في إنجاز علمي جديد على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي، شاركت السعودية والصين، في رحلة لاستكشاف الجانب غير المرئي للقمر عن قرب، في إطار اهتمامها المتنامي باستكشاف الفضاء.ويأتي هذا التعاون بين الرياض وبكين، ترجمة لمذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين العام الماضي، والتي أسست للتعاون مع وكالة الفضاء الصينية لاستكشاف القمر.وتمثلت مشاركة السعودية ضمن بعثة الفضاء الصينية، ببناء وتطوير حمولة لأنظمة استشعار الفضاء بهدف التقاط صورٍ ضوئية للقمر، تم إنجازها في وقت قياسي لم يتجاوز 12 شهراً خاض خلالها فريق الباحثين السعودي العديد من التحديات، أبرزها ضرورة تصنيع حمولة مدمجة بقدرات عالية بحجم أقل من 10.5 سم مكعب وبوزن لا يتجاوز 630 غراماً على القمر الصيني.وتهدف المهمة المشتركة بين السعودية والصين، إلى دراسة القمر واستكشاف طبيعة الجانب الغير مرئي منه، وذلك بتوفير البيانات العلمية للباحثين والمختصين بأبحاث الفضاء وعلومه.وقال الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إن مشاركة السعودية في هذا الحدث الكبير ستدعم الجهود السعودية في تطوير تقنيات الأقمار الصناعية والاستفادة منها في مختلف مجالات الاستطلاع والاستشعار عن بعد والاتصالات الفضائية، فضلاً عن المضي قدماً في مسيرة التطور للحاق بالسباق الدولي في هذا المجال.وأوضح رئيس المدينة أن الحمولة تتكون من وحدات تصوير، ومعالجة بيانات، والوسيط بين أنظمة القمر الصناعي ونظام الحمولة، مشيراً إلى أنها تتميز بخفة وزنها وقدرتها على تحمل بيئة الفضاء، وتصوير القمر بزوايا وارتفاعات مختلفة بدقة تباين تتفاوت وفق تغير المدار القمري من 38 متراً إلى 88 متراً عند الارتفاعات بين 300 كلم و9000 كلم وتخزينها ومعالجتها. ولفت إلى أن المدينة نجحت في تطوير تلك الأنظمة عبر فريق عمل متخصص يضم نخبة من المهندسين والباحثين السعوديين ساهموا في تصميم نظام حمولة التصوير القمري وتصنيعه في معامل المدينة.وأشار الأمير تركي بن سعود إلى أن المدينة تعمل بشكل منهجي وفق إطار المنظومة الوطنية للعلوم والتقنية للوصول إلى أحدث التقنيات في مجالات العلوم المختلفة ومنها مجال الفضاء السعودي الذي يشمل الأقمار الصناعية وتطبيقاتها واستكشاف الفضاء، وإقامة برنامج فضائي متطور يواكب {رؤية المملكة 2030} الطموحة.
مشاركة :