بيروت (أ ف ب) - انتهت الإثنين عملية إجلاء مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر جيب يسيطرون عليه في دمشق بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، ليصبح الجيش السوري على بعد خطوات من استعادة كامل العاصمة للمرة الأولى منذ العام 2012. وبدأت قوات النظام، اثر انتهاء عملية الاجلاء التي لم يصدر اي تأكيد سوري رسمي بشأنها، تمشيط مناطق سيطرة التنظيم المتطرف في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعدما أكملت سيطرتها على أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود، وفق المرصد. وفي أول تعليق رسمي، تحدث مصدر عسكري سوري الإثنين عن اتفاق لوقف اطلاق نار "مؤقت" جرى خلاله "إخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود" المحاذية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من دون أن يأتي على ذكر مقاتلي التنظيم المتطرف. وبدأ تنفيذ اتفاق الإجلاء برعاية "روسية" الأحد، وفق المرصد، واستكمل فجر الإثنين بخروج الدفعة الثانية من مقاتلي التنظيم المتطرف وأفراد من عائلاتهم. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "انتهت عملية الإجلاء بخروج 1600 عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية وأفراد من عائلتهم على متن 32 حافلة يومي الأحد والاثنين"، وتوجه هؤلاء الى جيب تحت سيطرة التنظيم في البادية السورية. وجراء هجوم عسكري مستمر منذ أسابيع، استعاد الجيش السوري أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود قبل أن يدخل الاثنين مناطق سيطرة الجهاديين في مخيم اليرموك لتمشيطه بحثاً عن "عناصر متوارية"، وفق عبد الرحمن. ويُعد اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وكان يعيش فيه قبل الحرب 160 ألف شخص بينهم سوريون. لكن الحرب، التي وصلت الى المخيم في العام 2012 وعرضته للحصار والدمار، اجبرت القسم الأكبر من سكانه على الفرار. ويأتي اتفاق الإجلاء بعد عملية عسكرية بدأها الجيش السوري في 19 نيسان/أبريل ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في العام 2015 على القسم الأكبر من مخيم اليرموك وأجزاء من أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم. ومنذ التوصل الى الاتفاق السبت، وفق المرصد، يسري هدوء في جنوب العاصمة بعد أسابيع من المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، كما عمد تنظيم الدولة الإسلامية إلى إحراق "مقاره وآلياته" قبل خروج عناصره. وشاهدت مراسلة فرانس برس في دمشق أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من جنوب دمشق. - إجلاء "سري" - إثر سيطرته الشهر الماضي على الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، وضع الجيش السوري نصب عينيه استعادة كامل العاصمة ومحيطها عبر اتفاقات إجلاء أو عمليات عسكرية. ومع خروج آخر الجهاديين من دمشق، تصبح العاصمة بالكامل تحت سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ 2012، حين سيطرت فصائل معارضة على أحياء في جنوب وشرق العاصمة قبل أن تخرج منها تدريجياً جراء عمليات عسكرية واتفاقات إجلاء. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين عن المصدر العسكري "تم مساء الأمس ولأسباب إنسانية وقف مؤقت لإطلاق النار تم خلاله اخراج النساء والأطفال والشيوخ من منطقة الحجر الأسود". وأورد التلفزيون الرسمي أن الجيش السوري إستأنف ظهر الاثنين عملياته العسكرية. وتمت عملية الإجلاء وفق عبد الرحمن "ليلاً بشكل سري وبعيداً عن الأضواء"، واعاد ذلك إلى أسباب عدة بينها أن "الحكومة السورية لا تعترف بالتفاوض مع تنظيم الدولة الإسلامية، ولتفادي استهداف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للقافلة". وأثار توصل حزب الله اللبناني الى اتفاق مع التنظيم في اب/اغسطس الماضي، قضى بخروج عناصره من المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا باتجاه محافظة دير الزور (شرق)، انتقادات على نطاق واسع. وهدد التحالف الدولي وقتها باستهداف الحافلة كما أعاق استكمال طريقها أياماً عدة. واثر خسائر كبيرة مني بها العام الماضي، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر الا على جيوب متفرقة، لا تتجاوز نسبتها خمسة في المئة من مساحة سوريا، بينها مناطق محدودة في البادية السورية وفي محافظة دير الزور وفي جنوب البلاد. وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، معارك ضد التنظيم المتطرف لطرده من آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور. © 2018 AFP
مشاركة :