ثمن محمد سعيد آل جابر سفير المملكة في اليمن الموقف السوداني من الأزمة اليمنية الذي يتناسب مع مكانة السودان، مشيراً إلى أنه يحظى بتقدير عالٍ من القيادة وكل المسؤولين في المملكة، وقال "هذا هو السودان الذي يعرفه السعوديون منذ قديم الزمان". وقال في لقاء مع وفد إعلامي سوداني زار المملكة مؤخرًا بدعوة من وزارة الثقافة والإعلام: "السوداني بالنسبة إلى كل سعودي هو أخ عزيز وشقيق مقرب يتميز بصفتي الصدق والأمانة، فأواصر المحبة ممتدة بين الشعبين وضاربة بجذورها في أعماق التاريخ". وأشاد بالدور السوداني في عاصفة الحزم ومن بعدها (عودة الأمل)، حيث اختلطت الدماء السودانية بالدماء السعودية واليمنية وروت تراب اليمن، وما قدمه السودانيون في اليمن من تضحيات لن ينساه لهم السعوديون، وسيبقى محفوظاً في الذاكرة اليمنية إلى الأبد. وعن تفاصيل الأوضاع الراهنة في اليمن على الصعيدين السياسي والإنساني، ذكر السفير آل جابر، أن اليمنيين أهلنا وأشقاؤنا، وتاريخياً ارتبطت المملكة باليمن بروابط الدم، تتغير الحدود وتتبدل لكن الإنسان واحد، توجد قبائل موزعة بين الدولتين، وفِي بعض الأحيان يكون شيخ القبيلة سعودياً وبعض أفراد القبيلة يمنيين، والعكس صحيح، يوجد في المملكة يمنيون حاصلون على الجنسية السعودية منذ عشرات السنين، ولدينا أكثر من مليوني يمني يعيشون معنا في السعودية بطريقة نظامية، ويمتلكون تأشيرات عمل، من الناحية الإستراتيجية الرقم المذكور ليس عادياً، لأن عدد سكان اليمن يتراوح بين 25 إلى 28 مليون نسمة، نصفهم من النساء، والنساء نادراً ما يعملن في اليمن، والنصف الآخر يضم الشيوخ والأطفال والشباب، ذلك يعني أن القوة العاملة في اليمن محصورة في أربعة أو خمسة ملايين فرد، نصفهم تقريباً موجود في السعودية، هؤلاء يحولون أكثر من عشرة مليارات دولارات لذويهم في اليمن كل عام، وتلك التحويلات تمثل عامل استقرار للاقتصاد ولسعر الريال اليمني، من ناحية أخرى نحن عرب، ومعلوم أن كل عربي يعول ما بين خمسة إلى عشرة من أفراد عائلته، وذلك يعني أن اليمنيين الموجودين في المملكة يعولون ما بين 10 إلى 16 مليون يمني. وهناك عناصر أخرى عديدة تربط المملكة باليمن، فالتاريخ والدين واللغة كلها واحدة. وبين آل جابر، أن المملكة تسعى لدعم اليمن وتحرص على استقراره، وبذلت جهداً ضخماً لمساعدته، على سبيل المثال لا الحصر وفرت السعودية 50 % من الاعتمادات التي رصدها المانحون لدعم اليمن، وتاريخياً بادرت السعودية ببناء مستشفيين كبيرين، أولهما مستشفى السلام في صعدة، والمستشفى السعودي في مدينة حجة، وكما تعلمون فإن صعدة تمثل مركز الحوثيين، وحجة بها حوثيون، المستشفيان المذكوران بنيا في العام 1982، أي قبل ميلاد عبد الملك الحوثي نفسه، بنينا مستشفيات لخدمة عامة الشعب اليمني بغض النظر عن المذهب الديني والانتماء السياسي، ولم نبن جامعة لتدريس مذهبا بعينه، استهدفنا خدمة الإنسان اليمني أياً كان، والمستشفيان المذكوران يعملان حتى اليوم بأموال سعودية، برغم ما يفعله الحوثي وبرغم تهديده لأراضينا واستهدافه لشعبنا.. مضيفاً "مائة مليون ريال تدفعها السعودية سنوياً لمستشفيين يعملان في معاقل الحوثيين، هل هناك دليل على صدق النوايا أكثر من ذلك؟".
مشاركة :