بغداد - وكالات - فيما واصل زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر حراكه السياسي بلقاء مع رئيس ائتلاف «الفتح» هادي العامري، الذي يوصف برجل إيران في العراق، تضاربت المعلومات بشأن قيام تحالف بين قوائم فائزة في الانتخابات لتشكيل «الكتلة الأكبر» المعنية بتسمية رئيس الوزراء الجديد.وبعد لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم وسفراء دول الجوار (باستثناء إيران)، استقبل الصدر مساء أول من أمس في مقر إقامته في بغداد، هادي العامري، الذي يمثل «الحشد الشعبي» وحل تحالفه الانتخابي ثانياً.وبحث الرجلان «تطورات العملية السياسية في البلد وما أفرزته الانتخابات البرلمانية»، فيما أكد الصدر «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبويّة بأسرع وقت ممكن لتتمكن من تقديم الخدمات للشعب وتعبّر عن تطلعاته المشروعة».وشدد على ضرورة أن «يكون قرار تشكيل الحكومة قراراً وطنياً وأهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة التي تنتهج مساراً وطنياً في تشكيل الحكومة المقبلة».وجاء تأكيد الصدر على ضرورة عراقية ووطنية تشكيل الحكومة المقبلة، في إشارة إلى تدخل إيران في مجرياتها، من خلال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني الذي أجرى اتصالات في بغداد لتشكيل «الكتلة الأكبر» التي تشكل الحكومة من القوى الفائزة.من جانبه، اكتفى العامري بتهنئة الصدر على الفوز الذي حققه تحالف «سائرون» (الصدر والحزب الشيوعي) في الانتخابات البرلمانية بحلوله في المرتبة الأولى.وبعد الاجتماع، كتب الصدر في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «بعد أن بنى الشعب بصوته السلطة التشريعية (البرلمان) من خلال الملحمة الانتخابية الرائعة فعلى السلطة التنفيذية القادمة (الحكومة) أن تبني للشعب أسس العدل والرفاهية والأمان لا أن تبني قصوراً وجدراناً».وأضاف «كلا لجدر الخضراء (جدران المنطقة الخضراء المحصّنة وسط بغداد) وكلا للفساد وكلا للتحزب وكلا لأزيز الطلقات»، مؤكداً أنه «لا بد أن تكسر فوهة البندقية ويقف ضجيج الحرب».من جهتها، أعلنت النائب عن كتلة «الأحرار» التابعة لـ»التيار الصدري» زينب الخزرجي عن اتفاق تحالف «سائرون» بزعامة الصدر مع 3 قوائم انتخابية فائزة لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي سترشح رئيس الحكومة المقبلة.وقالت ان «التحالف الأكبر في مجلس النواب سيتكون من (سائرون) و(قائمة النصر) بزعامة العبادي التي حلت ثالثة في النتائج و(تيار الحكمة الوطني) بزعامة عمار الحكيم الذي جاء سادساً، بانتظار حسم أمر زعيم ائتلاف (الوطنية) اياد علاوي ليتم الاعلان عن التحالف بشكل رسمي».واضافت ان «تلك الكتل تتوافق في ما بينها بشأن المنهج والرؤى والقبول في العملية الانتخابية ... بالإضافة إلى المرونة في الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة المقبلة»، موضحة ان «شخصية رئيس الوزراء سيتم حسمها بعد اعلان التحالف الأكبر الذي يترأسه سائرون».وفي تضارب بالمعلومات يعكس حجم المفاوضات المعقدة، أعلن «تيار الحكمة» عن قرب إعلان تحالف مغاير للتحالف الذي أعلنه «التيار الصدري».وقال الناطق باسم التيار محمد جميل المياحي، في بيان نشره مساء أول من أمس: «الساعات الـ72 المقبلة ستشهد تحالفاً بين (سائرون) و(النصر) و(الحكمة) و(الفتح)».والكتل التي تحدث عنها المياحي تصدرت الانتخابات البرلمانية، حيث حل تحالف «سائرون» أولاً بـ 54 مقعداً، يليه تحالف «الفتح» بـ 47 مقعداً، ومن ثم ائتلاف «النصر» برئاسة العبادي برصيد 42 مقعداً، فيما حصل «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم على 19 مقعداً.وتوحي المؤشرات بأن الصدر سيعلب دورا رئيسيا في تشكيل الحكومة المقبلة، وخاصة اختيار رئيس الوزراء.ويقول الصدر، إنه سيعمل على تشكيل حكومة عراقية جديدة، مكونة من وزراء تكنوقراط بعيداً عن النخبة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد.ووفق الدستور، فإن الرئيس العراقي فؤاد معصوم، سيدعو البرلمان الجديد للانعقاد خلال 15 يوماً من إعلان النتائج النهائية، حيث سينتخب النواب الجدد رئيساً للبرلمان، ونائبين له بالأغلبية المطلقة في الجلسة الأولى.كما سيتولى البرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأغلبية ثلثي النواب خلال 30 يوماً من انعقاد الجلسة الأولى، ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة.ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يوما لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها. من جهته، أعلن رئيس ائتلاف «القرار العراقي» أسامة النجيفي أن تحالفه (11 مقعداً) منفتح على الجميع ويدعم تشكيل حكومة «شراكة قوية» قادرة على إنجاز الإصلاحات ومحاربة الفساد.جاء ذلك في بيان للنجيفي، الذي يشغل كذلك منصب نائب الرئيس العراقي، عقب لقاء بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب.وقال النجيفي، وفق البيان، إن الانتخابات شابها الكثير من «المشاكل والخروقات» ما ولد عدم الثقة بمجمل العملية.وشدد على ضرورة «التدقيق في الطعون المقدمة وفتح بعض صناديق الاقتراع لنيل ثقة الشعب، ومعالجة التأثير السلبي بوقوع عمليات تزوير كبيرة».إلغاء نتائج 103 محطات انتخابيةبغداد - وكالات - أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية، أمس، إلغاء نتائج 103 محطات انتخابية في خمس محافظات استجابة لشكاوى وطعون انتخابية. وذكرت المفوضية، في بيان صحافي، أن مجلس المفوضين نظر في الشكاوى التي بلغت 1436 للتصويت العام والخاص والخارج، وتم تصنيفها من قبل لجان مختصة، حيث تبيّن وجود 33 شكوى حمراء. وبعد التدقيق ترتب عليها إلغاء 103 محطات توزعت على المحافظات التالية: الأنبار ونينوى وصلاح الدين وبغداد وأربيل.وأشارت الى أنها «تتسلم الطعون في مكاتب المحافظات ومكتبي بغداد بالكرخ والرصافة».ولم توضح المفوضية فيما إذا شكل هذا الإلغاء أي تغيير في عدد الأصوات التي حصل عليها مرشحون بعينهم في هذه المحافظات أو في قوائم انتخابية تنافست فيها.
مشاركة :