دارت في سفحه أحداث معركة أحد بعد مهاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنوات، تلك الملحمة التاريخية التي أبلى فيها الرعيل الأول دفاعا عن حياض الدين وحوزته، ليسطروا أمجادا وبطولات لن ينساها الزمان، كتبتها دماؤهم الزكية بعد أن ارتقى سبعين صحابيا إلى السماء من ميدان المعركة. الجبل الشامخ الأشم ظل يبادل المحبين المشاعر على مدى 14 قرنا، بعد أن طوقه النبي الأعظم بإكليل مقدس فوصفه "جبل يحبنا ونحبه" لتتجاوز معجزته وهو جماد، حدود الكلام لتشمل الإحساس والعاطفة والاشتياق، ويعزز ذلك احتماؤه عليه السلام، وخلفاؤه الثلاث بالشق، عندما اهتز الجبل ورجف ثم يذعن للنبي الأعظم "اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان". يطل الجبل المتفرد من الجهة الشمالية كمانع طبيعي على شكل سلسلة من الشرق إلى الغرب مع ميل نحو الشمال بطول 7 كيلومترات وعرض 2 - 3 كيلومترات وارتفاع يصل إلى 350 مترا ويبعد عن المسجد النبوي الشريف 5 كيلومترات تقريبا. وتتوالى اليوم أعمال التطوير للميدان الشهير والدور المتاخمة له بتوجيه وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، الذي يدفع باتجاه إحداث نقلة نوعية ذات بصمة إنسانية لتحسين المواقع الحيوية في طيبة الطيبة الزاخرة بإرث تاريخي وثقافي عظيم. يغلب على صخور الجبل الجرانيت الأحمر
مشاركة :