تقف برلين وسلطتها المحلة والأمنية على أطراف أصابعها منذ ليلة أمس؛ وذلك على إثر قيام حركة احتجاجية غير تقليدية تتخذ من شعار "احتلوا" عنوانًا لها، بتنفيذ تهديدها باحتلال عدد من الشقق السكنية الشاغرة. وبدت الحركة، وفق هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، كرد فعل على الارتفاع الجنوني لأسعار العقارات، وإيجار الشقق السكنية في العاصمة الألمانية. وقام أعضاء الحركة باحتلال 9 شقق ومبان سكنية متفرقة في برلين، فيما نشروا لافتات احتجاجية ضد عنف الشرطة، وضد تغول المالكين ومغالتهم في زيادة الإيجارات. وأنهت برلين خلال الأعوام العشرة الماضية حملات رسمية لترميم المباني القديمة والتاريخية، على حين تسارعت بالتوازي عمليات بناء للمساكن الفخمة وسط المدينة، الأمر الذي رفع أسعار العقارات بشكل غير مسبوق. ويبلغ سعر شقة صغيرة لا تزيد عن 90 مترًا مربعًا نحو مليون يورو في برلين، وبالتوازي ضاعف المالكون الإيجارات 3 أمثال في أقل من عامين. ويتحصن المالكون بأحكام قضائية تتيح لهم طرد المستأجرين المتعثرين، أو من لا يقبلون زيادة الإيجار. وتتفاوض الشرطة مع أعضاء حركة "احتلوا" لإخلاء المساكن؛ خشية انفلات الأوضاع ومن ثم غرق المدينة في فوضى مرعبة. غير أن أعضاء الحركة أعلنوا عبر منصات التواصل الاجتماعي أنهم لن يغادروا الشقق، وأن خطتهم تستوعب احتلال 40 شقة أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.
مشاركة :