برنارد لويس.. وفاة مهندس الشرق الأوسط الجديد

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن شخصية عابرة ولا مؤرخا تاريخيا عاديا، بل كان مهندسًا يدرس المجتمعات جيدًا ولم يكن عبثًا إتقانه 10 لغات قراءة وكتابة ونطقًا ليغوص في الأعماق ويسبر النفوس؛ فيكتشف خفاياها وأسرارها وميولها وتوجهاتها وأفكارها. نعم لم يكن برنارد لويس أي شخصٍ ولا أي إنسان وليس هذا مدحًا فيه وإنما الحقيقة التي أوجعت الشرق الأوسط كثيرًا والسحر الذي فتك بدوله واحدة تلو الأخرى والسياسة التي مزّقته وفتّته، فاستغل النزعات العرقية والطائفية أحسن استغلال ليضربها في بعضها ويخرج منها بالذي يريد، شرق أوسط جديد ! تنعى الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، أحد أبرز مفكريها ومؤرخيها الذي رسم لها سياساتها في الشرق الأوسط وسارت عليه من دون ريب، وهو ما بات واضحًا فيما أطلق عليه الربيع العربي والصراعات الدموية المستمرة على إثره. ورحل برنارد لويس عن 101 أعوام، تاركًا خلفه مجموعة من الوصايا والآراء المتعلقة بالشرق الأوسط والتي تمثل الوجه الخفي للسياسة الأمريكية الظاهرة، أبرزها “على أمريكا أن تكون أكثر تطرفًا وقسوة في المنطقة أو عليها الرحيل”. أما عن حياته، فهو من مواليد مدينة لندن من عائلة يهودية، درس في الجامعات البريطانية والفرنسية قبل يتخصص في الدراسات الإسلامية عام 1938، ويعمل خلال الحرب العالمية الثانية ضمن فرق الاستخبارات البريطانية في الشرق الأوسط وهي الفترة التي تعلم فيها أن استرضاء الطغاة كارثة. ومن نظرياته في الشرق الأوسط، زرع الديمقراطية في الدول الفاشلة من أجل محاربة الإرهاب، علمًا بأنه يجيد بطلاقة اللغات العربية والفارسية والتركية والفرنسية والألمانية. وأصدر لويس، 11 جزءا في كامبريدج عن تاريخ الإسلام، وهو صاحب خطة لويس لإعادة تشكيل الشرق الأوسط ورسم حدود جديدة له، قائمة على العرقيات الدينية والقوميات، ومن ضمنها تفتيت الدول العربية وفي مقدمتها مصر على سبيل المثال إلى ثلاثة دول، واحدة للمسلمين وأخرى للمسيحيين والثالثة للنوبيين. وكذلك سوريا والعراق وغيرها من الدول والتي تناولها في عدد من كتبه، وأبرزها مستقبل الشرق الأوسط وتعدد الهويات في الشرق الأوسط وظهور تركيا الحديثة وتشكيل الشرق الأوسط الحديث.

مشاركة :