرة ظهراً حتى السادسة مساء، في قاعة مسجد محمد الأمين في بيروت. وقرر عون منح الراحل بوجي وسام الاستحقاق اللبناني المذهب «تقديراً لعطاءاته الإدارية والقضائية والاجتماعية»، ومثله في مراسم التشييع الرئيس الحريري، الذي نعى الراحل قائلاً: «رجل من أوفى الرجال، تنطوي معه تجربة من أغنى التجارب الإدارية والقانونية في تاريخ رئاسة مجلس الوزراء. لم يكن مجرد أمين عام لمجلس الوزراء على مدى أعوام، بل جعل من هذا الموقع، أمانة عامة للدولة التي كرس لها جهده وفكره وحياته، وأغناها بكفاءته وتجربته المميزة في السلكين القضائي والإداري». وأضاف: «رافق الراحل الكبير، العديد من رجال الدولة ورؤساء الحكومات، وكانت لمسيرته مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حضوراً استثنائياً تشهد له أروقة العمل التشريعي والإداري في القصر الجمهوري والمجلس النيابي والسراي الحكومي، بمثل ما يشهد له تفانيه في العمل حتى الأشهر الأخيرة من حياته، ومواكبته لكل ما يضيف لعمل رئاسة الحكومة ويحصن مكانتها ودورها وسلامة إدارتها». واعتبر الحريري رحيله بمثابة «خسارة شخصية لي، فهو يغادر جزءاً من حياتنا وتجربتنا وبيوتنا وعملنا الوطني والسياسي، وكان صاحب الرأي السديد وملجأنا للشورى في القضايا القانونية المعقدة». واعتبر الرئيس فؤاد السنيورة أن «الدولة ورئاسة مجلس الوزراء خسرتا شخصية متميزة في كفاءتها وعلمها وأخلاقها ومعرفتها العميقة بالقانون، وبالتزامها ودفاعها عن القيم الوطنية الأصيلة والحريصة على سلامة ورصانة عمل الدولة والحفاظ على هيبتها وتعزيز الثقة فيها». وقال عن الراحل: «كان متوقد الذكاء وشعلة نشاط ومعرفة وخبرة، شكل مرجعية قانونية وإدارية عرفت بالأداء المتميز الحريص على تطبيق القانون وحماية الدولة وتأكيد سيادتها الكاملة على أرضها ومؤسساتها. لطالما كان الحريص على احترام منطق الدولة والقانون والنظام لا بد وأن تشكل في المستقبل حافزاً للإداريين الكبار من أجل متابعتها والاستمرار في العمل لحماية لبنان وتطوير إدارات ومؤسسات دولته والحفاظ على عيشه المشترك». ونوه «بدوره الطليعي في الحرص على الالتزام بأحكام الدستور واتفاق الطائف واحترام القانون والحرص على الالتزام بتطبيقه». وقال الرئيس نجيب ميقاتي: «خسر لبنان شخصية وطنية يشهد له الجميع بخبراته المتعددة وغنى اطلاعه في شؤون الإدارة والقوانين، وحمله الدائم لواء الدفاع عن الدولة وقوانينها وصون مؤسساتها، فأضفى على سلك القضاء ومن بعده الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بصمة مميزة. وفي أصعب الظروف التي تعاونا فيها كان خير سند وعضد، بعيداً من أي اصطفاف أو انقسام، فأطلقت عليه في حينها وصف ذاكرة الجمهورية». وقال الرئيس تمام سلام: «رحل حافظ أختام السلطة التنفيذية، وخسر لبنان شخصية وطنية فذة، نذرت نفسها لخدمة الدولة وصون دستورها والتزام قوانينها، انطلاقاً من احترام كبير لمفهوم الوظيفة العامة ولدور المؤسسات، وإدراك عميق لمعنى الكيان اللبناني وطبيعته ودقة توازناته. وخسر لبنان صاحب الكفاءة النادرة الذي شكل عقل الإدارة الحكومية وذاكرتها ولولب العمل الحكومي في مختلف العهود». وأضاف: «تشهد له جلسات مجلس الوزراء التي طالما أسهم خلالها في تصويب النقاش واجتراح المخارج القانونية للمشكلات الشائكة. كان الحارس الأمين لمقام رئاسة الوزراء وخير معين لكل من تولاها، يضع بين يديه خلاصة معارفه وتجاربه، ولا يبخل بآراء ونصائح منطلقها الأول والأخير الحرص على تسيير عجلة الدولة ضمن الأصول وخدمة الصالح الوطني العام». ورأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إن لبنان «خسر شخصية فذة أثرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والقضاء بالكثير من الاجتهادات والآراء على مدى عقود من عطاءاته الفكرية والتنظيمية والقضائية. فكان نعم القاضي العادل ونعم رجل العلم والخلق والإدارة والتعليم، وبرحيله فقد لبنان واللبنانيون قاضياً كبيراً وفقيهاً بارعاً، وإنساناً كانت صفاته أخلاق الإسلام في كل حياته ومع الناس».

مشاركة :