عيسى عباس:للمرة الأولى منذ سنوات، خرج فريق الأهلي لكرة اليد خالي الوفاض من منافسات الموسم الرياضي المنصرم قبل أسابيع، حيث لم تنجح كتيبة النسور في تحقيق أي من الألقاب المحلية الثلاثة التي نافس عليها وسعى إلى تحقيق أي منها، حيث كانت البداية بخسارة السوبر البحريني أمام غريمه التقليدي النجمة، ومن ثم اكتفى بالمركز الثالث في مسابقة الدوري بعد خسارته في نصف النهائي من النجمة أيضا، وهو ذات المحصلة التي انتهى عليها مشوار الفريق في مسابقة الكأس، ليخرج الأهلي من موسمه دون ألقاب تذكر في سابقة لم يعتد عليها الأهلاوي نهائيا بعد أن كان فريق كرة اليد بطلا لإحدى المسابقتين في كل موسم.الأهلي قدم في هذا الموسم نفسه بصورة مختلفة عن المواسم السابقة، ولعل ذلك نتيجة خروج مجموعة من العناصر الرئيسية فيالفريق بالإضافة إلى التغيرات التي طرأت قبل انطلاقة الموسم، وهو ما جعل من الأهلي فريقا مختلفا بأسلوبه الدفاعي والهجومي، في ظل مشاركة مجموعة من اللاعبين الشبان ضمن صفوف الفريق في مشهد لم يكن مألوفا في كتيبة الأهلي التي كانت مدججة بالنجوم.فعلى الرغم من الخروج من الموسم دون ألقاب، إلا أن الأهلي نجح في اكتشاف بعض العناصر الشابة القادرة على أخذ المسؤولية في المستقبل وقيادة الأهلي إلى منصات التتويج مرة أخرى، ولعل هذا الأمر يقلل من حدة عدم تحقيق الفريق للألقاب، كما يحسب لمدرب الأهلي الجزائري رشيد شريح تعامله الاحترافي مع ظروف الفريق منذ بداية الموسم وحتى آخر مباراة في نصف نهائي الكأس أمام النجمة، حيث تمكن شريح من اخراج أفضل توليفة بين اللاعبين بدمج عناصر الخبرة مع الشباب، بالإضافة إلى إعادة الثنائي علي حسين وحسن السماهيجي إلى الواجهة مرة أخرى ببروز مستواهما الفني، الأمر الذي كان نتيجته عودة الثنائي للمنتخب الوطني في قائمته الأولية.الآن وبعد انتهاء الموسم دخل الأهلي في المرحلة الأهم لاختيار الطريق والمنهاج الذي سيعتمد عليه من أجل العودة لمنصات التتويج مرة أخرى، فما بدأ في الانتشار خلال الأسابيع القليلة الماضية أن الأهلي بدأ فعليا في التخطيط للموسم الرياضي القادم بطموح إبرام العديد من الصفقات الكبيرة ورد الدين العام الماضي الذي خسر فيه مجموعة من لاعبيه البارزين، حيث سيكون الأهلي وسط نار الصفقات الكبيرة التي دائما ما تكون صعبة وقليلة قياسا بعدد اللاعبين البارزين في الساحة المحلية، ومدى إمكانية التعاقد معهم.وتشير التوقعات إلى أن الأهلي حدد أهدافه في الصيف على مستوى اللاعبين الكبار الذين يرغب في التعاقد معهم، وذلك في دعم مجلس الإدارة إلى جهاز كرة اليد برئاسة عبدالله رحمة لتحقيق تطلعات الأهلاوية واستعادة الألقاب التي خسرها الفريق.في الجهة المقابلة لايزال الكثيرون من النادي يؤمنون بقدرة الأهلي على بناء فريق جديد من اللاعبين الشبان يستعيدون من خلاله هيبة ومكانة الأهلي بتحقيق الألقاب المحلية والصعود على منصات التتويج بنهاية الموسم، وهو ما وضح في بطولة الكأس التي شارك فيها أكثر من 3 لاعبين من فئة الشباب أمام بطل الكأس فريق النجمة في نصف النهائي، الأمر الذي يؤكد امتلاك الأهلي لمجموعة من العناصر الشابة القادرة على قيادة الفريق في السنوات القادمة.فبين سندان الصفقات الكبيرة وبناء فريق جديد سيعيش الأهلي صيفا دراماتيكيا يهدف من خلاله إلى إعادة ترتيب الأوراق وتحديد الأهداف في الموسم القادم الذي يأمل أن يكون الانطلاقة الجديدة لعهد جديد من الأهلي في تحقيق الألقاب.المحافظة على اللاعبينوبعيدا عن الصفقات وبناء الفريق الجديد، سيكون الأهلي مطالبا بالمحافظة على لاعبيه الذي مثلوا الفريق في الموسم الماضي، فخسارة أي من اللاعبين تعني زيادة المشكلة بالنسبة للفريق، الأمر الذي سيزيد من صعوبات فترة الانتقالات الصيفية على جهاز اللعبة، فالعقود الموسمية التي أبرمتها الإدارة مع اللاعبين انتهت بنهاية الموسم، ما يجعل اللاعبين أمام خيار التجديد للأهلي أو البحث عن تجربة.الاستمرار على المدرسة الجزائريةالاستمرار على المدرسة الجزائرية في الموسم القادم هو الاتجاه الذي يسلكه جهاز اللعبة، وذلك عائد إلى النقلة النوعية التي أوجدها المدرب رشيد شريح وتقديمه إلى فريق قوي رغم الظروف التي مر بها، فمن يتذكر الأهلي في نهائي السوبر والمباريات القوية أمام الفرق المنافسة سيعرف حجم العمل الذي قام به شريح مع الأهلي وأنه كان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نهائي الدوري أو الكأس، إلا أن الظروف لم تخدمه خصوصا بالإصابات التي أثقلت كاهل الفريق في الوقت الحاسم من الموسم.الأهلي كان يسعى إلى التجديد مع شريح، إلا أن الأخير ويمتلك مجموعة من العروض الخليجية التي على ما يبدو اختار من بينها الفريق الذي سيقوده في الموسم القادم، الأمر الذي جعل الأهلي يقرر الاستمرار على المدرسة الجزائرية القادرة على إعادة الألقاب الفريق في أسرع وقت.
مشاركة :