القادسية يواصل «العزف المنفرد» على «وتر» التناقضات والازدواجية

  • 5/21/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أن تتخذ قراراً واحداً في موقفين متشابهين تماما فهو أمر طبيعي ومنطقي جدا، لكن أن تتخذ قرارين متناقضين تماما في موقفين متشابهين فهو حتما أمر غير طبيعي وغير منطقي بالمرة، ويحتاج إلى وقفة من أجل التحليل والتفسير والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا التناقض الغريب. في الرياضة الكويتية قد ترى قراراً وقراراً مضاداً له في آن واحد، وفي نادي القادسية تحديدا هذا الأمر عادي جداً، فمجلس الإدارة تخطى هذه المرحلة منذ زمن ليس بالقصير، ووصل إلى مرحلة متقدمة جدا من المتناقضات، التي تصل إلى حد يصعب على المرء أن يدرك ويعي ماذا يريد هذا المجلس تحديداً من تصرفاته، التي باتت لا تخضع لعقل أو منطق. العزف على وتر المتناقضات مجلس إدارة نادي القادسية عزف مؤخراً، ببراعة يحسد عليها، على وتر المتناقضات، مما نتج عنه سيمفونية كاملة ومتكاملة يقف أمامها أبرع الملحنين مبهورا ومتعجبا، خصوصا أن هذا التناقض، عفوا العزف، يعرفه فقط من هم ضد الرياضة والرياضيين، ويبحثون عن المصالح الشخصية ودعم ومساندة شخصيات معينة. بداية عزف السيمفونية القدساوية المتناقضة انطلق في عام 2016، وذلك من خلال رفض مجلس الإدارة القرارات الصادرة من الجمعية العمومية للاتحاد الكويتي للسباحة، في كتاب أرسله بتاريخ 9 أكتوبر 2016 أكد فيه عدم اعترافه بالقرارات التي صدرت عن الجمعية العمومية غير العادية لاتحاد السباحة في اجتماعها المنعقد بتاريخ 22 سبتمبر 2016، مدللا في كتابه بأن الاتحاد الدولي للسباحة لا يعترف باللجنة الانتقالية التي أدارت تلك العمومية، وأنه يعترف فقط بمجلس إدارة الاتحاد المنحل برئاسة الشيخ خالد البدر وأمين السر العام حسين المسلم، كما لا يعترف بالاستقالات التي قدمها ثلاثة أعضاء في وقت سابق. يرفض «عمومية القدم» وفجأة، ومن دون أي مقدمات، تغيّر موقف النادي المتعنت من عدم اعترافه باللجنة الانتقالية لاتحاد السباحة، إلى الموافقة على المشاركة في الجمعية العمومية غير العادية التي ستعقد يوم 27 من شهر مايو الجاري، والتي ستشهد انتخابات مجلس الإدارة المقبل، ولم يتوقف التناقض عند هذا الحد، بل وصل إلى إرسال اسم مرشحين لخوض المعترك الانتخابي لمجلس الإدارة، هما عبدالرحيم القطان ونبيل طاهر! ما أسباب التحول؟ والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ماذا تغير في اتحاد السباحة، لكي يتحول موقف نادي القادسية 360 درجة؟ وما هو السبب الذي جعله يوافق على المشاركة في العمومية الجديدة وترشيح الثنائي القطان وطاهر في الانتخابات؟ موقف القادسية متناقض تماما تجاه اتحاد السباحة، من دون مبرر أو مقدمات، ومن دون أن يستجد جديد على الموقف، اللهم إلا إذا أراد المجلس السيطرة مجددا على الاتحاد من خلال الانتخابات المقبلة، وبالتالي اتبع كعادته المبدأ الميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة". الموافقة المتناقضة الموافقة المتناقضة لمجلس إدارة القادسية لم تتوقف عند هذا الحد، بل قفزت الى تناقض غريب ومثير للريبة بين اتحاد كرة القدم واتحاد السباحة، ففي الوقت الذي سيشارك فيه بانتخابات الأخير التي تتم دون تنسيق أو إشراف وحتى موافقة الاتحاد الدولي، فإنه رفض المشاركة في انتخابات اتحاد الكرة، بحجة أن العموميات الأخيرة التي عقدها الاتحاد، ومنها عمومية يوم 12 أبريل الماضي باطلة، وما بني على باطل فهو باطل، حسب ما يدعي. الغريب في الأمر أن القائم بأعمال أمانة السر آنذاك رفاعي الديحاني حضر الجمعية العمومية غير العادية التي طرحت الثقة في مجلس إدارة الاتحاد، الذي ترأسه الشيخ طلال الفهد في 6 سبتمبر، وذلك بحجة تسجيل موقف على كشف الحضور! صورة لكتاب القادسية يرفض إجراءات عمومية السباحة وقام أمين السر العام الحالي لنادي القادسية حسن أبوالحسن بالسير على نهج الديحاني، بأوامر عليا من مجلس الإدارة بالطبع، بحضور العمومية غير العادية الأخيرة التي شهدت اعتماد النظام الأساسي الجديد للاتحاد، من أجل تسجيل موقف أيضا وتحديدا على كشف الحضور! وتخلل الموقفين إرسال كتاب