استفزازات البوليساريو تنذر بعودة التوتر إلى الصحراء

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط – تهدد الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليساريو الانفصالية في المنطقة العازلة، بعودة التوتر إلى الصحراء المغربية. وأثارت تحركات الجبهة الانفصالية في منطقة تيفاريتي الواقعة ضمن المنطقة العازلة منزوعة السلاح، حفيظة المغرب الذي طالب بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” بالتصدي “للخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار من طرف البوليساريو”. واتهم بيان صادر عن الخارجية ليل السبت / الأحد البوليساريو بتحدي سلطة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، جراء “الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار”. وأدانت المملكة المغربية “الممارسات الاستفزازية الأخيرة التي تقوم بها البوليساريو ببلدة تيفاريتي، شرق المنظومة الدفاعية (المنطقة العازلة) لإقليم الصحراء”. وبحسب البيان فقد “راسل المغرب رسميا، بهذا الشأن، مجلس الأمن الدولي وأعضاء المجلس، والأمين العام أنطونيو غوتيريس والمينورسو، وطلب منهم تحمل مسؤولياتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غير المقبولة”. وجاء موقف المغرب عقب قيام البوليساريو بإنزال آليات حربية ثقيلة في المنطقة تحضيرا لمناورات في تيفاريتي، بمشاركة خبراء من الجيش الجزائري. وذكرت تقارير إعلامية مغربية أن البوليساريو قررت إحياء ما يسمى بـ”الذكرى الـ45 لاندلاع الكفاح”، بمنطقة تيفاريتي، التي تعتبرها “محررة” في تحدّ صارخ للمغرب الذي أكد أن “تحركات التنظيم الانفصالي في المنطقة العازلة تسعى لتغير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لها، ويمكن أن تدفع المنطقة إلى المجهول”. وقال المحلل السياسي المغربي محمد الزهراوي لـ”العرب” إن البوليساريو تهدف إلى ترميم صورتها التي اهتزت في المخيمات من خلال الاحتفال في هذه المنطقة ومحاولة تجسيد السيادة على هذه الأراضي وفرض الأمر الواقع وتحدي قرارات مجلس الأمن. وكان مجلس الأمن الدولي أعرب نهاية الشهر الماضي عن قلقه بشأن تواجد عناصر البوليساريو في منطقة الكركرات، وأمرها بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة على الفور. وجاء في قرار مجلس الأمن رقم 2414، الذي مدد مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2018، أن المجلس “يعرب عن قلقه لتواجد جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات ويدعو إلى انسحابها الفوري من هذه المنطقة”. محمد الزهراوي: قضية الصحراء دخلت منعطفا جديدا يستوجب إعادة النظر في معالجته محمد الزهراوي: قضية الصحراء دخلت منعطفا جديدا يستوجب إعادة النظر في معالجته وكان المغرب هدد في أكثر من مناسبة بالرد بقوة في صورة ما لم يضع المجتمع الدولي حدا لهذه الاستفزازات. واعتبر المغرب في بيانه الأخير أن الجزائر والبوليساريو اختارتا الهروب إلى الأمام ومنطق الإفساد، عبر مضاعفة التحركات الخطيرة وغير المسؤولة، بعد أن وضعهما القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، في مأزق، وأصبحتا في وضع حرج عقب تأكيد الروابط مع المجموعة الإرهابية لحزب الله. وتزايد التوتر إثر اتهام المغرب إيران بأنها ساعدت عسكريا البوليساريو عبر حليفها حزب الله اللبناني بدعم من الجزائر وذلك قبل قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران مطلع مايو. ويرى محمد الزهراوي أن الجزائر والبوليساريو تحاولان توظيف التعقيدات الدولية الراهنة التي تتسم بالاستقطاب الحاد بين القوى العظمى، لإيجاد غطاء يتماهى مع رواسب الحرب الباردة بهدف الحصول على دعم بعض القوى الكبرى مثل روسيا والصين. واعتبر الزهراوي أن قضية الصحراء دخلت منعطفا جديدا يستوجب إعادة النظر في طريقة التدبير والمعالجة، خاصة أن خصوم المغرب سيحاولون في المحطات المقبلة أن يفتحوا جبهات جديدة أكثر خطورة واستفزازا من السابق. ورجح الزهراوي أن تتوزع هذه المناورات والتكتيكات بين ما هو ميداني وعسكري من خلال السعي إلى تغيير معالم المنطقة العازلة، ومحاولة جر المملكة إلى المواجهة. وإزاء هذه التطورات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، كلا من المغرب وجبهة البوليساريو إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا للوضع القائم في إقليم الصحراء”. وذكر غوتيريس بقرار مجلس الأمن الأخير قائلا “وفقا لقرار مجلس الأمن 2414 وللمحافظة على بيئة مؤاتية لاستئناف الحوار تحت رعاية المبعوث الشخصي هورست كولر، يدعو الأمين العام الطرفين إلى أقصى درجات ضبط النفس وإلى عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا للوضع القائم”. وقال الباحث في العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض لـ”العرب” إن بيان غوتيريس يحمل البوليساريو المسؤولية ضمنيا عن أي انفلات قد يقع في المنطقة، مما يعطي الشرعية والغطاء الدولي للمغرب للتدخل بكافة الوسائل لمنعها من الإقدام على تغيير معالم المنطقة.

مشاركة :