هل سيزيح أبو مازن الاحتلال الإسرائيلي؟ - أيمن الحماد

  • 12/2/2014
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

يصبح المنعطف الذي تمر فيه القضية الفلسطينية يوماً بعد يوم أكثر خطورة وأكثر تهديداً للمنطقة، التي لا يبدو أنها أمام استقرار في المدى المنظور والوضع في الأراضي المحتلة قابل للانفجار في أي وقت. إلى يومنا هذا لا يوجد أي تقدم على مستوى عملية السلام، التي لم يبقَ من اسمها سوى عناوين رحلات كيري المكوكية للمنطقة، التي وإن بدت جهداً دبلوماسياً مقدراً من رجل في العقد السابع من العمر، إلا أن الإدارة الأميركية في أسوأ حالاتها على مستوى إدارة الملفات الخارجية، وإن مُني أوباما بخسارة في الكونغرس، فقد استطاع إخراج بلاده من أزمة اقتصادية كبيرة، خلفها له جورج بوش الابن، لكن موقفه السياسي يزداد ضعفاً على المستوى الداخلي، وقد رأينا كيف أقال وزير دفاعه السيناتور المخضرم تشاك هاغل، ولن أستغرب أن يدعو لمؤتمر سلام في نهاية ولايته على غرار مؤتمر " آنابوليس". وبينما يتوحش الاستيطان مقطعاً الوطن الفلسطيني إلى أشلاء، يخرج أبو مازن مردداً المفاوضات ثم المفاوضات، التي كررها أكثر من مرة في أحد لقاءاته، وجاءت برداً وسلاماً على اليميني نتنياهو فأطلق ما أسماه إدارة الصراع. السلطة الفلسطينية اليوم متآكلة وغير قادرة على مقارعة الاحتلال ولم يبقَ لها من اسمها نصيب، وأصبحت بلا فائدة ولا تأثير، وأصبحت مستفزة للفلسطينيين والغرب يزيد من ذلك بتصريحات توحي لمن يستمع إليها وكأن الفلسطينيين هم المحتلون، القضية اليوم بحاجة إلى وجه جديد وجيل سياسي يعبر عن الفلسطينيين، وأمانيهم الممتدة منذ حوالي ستون عاماً، اليوم يمنع الفلسطينيون من الدخول إلى القدس والصلاة في الأقصى، هذه الجرأة الإسرائيلية لم تتوافر حتى في أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً، وهذه السلوكيات ليست موجهة للفسطينيين بقدر ماهي أيضاً استعراض قوة للداخل الإسرائيلي على المستوى السياسي والرأي العام الذي يدرك أنه في حماية حكومة قوية دفعته لشنق سائق فلسطيني داخل حافلته. التصعيد والاستيطان الإسرائيلي سيستمران لأن الصهيونية قائمة على فكرة استئصالية وليست استعمارية، ويبرهن الليكود على هذه الفكرة يوماً بعد يوم، فقانون يهودية الدولة أصبح في إطار التشريع، بعد أن ظل لسنوات طويلة في ذهن نتينياهو، الذي لم يخفِ ذلك في إحدى المناظرات القديمة له في جامعة (MIT) حيث كان يدرس هناك في شبابه. الجامعة العربية اليوم ولا قبل ذلك، لا يمكن الاعتماد عليها، ورأينا كيف أن الجهود الآحادية من بعض الدول في المنطقة تأتي بثمارها على مستوى الأزمات التي تنشأ بين طرفي الصراع، وحتى الاعتماد على بعض الدول المؤثرة في المنطقة غير مضمون فالكل منشغل في ترتيب بيته من الداخل. في الجهة المقابلة زادت الحركات الإسلامية "الجهادية" الطين بِلة فقد ضلّت طريقها بين التحرير والانهماك في الألاعيب السياسية فغدت أداة لتسوية الصراعات ذات الطابع الإقليمي، ومحل تشكيك، وباتت جزءاً من العبء، وفقدت تأثيرها الذي شكلته قياداتها التاريخية. يحسب للسلطة أنها نالت اعتراف منظمتين دوليتين، لكن ما الفائدة إن كان ذلك لا يعني واقعاً على الأرض، ماهي الدولة الفلسطينية الآن؟

مشاركة :