إلى اتحاد الكرة، بتاريخ الأول من فبراير الماضي يرفض فيه المجلس تعيين لجنة التسوية، بحجة أن رئيس الاتحاد السابق الشيخ أحمد اليوسف ليس له صفة قانونية، كما أن الاتحادين الدولي والآسيوي يعترفان فقط بالاتحاد الذي يترأسه الشيخ طلال الفهد، وتم التأكيد خلاله على ضرورة إجراء انتخابات الأندية أولا قبل انتخابات الاتحاد! ولأن العزف المنفرد لمجلس إدارة القادسية على أوتار المتناقضات لا يتوقف أبدا، طالب المجلس بإجراء انتخابات الأندية أولا، ثم انتخابات اتحاد الكرة، في حين وافق على خوض انتخابات اتحاد السباحة، ولم يطلب إجراء انتخابات الأندية أولا قبل إجراء انتخابات الاتحاد! التأكيد على التدخل الحكومي مجدداً! ثم أرسل المجلس، "لا فض فوه"، كتاباً آخر، أمس الأول الأحد، كشف من خلاله هذه المرة القناع عن وجهه التحريضي، في محاولة لتأزيم الأمور وإعادتها إلى نقطة الصفر مرة أخرى. وأكد الكتاب تجديد عدم الاعتراف بالعمومية، سواء التي عقدت يوم 12 أبريل الماضي، أو تلك التي عقدت مساء أمس الأول، لكن الجديد هو الحديث عن التدخل الحكومي والطرف الثالث، حيث يدعي المجلس أن مجالس إدارات الأندية الحالية تم التمديد لها عن طريق الهيئة العامة للرياضة، والمثير للضحك هنا هو وضع "حكومة" بين قوسين في تحريض مباشر. ويبدو أن المجلس نسي أو تناسى أنه ينطبق عليه ما يدعيه من التمديد بقرار حكومي وبتدخل من طرف ثالث، لذلك كان يجب عليه التقدم باستقالته حتى لا يصبح مخالفاً للنظام الأساسي للاتحاد الدولي، وحتى لا تصبح قراراته باطلة. صورة لكتاب القادسية يرفض إجراءات عمومية السباحة وتطرق المجلس في كتابه إلى أن النظم الأساسية للأندية لم تعتمد من الاتحاد الكويتي، وهو محض افتراء، إذ مازالت الأندية تعمل وفق النظم الأساسية المعتمدة في وقت سابق، دون أي مساس بها وفقا للقوانين الجديدة أو المرفوضة حتى الآن. وعرج المجلس على أن النظام الأساسي للاتحاد الكويتي ونظام الانتخابات والتعليمات الدائمة للجمعية العمومية مخالفة للميثاق الأولمبي الدولي، متجاهلاً ان كل ذلك جاء وفق إجراءات تمت بإشراف الاتحاد الدولي الذي لا يمكن ان يخالف الميثاق الأولمبي. واعتبر المجلس أن الدعوة لعقد الجمعية العمومية قد تم بشكل خاطئ، دون تقديم تفسير واضح لادعائه ببطلان الدعوة. واللافت هنا أن مجلس إدارة القادسية لم يعر موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على الجمعية العمومية والانتخابات أي اهتمام، مناقضا نفسه مجددا، حيث كان يتعلل دائما في السابق بضرورة اتباع قرارات وتعليمات وتوجيهات الاتحاد الدولي. التعامل بازدواجية وثمة سؤالان آخران يطرحان نفسيهما بقوة أيضا، مفادهما: لماذا يتعامل القادسية بازدواجية تجاه المواقف المتشابهة. ولماذا يطلب إجراء انتخابات الأندية قبل انتخابات اتحاد الكرة، ولم يطالب بالأمر نفسه في انتخابات اتحاد السباحة؟ والإجابة عن السؤالين ليست لها علاقة بالطبع بالمرض النفسي الشهير "انفصام الشخصية"، وإنما علاقتها الوثيقة بلعبة المصالح الشخصية والوقوف خلف أشخاص بعينهم والمساهمة في تحقيق مآربهم. خاب مسعاكم "خبتم وخاب مسعاكم"... مختصر مفيد إلى كل من حاول، أول من أمس، إفساد فرحة الشباب الكويتي بانتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة القدم، وفق ضوابط أقرها الاتحاد الدولي للعبة (fifa) وأشرف عليها ممثله، وبحضور الاتحاد الآسيوي. كل يوم نرى العجب العجاب، فمن أراد إفساد الانتخابات هم ذاتهم الذين لهثوا من أجل الانضمام إلى لجنة التسوية، وعطلوا تشكيلها مدة أسبوعين، وكان لهم ما أرادوا، وأخذوا الصبغة الدولية، ولكن سقطت أقنعتهم بعد أن نجحت الجمعية العمومية في تهميش دورهم، وقول كلمة الحق واختيار مجلس يحمل هم الشباب الكروي والرياضة الكويتية، مما دعا الخائبين إلى تطبيق نظرية الصغار في اللعب، حين لا يعجبهم شيء فيأخذون كرتهم ويخرجون من الملعب، ويعتقدون أن البقية سيذعنون لما يريدون. كانت ليلة أمس الأول، بالفعل، عرسا ديمقراطيا طال انتظاره، بعد توقف جائر دام عامين بسبب عوامل تعرية بشرية لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية، وتساعدها في ذلك ثلة من الخائبين.

مشاركة :