سلط مرصد الأزهر للغات الأجنبية، الضوء على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة الذى دخل إلى حيّز التنفيذ، في تَحَدٍ سافرٍ للعالم أجمع، وللقرارات الأممية والاتفاقات التي تمّ إبرامها منذ اشتعال الصراع العربي الإسرائيلي وحتى الآن، الأمر الذي يهدد بنسف عملية السلام، ويزيد من التوتر الموجود في المنطقة. وأكد المرصد، فى تقريره، أن الفلسطينيين خرجوا في مظاهرات حاشدة ضد نقل السفارة، وفتحت عليهم قوات الاحتلال النيران الحية، ممّا أدّى إلى سقوط أكثرَ من خمسين شهيدًا وما يقرب من ثلاثة آلاف جريح.وأدانت العديد من الدول هذه الاعتداءاتِ الإسرائيليةَ على الشعب الفلسطيني، على رأسها: جمهورية مصر العربية، قلب العروبة، وصاحبة المواقف الثابتة في القضية الفلسطينية، والتي رفضت قرار نقل السفارة منذ الدقيقة الأولى من إعلانه، كما كانت القاهرة شاهدة على "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي انعقد في يناير الماضي تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي شاركت فيه وفود من أكثرَ من ثمانين دولة، أكدوا جميعًا رفضهم لقرار نقل السفارة. كذلك أعلنت وزارة الخارجية المصرية الإثنين 14 مايو، إدانة مصر لاستهداف المدنيين الفلسطينيين من قِبَل جنود جيش الاحتلال، مجدّدةً رفضها لاستخدام القوة أمام المظاهرات السلمية، ومحذّرةً من التبعات السلبية للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ولم تَكتفِ مصرُ بهذا فقط ، بل فتحتْ مستشفياتِها لاستقبال الحالات الخطيرة والحرجة للأشقاء الفلسطينيين، وتشكيل غرفة عمليات جاهزة لتذليل الصعاب، التي قد تواجه الأشقاء أثناء تلقّي العلاج. وفي إطار متابعتها لكل ما يخصّ القضية الفلسطينية في الصحف الناطقة بالتركية، تابعت وحدة الرصد باللغة التركية أصداء تنفيذ قرار نقل السفارة في الصحف التركية؛ والبداية من "منظمة التعاون الإسلامي"، حيث أبرزت بعض الصحف نداء "المنظمة" لمجلس الأمن الدولي، بسرعة التدخل الفوري لإيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، حسب ما جاء في تصريحٍ مكتوب صادر عن "المنظمة"، استنكرت فيه ما تقترفه إسرائيل من جرائمَ في حق الفلسطينيين، مطالبةً المجتمع الدولي بإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية بشكل يتماشى مع القانون الدولي ومبادرة السلام العربية. كذلك أبرزت بعض الصحف دعوة "رياض منصور" مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة، التي وجّهها لمجلس الأمن الدولي؛ من أجل عقْد اجتماع طارئ لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن إسرائيل قد قتلت أكثر من 100، وجرحت أكثر من أحدَ عشرَ ألف فلسطيني، منذ الثلاثين من مارس الماضي وحتى الآن. كما اهتمّت الصحف التركية بإبراز ردود الأفعال الشعبية على نقل السفارة، وما يحدث في فلسطين من قتل واعتداءات، حيث صرّح "بولند تازجان" المتحدث باسم "حزب الشعب الجمهوري"؛ بأن ما يجري في غزّةَ الآن هو مجزرة وعار على جبين الإنسانية، مؤكدًا أن "ترامب" وإسرائيل غرسَا خنجرًا في قلب الشرق الأوسط، وأن ما اتخذوه من إجراءات ليست دعوة إلى السلام بل دعوة إلى الحرب والصراع، موضّحًا أنه في حين كان الجميع ينتظر السلام وإيقاف أنهار الدماء في الشرق الأوسط؛ إذا بالجميع الآنَ وجهًا لوجه مع صراع جديد ومرير. أما "محرم إينجه" المرشح للرئاسة التركية، فقد ألقى كلمة للمواطنين الأتراك في أحد ميادين مدينة "قونيه"، تَطَرّقَ فيها إلى الأحداث في فلسطين، مستنكرًا مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تخلق عداوةً دائمة في الشرق الأوسط، ومؤكدًا أهمية مدينة القدس عند المسلمين، داعيًا النظام الحاكم في بلاده إلى سحب سفيره من واشنطن.من جهة أخرى، خرجت العديد من المظاهرات الشعبية المُنَدِّدة بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس الشريف؛ ففي ميدان "تقسيم" في مدينة إسطنبول، خرجت تظاهرات شاركت فيها أعداد كبيرة من المواطنين، ومؤسسات المجتمع المدني، رافعين شعارات مثل: "الأمة الإسلامية لن تقبل الهوان"، و"أغلِقوا سفارة الصهاينة"، و"مكة قلبنا والقدس قُرّة أعيننا". كذلك خرجت مظاهرات أخرى في العديد من الولايات التركية منها: "قونيه، وقرمان، وأق سراي، وأفيون قاره حصار"، ندّد فيها المتظاهرون بنقل السفارة، وأيضًا بالحديث عن حذف آيات من القرآن الكريم في فرنسا.وفي حين يُقَدِّر "مرصد الأزهر" جميع الفعاليات الشعبية المنددة والرافضة لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؛ فإنه يؤكد أن هذه الفعاليات والتحرُّكات الشعبية لا تَقِلُّ أهميةً عن المواقف التي تتخذها الأنظمة والحكومات، داعيًا كافة الحكومات والشعوب والمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية، إلى الاستجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر لهم؛ بالاضطلاع بواجبهم القومي والديني والأخلاقي تُجاهَ القدس وفلسطين.
مشاركة :