قضت محكمة في نيودلهي بسجن الديبلوماسية الهندية مادوري غوبتا 3 سنوات، بعد توقيفها عام 2010 واتهامها بتزويد أجهزة الاستخبارات الباكستانية معلومات سرية. وأعلن القضاء ان غوبتا مُتهمة بـ «التجسس وإرسال معلومات بطريقة سرية» لباكستان، عندما كانت سكرتيرة ثانية في السفارة الهندية في إسلام آباد. وخلصت المحكمة الى ان غوبتا أساءت الى صورة الهند وهددت أمنها، وقضت بفرض أقصى عقوبة عليها. ونقلت وكالة الأنباء الهندية عن المحكمة ان المعلومات «التي سرّبتها المتهمة حساسة جداً وكان يمكن أن تكون مفيدة للدول الأعداء، نظراً الى أهميتها»، معتبرة انها «لا تستحق أي تساهل». ورفضت غوبتا (61 سنة) بشدة الاتهامات الموجّهة إليها، مؤكدة ان مسؤولين في السفارة لم تكن على علاقة جيدة بهم، ورّطوها بالأمر. وستستأنف الحكم، علماً أنها قضت نحو سنتين في السجن، قبل إطلاقها بكفالة. وقال محاميها: «كان يُفترض أن يُفرج عنها، نظراً الى المدة التي قضتها في السجن». وافادت وكالة «تراست أوف إينديا»، بأن غوبتا كانت ستُسجن لمدة أطول، لكن المعلومات التي سرّبتها لم تكن عسكرية. وتتبادل الهند وباكستان في انتظام اتهامات بالتجسس، تبلغ أحياناً طرداً متبادلاً لديبلوماسيين. إلى ذلك، دانت منظمة «مراسلون بلا حدود» عرقلة السلطات الباكستانية توزيع «داون»، أقدم صحيفة في البلاد، بعدما نشرت مقابلة مع رئيس الوزراء السابق نواز شريف رجّح خلالها تورط مسلحين من باكستان بهجمات مومباي التي أوقعت 166 قتيلاً عام 2008، مثيراً عاصفة انتقادات في بلاده والهند. وذكرت المنظمة أن توزيع الصحيفة الصادرة بالإنكليزية مُنع في غالبية أرجاء البلاد، مضيفة أن مجلس الصحافة أبلغ ناشري الصحيفة أنهم خرقوا ميثاق الشرف، بنشرهم محتوى «ينطوي على إهانة لباكستان أو شعبها، أو يشكّل زعزعةً لسيادتها ونزاهتها بوصفها دولة مستقلة». ولفتت إلى أن «المنع غير المبرر لتوزيع إحدى الصحف المستقلة الرئيسة، أظهر مرة أخرى أن الجيش مصمم على إبقاء قبضته على الوصول إلى الأخبار والمعلومات في باكستان». وتابعت: «واضح أن القيادة العليا للجيش لا تريد السماح بحوار ديموقراطي، في الأشهر التي تسبق الانتخابات العامة». ودعت السلطات إلى «وقف التدخل في عمل الإعلام المستقل وإعادة توزيع صحيفة داون في باكستان». ومنذ إقالته من منصبه الصيف الماضي، يعتبر شريف وأنصاره أنهم ضحية مؤامرة حاكها الجيش والقضاء، لإقصاء حزبه. واقترب مما يُعتبر خطاً أحمر في باكستان، بانتقاده الجيش، خصوصاً الإشارة الى استخدامه «وكلاء» في النزاع مع الهند.
مشاركة :