نظم مركز الوجدان الحضاري، التابع لوزارة الثقافة والرياضة، ندوة مساء أمس الأول الاثنين بعنوان «سلطة العقل في الإسلام»، حاضر فيها الدكتور حسن بن حسن، الباحث في العلوم الإنسانية بجامعة قطر، وحضرها حشد كبير من الشباب، وشرائح مجتمعية متنوعة. جاءت الندوة تحقيقاً لرؤية الوزارة (نحو مجتمعٍ واعٍ بوجدان أصيل وجسم سليم)، وفي إطار أنشطة المركز خلال شهر رمضان المبارك، انطلاقاً لتحقيق هدفه (نحو قيم حضارية أصيلة). استهل د. حسن بن حسن مداخلته بالإشارة إلى أهمية سلطة العقل في الإسلام، وكونها تعني مهمة التغيير، علاوة على أهميتها لصون كافة الضرورات الحياتية، ما يجعلها قائدة للنهضة، والقيام بمهمة التقدم والإصلاح. وقال إن للعقل فاعلية تاريخية نحو تملك مفاتيح الإصلاح والتغيير، ما يتطلب إعمال العقل ومسلكه، علاوة على كون العقل الضمانة الحقيقية للتغيير والتقدم، خلاف كونه قادراً على الارتقاء بالفكر إلى أعلى درجاته، والإسهام في ترتيب الأولويات والنظر إلى المآلات. وعرج د. حسن بن حسن، في مداخلته، على استخدام سلطة العقل في الغرب، خلال القرن الثامن عشر، «وهو القرن الذي اقترب فيه الغرب من الإسلام، كما لم يحدث في تاريخه من قبل، حتى أُطلق عليه قرن الأنوار». وحدد دلالات سلطة العقل في ثلاثة معانٍ، الأول يتمثل في الثقة في العقل بملء الفراغات الكبرى، والثاني يكمن في القطع مع الرذائل السياسية الكبرى في الماضي، بينما تقوم الثالثة على اكتشاف محركات تقدم التنوع الإنساني، المتمثلة في الحرية والعلم. وأكد أن تحقيق القيم أمر يشترط سلطة العقل والعلم، «وبدون ذلك لن يصل الإنسان إلى تحقيق مآلاته، ويمكن له أن يضل ضلالاً بعيداً». مشدداً على ضرورة قراءة الواقع قراءة جيدة، بما يمكن معه استشفاف أفضل الممكنات والاحتمالات، «وهو ما يعد أعلى دعوات إعمال العقل والفكر». ولفت إلى ضرورة إعادة قراءة الواقع المعاصر، وتسميته تسمية مختلفة، وذلك بتغيير الفاعلية التاريخية، متناولاً معاني اقرأ في القرآن الكريم، وتعظيمها لسلطان العقل. وقال إن «الإنسان يتدين بفهمه وقراءته للدين، شريطة ألا تكون قراءته وفهمه سقيمة، ولكن ينبغي أن تكون قراءته قراءة رفيعة وعميقة». ودعا د. حسن بن حسن إلى أهمية الاستفادة من تجارب التاريخ، واستخدام الفكر استخداماً راقياً. مشدداً على ضرورة توجيه مثل هذه المعاني توجيهاً نحو مهمات عملية وفكرية في الواقع الراهن.;
مشاركة :