سيلفت انتباهك بكل تأكيد وهو يتحرك بجسمه الصغير ويفكر بعقله الأكبر وتراه يحمل أطباق " الكبدة" من هنا إلى هناك وهو ينادي على بضاعته بين جموع المارين (لا تفوتك الكبدة)، حيث لم يعقه صغر السن عن العمل الموسمي في شهر رمضان، إنه الطفل مهند حنو الذي لا يتجاوز عمره الـ"١١ عاماً" فهو للعام الثاني على التوالي يمارس بيع الكبدة بجد واجتهاد .يقول الطفل مهند بخجل: "أنا أعمل هنا وأساعد والدي وإخواني وأتعلم كل يوم شيئاً جديداً"، وحين سألناه عن المشاكل التي قد يواجهها ضحك وقال "إن البعض حين يروني أحمل أطباق الكبدة من هنا إلى هناك يظنون أنني زبون لدى صاحب البسطة، ولا يتيقنون بأني البائع حتى أخبرهم بالسعر وحينها أرى الدهشة الحقيقية على وجوههم، حتى أن بعضهم يقوم بنفسه بجلب ما يريده من خل أو بهارات رغبة منه في عدم التكليف علي".ويبين "محمد" ذو الـ ١٣ ربيعاً أنه يستغل شهر رمضان المبارك في الشيء المفيد، تاركاً اللهو بالفرفيرة والألعاب الإلكترونية، لافتاً إلى أنه يبدأ في عملية البيع كل يوم من أيام شهر الخيرات من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثانية فجراً، مبدياً سعادته الكبيرة بهذا العمل الموسمي.