طورت شركة إنفيديا Nvidia طريقة لتدريب الروبوتات لتنفيذ الإجراءات من خلال ملاحظة النشاط البشري لأول مرة ومشاهدة كيفية قيام شخص آخر ذو خبرة أكبر بأداء مهمة ثم محاولة تكرارها، حيث تعلمت الروبوتات التقاط ونقل الصناديق الملونة والألعاب ضمن بيئة المختبر باستخدام روبوت باكستر Baxter. وتخطط الشركة لاستخدام الدروس المستفادة من مثل هذه البحوث لإعادة تدريب الروبوتات وإنشاء روبوتات قادرة على العمل بأمان جنبًا إلى جنب مع العنصر البشري في المعامل والمصانع والمنازل، وهو ما يثبت أن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي قد قطعت شوطًا كبيرًا في التطوير، وأنها في طريقها إلى المنتجات التقنية. وقال ستان بيرشفيلد Stan Birchfield، الباحث الرئيسي في إنفيديا: “في بيئة التصنيع، فإن الروبوتات تعد جيدة في تنفيذ نفس المسار مرارًا وتكرارًا، ولكنها لا تتكيف مع التغيرات في البيئة، ولا تتعلم مهامها، ومن أجل إعادة توظيف روبوت للقيام بمهمة جديدة، ينبغي جلب خبير لإعادة برمجة الروبوت عند مستوى منخفض إلى حد ما، وهي عملية مكلفة، ونحن نسعى إلى تسهيل الأمر على المستخدم غير الخبير لتعليم الروبوت مهمة جديدة من خلال تعليمه ما يجب فعله”. ويتضمن النظام سلسلة من الشبكات العصبونية العميقة التي تحاول تنفيذ مهام الإدارك والتخطيط والتحكم، ويتم تدريب هذه الشبكات بالكامل على البيانات الاصطناعية، حيث يستغرق هذا التدريب ساعات بدلًا من سنوات، وقد تمت مشاركة النتائج في المؤتمر الدولي للروبوتات والأتمتة ICRA، الذي يعقد هذا الأسبوع بمدينة بريسبان في أستراليا. ويجب أن يكون بمقدور هذه الروبوتات التعرف على الأشخاص، ورؤية ما يريد الشخص القيام به، والتعلم من الناس، وقال بيرشفيلد: “هناك نوع من النقلة النوعية التي تحدث الآن في مجتمع الروبوتات، حيث يمكننا الآن استخدام وحدات معالجة الرسومات لتوليد كمية غير محدودة من البيانات المحددة مسبقًا وبشكل مجاني لتطوير واختبار الخوارزميات، مما يسمح لنا بتطوير أنظمة روبوتات تحتاج إلى تعلم كيفية التفاعل مع العالم من حولهم بطرق أفضل وأكثر أمانًا”. وتم إنشاء نظام الذكاء الاصطناعي الجديد بمساعدة من مختبر أبحاث إنفيديا للروبوتات، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في أواخر العام الماضي، ويتضمن 6 موظفين، وووفقًا لرئيس قسم أبحاث الروبوتات لدى إنفيديا ديتير فوكس Dieter Fox فإن مختبر الأبحاث سوف يستمر في العمل مع مجتمع الروبوتات والفريق الداخلي في إنفيديا لاستكشاف الطرق الممكنة لاستخدام مجموعات البيانات في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. وتعمل إنفيديا في هذا المجال منذ فترة طويلة عبر الألعاب، إذ تمثل البيئات الافتراضية ثلاثية الأبعاد المتعلقة بالألعاب صورة واقعية من هذا الجهد مع نمذجة المحتوى، وتعد الأبحاث الجديدة من هذا النوع المحرك الأساسي في إنشاء الجيل القادم من الروبوتات القادرة على فتح الأبواب والأدراج والتقاط الأشياء وتحريكها والتفاعل البدني مع الناس ومساعدة كبار السن في المنازل. وتنضم إنفيديا Nvidia إلى عدد متزايد من الشركات مثل جوجل و SRI International، التي تهتم بتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي مع نوع من الوعي البيئي أو نوع من الوعي الأكثر منطقية بحسب جيف دين Jeff Dean مسؤول الذكاء الاصطناعي لدى شركة جوجل.
مشاركة :