أعلنت السلطة الفلسطينية، أمس، أنها ستسلّم، اليوم، طلب الإحالة الرسمي لملف الاستيطان الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت استدعت إسرائيل سفراء 3 دول أوروبية صوتت لمصلحة إرسال بعثة تحقيق إلى غزة، فيما شهدت مدينة القدس المحتلة مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين، عقب اقتحام أحياء عدة في المدينة، بينما أصيب 5 شبان خلال اقتحام قوة للاحتلال مدينة جنين شمال الضفة. وذكر بيان صادر عن مكتب وزير الشؤون الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أنه سيلتقي لهذا الغرض في لاهاي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا. وأوضح البيان أن المالكي يطالب المحكمة بتحمل واجباتها تجاه العدالة والمساءلة، باعتبارها الجهة المختصة للتحقيق في الجرائم المستمرة والمرتبطة بنظام الاستيطان وملاحقة المجرمين المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم. وكانت السلطة الفلسطينية، بصفتها عضواً في ميثاق روما الأساسي، وقّعت على إحالة الحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، بحيث تغطي الجرائم الإسرائيلية في الماضي والحاضر والمستقبل، التي تتعلق بالنظام الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية بما يشمل القدس الشرقية. ووفقاً للبيان، فإن فلسطين تمارس حقها كدولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية، وتحيل إلى مكتب المدعية العامة الجرائم التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لغاية الإسراع في فتح التحقيق الجنائي بتلك الجرائم، على طريق مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتحقيق العدالة. ووقّعت القيادة الفلسطينية، قبل أسبوع عقب اجتماع لها برئاسة الرئيس محمود عباس، على الانضمام إلى عدد من الوكالات الدولية المتخصصة وإحالة ملف الاستيطان الإسرائيلي لمحكمة الجنايات الدولية رداً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس. في الأثناء، استدعت إسرائيل سفراء إسبانيا وسلوفينيا وبلجيكا بعدما صوّتت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إرسال بعثة دولية للتحقيق في مجازر الاحتلال التي أسفرت عن عشرات الشهداء في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إنه تم استدعاء سفيري إسبانيا وسلوفينيا أمس، على أن يتم استدعاء سفير بلجيكا اليوم (الثلاثاء)، والدول الأوروبية الثلاث من ضمن 29 دولة صوّتت على القرار. إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد الخيرية بحي جبل الزيتون/الطور المُطل على القدس القديمة، في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات في المنطقة حتى ساعة متأخرة من الليل، كما اقتحمت عقب صلاة التراويح بلدة حزما شمال شرقي القدس، وأطلقت عشرات القنابل الصوتية، والغازية السامة، ولم يبلغ عن اعتقالات، أو إصابات. وقمعت فرق الخيالة التابعة لقوات الاحتلال فعاليات رمضانية في منطقة بابي الساهرة والعمود من أبواب القدس القديمة، في الوقت الذي انتشرت فيه بكثافة في أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك التي شهدت مواجهات متفرقة ضد الاحتلال، كما شهدت بلدة العيسوية مواجهات متواصلة ضد الاحتلال امتدت حتى فجر أمس. إصابات إلى ذلك، أصيب خمسة شبان فلسطينيين بالأعيرة النارية والمعدنية المغلفة بالبلاستيك، خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مدينة جنين جنوب الضفة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» عن مصادر طبية ومحلية. وتظاهر المئات من فلسطينيي الـ48 في حيفا، الليلة قبل الماضية، احتجاجا على العدوان على قطاع غزة. وهتف المتظاهرون «يسقط الاحتلال» و«اوقفوا الفاشية»، منددين ايضا بالقمع الذي مارسته شرطة الاحتلال ضد متظاهرين في المدينة نفسها الجمعة حين اعتقلت 19 متظاهرا كانوا يعبرون عن تضامنهم مع قطاع غزة. ورفع المتظاهرون أربعة أحرف ضخمة باللون الاحمر تمثل اسم غزة وأطلقوا هتافات ضد الحرب على القطاع.
مشاركة :