رمضان له ألف وجه!فهو احتفالية روحانية سامية تطوف كل بلدان العالم الإسلامي المترامي الأطراف، وكلما حط رمضان رحاله في بلد امتزج ملامحه الأصيلة والراسخة بعادات هذا البلد وتقاليد شعبه... ومن هنا صار الشهر الفضيل نافذة مفتوحة على مروحة الثقافات الإسلامية المتباينة في تفاعلها العميق مع جغرافيا الشعوب والمجتمعات في العالم الإسلامي.«الراي» سعت، بمناسبة الشهر الفضيل، إلى الحديث مع سفراء دول متماسة مع الإسلام والمسلمين في الكويت، وسألتهم عن «رمضان في عيونهم»، وكيف تختلف مظاهره من بلد إلى آخر، ويوحد بين شعوبها في الوقت نفسه، وإلى أي مدى تسهم «ثقافة رمضان» في تعزيز التسامح والتعايش العالميين؟ وكيف يرون خصوصية هذا الشهر العظيم في الكويت؟ مؤكداً أن «شهر رمضان موسم مقدس للعبادة والتزكية والتصالح مع النفس والآخر»، قال سفير الهند لدى دولة الكويت جيفا ساغار إنه - بوصفه موظفاً حكومياً - سيواصل مع زملائه تقديم الخدمات في السفارة من أجل رفاه الناس، سواء من الهنود أو الكويتيين، «لكننا بالتأكيد سنتجنب النشاط غير الضروري». وأكمل ساغار، لـ «الراي»: «سنحافظ على كرامة هادئة مقترنة بالخدمة، مع الاحترام الواجب للتقاليد والممارسات الدينية الإسلامية. وعلاوة على ذلك، فإنني أعتزم زيارة جميع الديوانيات المهمة، والاجتماع مع روادها، وبناء الصداقات، ونقل تحيات حكومة وشعب الهند إليهم، وكذلك تهنئتهم بالشهر الكريم».وأضاف: «أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان إلى دولة الكويت الجميلة، وقائدها الكريم والرائع، سمو أمير البلاد، وشعبها الصديق، وأدعو الله بدوام السلام والازدهار»، لافتاً إلى «أن شهر رمضان هو وقت ينمو فيه كل فرد روحياً ويسهم في تحقيق سلام أوسع في المجتمع عموماً، وينشر النوايا الحسنة بين الناس». «أرغب في رؤية شهر رمضان، ليس فقط من منظور الدين الإسلامي»، يقول ساغار، ويضيف: «لكننا في حاجة إلى فهمه في سياق الثقافة الكريمة والتقاليد الأصيلة للكويت، والطابع السلمي للشعب الكويتي، حيث إن الممارسات الاجتماعية والدينية هنا تكمل وتعزز بيئة من حسن النية والمسؤولية». وذكر أن «نظام الغبقات والديوانيات الكويتية معروفة ومشهورة بالكويت ومحترمة في جميع أنحاء العالم لإسهامها في تقوية روح الصداقة والتسامح بين الناس»، متابعاً: «كما يحظى الوافدون باحترام كبير في الكويت ويشعرون بالأمن والسلام والسعادة؛ هذا بسبب ما أسميه روح الصداقة والتعايش في شهر رمضان الكريم». وعن كيفية قضاء المسلمين الهنود شهر رمضان، قال: «الهند - كما تعلمون - لديها ثاني أكبر عدد من المسلمين في العالم بعد إندونيسيا، ونحن أمة واسعة وينتشر السكان المسلمون في جميع ربوعها، مع التركيز في بعض الأجزاء، لأسباب تاريخية»، مواصلاً «إن جميع المواطنين الهنود، بغض النظر عن دياناتهم، يعرفون ويحترمون صفاء شهر رمضان الكريم وقدسيته»، وموضحاً: «رمضان الكريم هو الوقت الذي تجد فيه الصلات العائلية في الهند تعبيرًا واسعًا. وتنفذ فيه كثير من الأعمال الخيرية التي تستهدف إرضاء الفقراء والمحتاجين. ومن دواعي سرورنا أن نرى المساجد تغص بالمصلين في بياضها الناصع في جميع أنحاء البلاد». وختم ساغار حديثه بالقول: «أود أن أذكر إخواني الهنود المقيمين في دولة الكويت الصديقة، بأن الهند والكويت تتمتعان بعلاقة ودية تاريخية»، متابعاً «إن الهنود هم أكبر مجتمع أجنبي في الكويت، وهذا ليس مصادفة، بل بسبب الثقة والاحترام المتبادلين بين الشعبين، وأدعوهم في شهر رمضان المبارك إلى مواصلة مساهماتهم السلمية والفعالة في تنمية الكويت».
مشاركة :