تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة نشر كنوز معرفية كاد يطويها النسيان، وذلك من خلال سلسلة "ذاكرة الكتابة" التي يشرف عليه الدكتور أحمد زكريا الشلق، ويعتبر كتاب "أدب المقالة الصحفية" للدكتور عبداللطيف حمزة أحدث إصداراتها.وهذا الكتاب سبق أن صدر الجزء الأول منه في عام 1958، بينما صدر الجزء الثاني في عام 1965..تناول الأول في أربعة فصول نشأة الرأي العام في مصر، ثم نشأة الصحافة فيها، ثم الحركة الفكرية المصرية منذ بداية القرن التاسع عشر، ثم تطور الأساليب الكتابية العربية.واتخذ الدكتور عبداللطيف حمزة من تلك الفصول تمهيدا للحديث عن المدرسة الصحفية الأولى في مصر وعلى رأسها رفاعة الطهطاوي، وهو ما يشير إليه في مقدمته للجزء الثاني من الكتاب، موضحا أن البحث أفضى به إلى أن تلك المدرسة الصحفية في مصر كان قصارها أن حاولت إنشاء ما يسمى بالمقال الصحفي.ويرى الدكتور عبداللطيف حمزة وهو من رواد تدريس الصحافة في مصر والعالم العربي، أن تلك المدرسة الصحفية كانت مقيدة في هذه المحاولة بقيود كثيرة، كان معظمها نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية والفكرية التي اكتنفت رجال تلك المدرسة.أما من حيث الأسلوب ، فيقول الدكتور عبداللطيف حمزة ، فقد كان رجال تلك المدرسة مقيدين بقيود الماضي القريب، حين كان النثر العربي يميل إلى السجع وغيره من ألوان البديع، التي فتن بها أدباء العربية منذ القرن الرابع الهجري.. حتى جاء الوقت الذي سئموا فيه السجع وزهدوا فيه البديع وكان ذلك إيذانا بمجيء المدرسة الصحفية الثانية، وهي المدرسة التي نعمت بقسط من الحرية في الموضوع ومن الحرية في الأسلوب.وركز المؤلف الجزء الثاني للحديث عن ثلاثة من فرسان أدب المقال الصحفي، هم: أديب إسحاق، ومحمد عبده وعبدالله النديم، باعتبارهم زعماء المدرسة الأولى.
مشاركة :