إذاعة ألمانية تكشف تاريخ العداء بين أمريكا وإيران

  • 5/22/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

“لقد توترت العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران لعقود من الزمن”. جاءت هذه الرؤية ضمن تقرير بموقع الإذاعة الألمانية “بايربشه روندفونك”  للصحفي الألمانى “راينهارد بومجارتن”. وتابع: “لمدة  أربعة عقود تقريبًا ، لا صوت في الجمهورية الإسلامية،  يعلو فوق أصوات كارهى الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يرفعون دائمًا شعار “الموت لأمريكا”، وقد توترت العلاقة بين إيران والولايات المتحدة بشدة منذ أزمة احتجاز الرهائن من عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين في إيران، في نوفمبر 1979”. وفقاً للخبير  السياسى،  “صادق زيباكلام” من جامعة طهران، فإن العداء بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة هو أداة سياسية مهمة لحكام إيران. وأردف فى تصريحات للإذاعة الألمانية “لقد منحت معاداة أمريكا قادة إيران هوية”، لافتًا إلى طرح الزعيم الثوري الإيراني “آية الله علي خامنئي”،  السؤال الخطابي: “أين هو العش الحقيقي للمؤامرات ضد الجمهورية الإسلامية؟”. عندما يتحدث القادة الإيرانيون عن العدو، فإن جميع الإيرانيين يفكرون في الولايات المتحدة، ولذلك  فعلى السياسيين الأمريكيين مواجهة هذه الحقيقة وفهمها. وبحسب استطلاع أجرته  شركة “إيران بول”، وهى شركة أبحاث واستشارات متخصصة في سوق الرأي ومقرها تورونتو، كندا،  والذى شمل 1007 إيراني، فضل 68 بالمائة زيادة التجارة بين الولايات المتحدة وإيران، بينما فضل 62 بالمائة إجراء محادثات مباشرة على مستوى الحكومة، وفضل 80 بالمائة المزيد من السياحة المتبادلة. ورأى الكاتب الألمانى، أن الرغبة في تحسين العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة واضحة بين العديد من الإيرانيين، ومع ذلك، حتى قبل خرق الاتفاق النووي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان العديد من الإيرانيين يشككون في سياسة الولايات المتحدة.   وبحسب الاستطلاع، صنف فقط 11٪ ، الإدارة الأمريكية بأنها إيجابية، في حين أن 51٪ كان لديهم رأي إيجابي في الغالب عن الشعب الأمريكي. وأوضح الخبير  السياسى،  “صادق زيباكلام”، أن القادة الإيرانيون بحاجة إلى معاداة الولايات المتحدة”، ولا سيما بعد  تراجع الغضب المعاد لأمريكا من قبل الشعب الإيراني بشكل كبير خلال العقود الأربعة الماضية. وأضاف “زيباكلام”،  أن  انعدام الثقة في واشنطن ينبع  بشكل أساسي من  وسائل الإعلام النظامية و من المتشددين السياسيين المحيطين بالزعيم الثوري “خامنئي”،  موضحًا أن القادة الإيرانيون  يحتاجون إلى معاداة الولايات المتحدة لإضفاء شرعية لأنفسهم، بحسب قوله. وبحسب الكاتب الألمانى، فثمة  أسباب متعددة  تدعو إلى معاداة الولايات المتحدة ،  ففي عام 1953 ، أدت عملية “أياكس” التابعة للمخابرات الأمريكية،  إلى إسقاط رئيس الحكومة المنتخب ديمقراطيًا “محمد مصدق”،  ويعود “محمد رضا بهلوي”،  إلى عرش الحكم، لمدة 24 عاما ، بدعم من واشنطن. ومن عام 1980 إلى عام 1988 ، دعمت الولايات المتحدة الديكتاتور العراقي “صدام حسين”،  في الحرب ضد الجمهورية الإسلامية المشكلة حديثًا، وفي عام 1983 ، وبتحريض من الولايات المتحدة ، فرض مجلس الأمن الدولي حظراً على الأسلحة ضد إيران. وفي عام 1995 ، كانت العقوبات الأمريكية على التجارة مع  إيران،  وقد سبق ذلك مفاوضات بين طهران وشركة النفط الأمريكية “كونوكو” متعددة الجنسيات،  التي كانت تهدف إلى الترويج للنفط في إيران. وبحسب الكاتب الألمانى، فإن الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية “جورج بوش”، صنف  في عام 2002 ، إيران،  إلى جانب العراق وكوريا الشمالية ، كجزء من ما يسمى “محور الشر”،  وقد سبق ذلك تعاون غير مسبوق بين السلطات الإيرانية والأمريكية في الحرب ضد طالبان في أفغانستان، ولكن  تم رفض يد طهران الممدودة مرة أخرى.

مشاركة :