«إرضاء كل الأذواق».. مستحيل يتحقق على الإفطار

  • 5/22/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: زكية كردي سؤال يومي يتكرر في كل بيت وتتناقله الأجيال، واعتدنا أن تردده الأمهات «ماذا تريدون على الإفطار؟».كثيراً ما نتناول السؤال بطرافة دون الوقوف على حجم الجهد الذي تبذله الأمهات جرياً خلف عقارب الساعة لتلبية قائمة الطلبات التي يدونها كل فرد في العائلة، وملاحقة المفضلات التي ترضي من لم يعط إجابة واضحة، وذلك سعياً لإسعاد الأبناء الصائمين وتلبية رغباتهم، فهل ثمة طريقة تختصر عدد الأطباق والساعات التي تقضيها الأمهات في المطبخ؟تحتار منال غنيم، «ربة منزل»، في قائمة الأطباق التي ستعدها على المائدة حالها كحال معظم الأمهات، لكن الفرق أنها تحاول إرضاء أذواق أبنائها في أعمارهم المتباعدة، فلكل منهم ذوق مختلف في الطعام، وتقول: أحياناً أستغرق نصف نهاري بالوقوف في المطبخ لألبي طلبات الجميع بالإضافة إلى الأطباق الرئيسية التي يجب أن تكون حاضرة وهي الشوربة والسلطة والسمبوسة، وهذا يجعل الأمر مرهقاً.مثلها غالية حافظ، «ربة منزل»، وهي أم لثلاثة أبناء كثيراً ما يختلفون في الأكلات التي يفضلونها على مائدة الإفطار، وتقول: لم تكن هناك مشكلة عندما كانوا صغاراً فقد كانت طلباتهم بسيطة يمكن التحايل عليها، لكن عندما يكبرون يلتزم بعضهم بحمية غذائية يجب على الأم الإشراف عليها، وآخر يفضل تناول الطعام الخفيف على الإفطار ليذهب إلى النادي الرياضي، وآخر يريد الطعام الدسم ليشعر بروعة المائدة الرمضانية، هذا بالإضافة إلى العناصر الرئيسية على المائدة والتي يصر الأب عادة على وجودها، رغم أنه أقلهم تطلباً.ولعل العادات تأتي قبل الفروقات الشخصية في تسببها بازدياد عدد الأطباق التي تحضرها الأم قبل الأذان، والتي قد تصل إلى عشرة أنواع وأكثر في بعض المنازل، حسب منتهى عادل، «ربة منزل»، وتقول: منذ كنا صغاراً اعتدنا أن تكون مائدة رمضان مميزة وحافلة بالأطباق والأنواع الكثيرة، حيث كانت الأمهات حريصات على تلبية رغبات الصائمين لنيل الأجر، ولتشجيع أبنائهن الصغار على الصيام، وهذا ما تتوارثه الأمهات ويواصلن القيام به، وتعتاد عليه الأسر، فيزداد الجهد الذي يبذلنه مع تقدم الأبناء بالعمر وزيادة طلباتهم وهذا ما يحدث مع معظم الأمهات.وتلجأ الكثير من الأمهات إلى الوجبات السريعة التي يفضلها الأبناء للأسف رغم إعدادهن موائد عامرة بأطايب الطعام، لكن لاختصار قائمة الطلبات التي لا تنتهي لا بد من اللجوء لهذه الوجبات بين الحين والآخر حسب ظلال وتّار، «ربة منزل»، وتقول: قليلة هي الأكلات التي يفضلها جميع أفراد العائلات، فلكل منهم ذوقه الخاص، وبعضهم لديه حساسية من بعض الأنواع، وآخر ينفر من أنواع أخرى، هذا بالإضافة إلى تفضيل معظم أطفال هذا الجيل للوجبات السريعة التي يتحايلون ويرفضون مختلف أنواع الطعام ليحصلوا عليها عادة.وتقول ميرفت بوصالح، «ربة منزل»: معظم الأمهات يكررن السلوك ذاته بالاستفسار يومياً عن الطعام الذي سوف تحضرنه، وهذا يفتح باباً واسعاً للطلبات كلما زاد عدد أفراد العائلة، وقد رأيت مقدار الإرهاق الذي يتسبب به للجميع، لهذا قررت أن أعود عائلتي على نظام غذائي معين أختاره بنفسي وأضع برنامجاً له، ولا بأس ببعض التعديلات في بعض الأحيان، لكن الأهم أني عودت نفسي أن لا أسألهم عما يفضلونه على مائدة الطعام، وأيضاً عودت أبنائي أن يأكلوا ما يجدونه على المائدة دون نقاش، فاحترام تعب الأم ونعمة الطعام الذي منح لنا شرط أساسي في التربية السليمة، وتضيف بأن هذه الظاهرة لم تكن منتشرة قديماً فهي وليدة الرفاهية المتزايدة، والأبناء يعرفون أنه ما من خيارات أخرى غير التي على المائدة، فالاعتراض على الطعام يعد من قلة الأدب والأخلاق ما يستوجب العقاب أحياناً.

مشاركة :