أين مسلسل «طماشة» وتحديداً الجزء السابع منه، الذي كان يُفترض أن يكون حاضراً هذا العام، كإحدى الوجبات الكوميدية الخفيفة التي اعتادها عشاق الدراما الإماراتية، خلال الشهر الفضيل؟ سؤال دار في أذهان مشاهدين بحثوا عن المسلسل في توقيته المعتاد عقب الإفطار، وتواصلت «الإمارات اليوم» مع أسرة العمل، من أجل الوصول إلى إجابة، وتفسير لحالة الغياب التي فوجئ بها كثيرون. رئيس مجلس إدارة شركة «ظبيان» للإنتاج الفني، التي اعتادت تنفيذ إنتاج العمل منذ انطلاقته قبل نحو ثماني سنوات، الفنان سلطان النيادي، أكد أن المسلسل، الذي بدا بالنسبة للبعض وكأنه سقط سهواً من قائمة المعروض الرمضاني، غير موجود بالفعل على أي شاشة محلية، مضيفاً: «لم يتسن إنتاج الجزء السابع من المسلسل هذا العام». وأكد النيادي لـ«الإمارات اليوم»، أن «ظبيان» تعمّدت عدم إنتاج «طماشة» هذا العام، لأسباب عدة، في مقدمتها، أن الأجواء الساخرة لبيئة «طماشة»، التي امتازت بالنقد الإيجابي، ستبدو مقحمة وغير منسجمة مع نبرة إيجابية تسود مختلف القطاعات. ليس «حاير طاير» النيادي: ثوب جديد لطماشة أكد المنتج المنفذ لمسلسل «طماشة»، الفنان سلطان النيادي، أن واقع الحال في الإمارات، هو ما دفعه لاتخاذ قرار عدم تصوير الجزء السابع من مسلسل «طماشة» هذا العام. وأضاف: «طبيعة المسلسل، ذات طابع نقدي ساخر، وهي مادة أصبحت مجافية للواقع الذي تُجمله إنجازات في شتى المجالات، لا يمكن القفز عليها، وتغافلها درامياً، بأعمال تجافي الواقع». وأشار إلى أن «طماشة 7» سيطل بثوب جديد لمشاهديه الموسم المقبل، لكنه تحفظ عن ذكر هوية القناة التي بادرت باستقطاب عرض المسلسل، بشكل مبكر. وأكد أن المسلسل الأطول في مسيرة الدراما الإماراتية، لن يلقى مصير نظيره متعدد الأجزاء «حاير طاير»، الذي توقف قبل أن يصور الجزء السادس منه، مضيفاً: «حتى الآن (طماشة) تجاوز من حيث عدد الأجزاء مسلسل (حاير طاير)، وسيذهب بكل تأكيد إلى آفاق أبعد في هذا الإطار». وكشف النيادي عن أن هناك اتفاقاً مبدئياً بالفعل مع أحد التلفزيونات، التي فضل عدم الكشف عن هويتها الآن، من أجل نيل حقوق عرض «طماشة 7»، في الموسم المقبل. وقال: «ما أستطيع أن أؤكد عليه بالنسبة لجمهور وعشاق هذا العمل الكوميدي المهم، أن المسلسل توقف ولم يلغ، وسيعود في الوقت المناسب بصيغة جديدة ومتطورة». مربط الفرس بطل «طماشة» في مختلف أجزائها الفنان جابر نغموش، من جانبه، لم يخف غصته، بسبب غياب «طماشة» هذا العام، لكنه أبدى اقتناعه بفكرة التوقف المؤقت للمسلسل، مضيفاً: «اعتاد البعض أن يسمي ذلك بـ(استراحة المحارب)، أو ما شابه ذلك، لكني شخصياً لا أميل إلى صبغ الواقع بعبارات مبهمة، ومقتنع تماماً بأن الجمهور الذي يتابعك، من حقه أن يعرف الحقيقة بوضوح». وأكد نغموش أن صيغة «طماشة» التي عرفها المشاهدون، بالفعل أفرزت صعوبة كبيرة في إيجاد النص الموائم، لواقع الحال. وقال: «لم يكن هناك قرار بإيقاف (طماشة) هذا العام، لكن صعوبة التخلي عن خطها الذي عُرفت به، أفرز صعوبة أخرى في إيجاد النص الملائم، وكعادة الأعمال متعددة الأجزاء، يبقى النص دائماً هو مربط الفرس في المحافظة على إطلالتها السنوية». رغم ذلك أكد نغموش أنه يفضل دائماً في أعماله التحرر من فكرة التوالي السنوي للأعمال. وتابع: «تنسج الأعمال متعددة الأجزاء حالة خاصة مع المشاهدين، الذين ينتظرونها كل عام، لدرجة أنها تصبح مرتبطة لديهم بالطقس الرمضاني، لكن هذا الاعتياد، وتلك الثقة، يحتمان على أسرة العمل مزيداً من الحرص على أن تكون الطلة في كل مرة ليست لمجرد إثبات الوجود والحضور السنوي، بقدر ما تلبي توقعات هؤلاء المشاهدين، بل وتفاجئهم بالجديد والمدهش». نغموش .. محارب لا يستريح رفض الفنان جابر نغموش، المقولات الجاهزة التي تُلصق ببعض الأعمال، أو حتى النجوم، وقت توقفهم، مضيفاً: «لا يمكن وصف التوقف المؤقت لمسلسل طماشة» باستراحة محارب. فالبعض يحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، فنحن نقدم دراما وفناً وليس شيئاً آخر، كما أن المحارب صاحب الرسالة لا يستريح». وكشف أن ما يقف وراء غياب «طماشة» هذا العام، بشكل رئيس، عدم توافر «النص المناسب» لتصور الجزء السابع، الذي تحرر من ملامح الأجزاء السابقة. رغم ذلك وعد نغموش بعودة المسلسل متعدد الأجزاء بقوة، مؤيداً ما ذهب إليه النيادي بأن «طماشة» لا يزال أمامه الكثير في مرحلته المقبلة.